Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لن احرركِ الفصل السادس والثلاثون 36- دهب عطيه

رواية لن احرركِ  الفصل السادس والثلاثون - دهب عطيه

رواية لن احرركِ الفصل السادس والثلاثون

(العبث)

وكم كنت عابث بعشقي قبل قلبي
اخترقت حصوني بدون ان تبذل
جهد واحد يُذكر ، سلمت قلبي وقذفت
بالمنطق وصرخات عقلي عرض الحائط
أردت النعيم ياحبيبي وانتَ لم تبخل في
ان تبلل شفتاي منه طلبت المزيد وانا
مغمضت العين هائمة مُنتظره أفضل مذاق
لنعيم العشق معك وانتَ مددت يدك ولم
تبخل لكن حينما تذوقه لساني وجدت انهُ
عبارة عن جمرةً من اللهيب الخالص !
رمقتك بعدم فهم إبتسمت ببشاعة لي وقلت
انه (العبث) تعلم نهاية هذا العبث ياسيد قلبي
جرح ليس بسبب النعيم الذي كُنت اطالب به
وانا كالخرقاء لم أدرك ما خلف آلامه لكني
تذوقت النيران بحق بسبب شيءٍ يُصنف بالخداع وانتَ مخادع وانا للأسف أدمنت
خداعك !...

(لن احرركِ....دهب عطية)
_____________________________________
تجلس على الفراش في تلك الغرفة وهذا المنزل الذي لم تظن انها ستعود لحياتها الأساسية يوماً ما...

بعد مرور خمسة وأربعين يوماً مايعادل شهر ونصف وهي مزالت على هذا الحال لا تفعل اي شيء غير الشرود ودموع تذرف من عسليتاها بعدم شعور منها...

لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...

تعلم ان تلك الكلمة خلفها عدة علامات استفهام....

تشعر انهُ رفعها الى السماء الى أبعد من البعد جعلها تثق به وتتمسك به ظناً منها انهُ لن يتركها أبداً ولكنه فعل بدون رأفة بها ! لتهوى من الأعلى نحو أسفل مكان في الأرض !....

هذا هو شعورها الآن والمضحك في الأمر انها بعد كل هذا تشتاق له تريد رؤيته من بعيد!.. فهي يصعب عليها النظر الى عينيه الباردة والقاسية
بعد مافعله بها...

(انا مبقتش عايزك جامبي انا استكفيت منك خلاص....)

كم تحرقها تلك الكلمات وما يصيبها بالألم أكثر حينما أخفى عينيه عنها...

لكنها وقتها تجرأت ووقفت أمامه برغم من انفطار قلبها حزناً منه الا انها هتفت بعسليتان دامعتان...
"انتَ بتقول إيه....انتَ عايز تسبني عايز تبعد عني....بعد كل ده بتقولي انا استكفيت منك خلاص ..."نزلت دموعها بزهول من تلك الكلمات المُهينة....

كانت عينيه حمراء بطريقة مخيفة،يحارب بحق لكنها لا تعرف من يحارب قلبه وعشقه لها ، ام هي؟..لا تعلم...

"خدي هدومك ومشي قولتلك مش عايزك في حياتي..."دفعها بخفة برغم من عنف كلماته إليها...

استدارت له وهي تنظر له بزهول لم تتوقع ان يفعل هذا هو يطردها بيده قبل لسانه الى هذا ألحد يكرهها لهذا ألحد كانت كالبلهاء تسبح بهيام في بحر خداعه !....

نزلت دموعها وهي تنظر له لتهتف بأمر وتشنج ملحوظ...

"بصليّ...."

كان يبعد عيناه عن وجهها الباكي يحارب حتى لا يندفع ويعتصر جسدها داخل احضانه حتى لا يحرق
شفتيها بخاصته لتتوقف عن البكاء... يموت حياً لرؤيتها بهذا الضعف وهو أضعف من ان يقترب منها
لم يقدر على هذا البعد ولم يتصور يوماً أنه هو الذي سيطالب به...اللعنة عليه وعلى عشقه لها !..

امتثل لطلبها ونظر لها بوجه لا يحكي عن تأجج النيران بداخله !...

"قولي إنك كرهتني او قولي انك عمرك ماحبتني وكدبت عليه أكسر قلبي عشان أصدق إنك فعلاً عايزني أبعد عنك...."

ماذا تطلب؟ هي تصعب عليه الأمر ماذا تفعل به هي تشعل نيرانه أكثر لماذا لا ترحل وتتركه يحاول حل
تلك المسألة المُعقدة، يحاول ان يبعدها عن أنهار الدماء تلك لماذ تصعب الأمر لماذا ؟...

صرخ عقله وقلبه بوجع هائل داخله...

وقفت أمامه وقالت بتشنج كالمجنونه...
"ساكت ليه... قولي إنك بتكرهني قولي ان كل إللي عشته معاك ده كان كدب قولي ان كان كدب قولي..."
كانت تصرخ وتبكي وتضربه في صدره بقوة لم
يوقفها

بل أغمض عينيه الحمراء وفتحهم ببطء لتجد دمعة مُتعلقة على اهدأب عينه... كأن وجهه قاتم اللون مُتشنجة قسماته...

ظل يرمقها للحظات وهي كذلك وكان عيناهما تحكي الم قلوبهم....

"لو سمعتيه هترتاحي... ماشي.... انا بكـ..." بتر كلماته عنوة عنه ليُكمل بصوت منخفض مُتحشرج ...
"كل اللي عشناه كان كدب.... انا خدعتك يابسمة.. خدعتك..."

رجعت للخلف بخطوات متعثرة كانت تظن انه لن يفعل هذا بها لن يأكد لها حقيقة تعتريها الان.....

وضعت يداها على وجهها وتعالت شهقاتها وبكاءها أصبح هستيري....

ظلت على هذا الوضع لثواني معدودة لتشعر به يعانقها بجسده الدافئ لطالما كان النعيم والأمان بجوار من إمتلك قلبها وأصبح سيد قلبها وعشقها الأول ولاخير لكن الآن ستشعر بغباء قلبها ان استسلمت له وبادلته العناق...

ابتعدت عنه بحدة لتدلف الى غرفة الملابس وترتدي ملابسها وتخرج بدون ان تلتفت لمن يجلس على حافة الفراش يرمقها بانكسار وعينيه وجسده يطالبان
بهآ بجواره ، كيف ستكون الحياة بدونها وكيف سيتحمل هو كل هذا !...

لكن في نهاية البعد عنها سيضعها بالأمان حتى ينتهي من هذا الشيطان واعوانه....

سارت في طريق باعين لا ترى منهم شيء الرؤية ضبابية لكنها لم تهتم اكملت سيرها المتعثر لتصل لبيت شقيقتها بتلك الحالة المُزرية وتدلف الى غرفتها
التي كانت أفضل صديقه لها في اخفاء احزانها وضعفها عن عيون من حولها واليوم ستلجأ لها فهي بحاجه للاختباء من هذا العالم بكذبه وخداعه لم يخدعها من العالم إلا شخصاً وآحد وهذا الشخص بعينيها العالم بأكمله !...

مسحت دموعها وهي تنظر لهذا الملف بين يدها الملف الذي يحتوي على تلك الأوراق التي كانت بداية أنقلب حياتها ومقابلتها بمعذب قلبها...

تتذكر حينما اعادتها لحوزتها مرة آخره حينما كانت في مكتب (زهران) أول شيء وقع بين يداها حينما
فتحت تلك الخزينة كانت تلك الاورق لا تعلم لمآ اخفتها واحتفظت بها حتى الآن ! ولماذا لم تعطيها لـ(جواد) او حتى تخبره عنها...

إبتسمت بتهكم وهي تفتحها وتدقق بها للمرة الألف..
"انتي سبب كل حاجه بتحصلي لو مكنتيش معايا أكيد عمري ماكنت هقبله...." اغمضت عينيها لتنزل دموعها مرة آخره بدون اكتراث لعسليتاها الحمراء آثار ماتتجرعه في كل ثانية تتذكر بها قسوة قلبه
وبردوة كلماته إليها !...

أطرق باب غرفتها عدة طرقات.... أدركت من خلالها
انه (أمجد) زوج شقيقتها فهو دوماً يراعي تلك النقطة ويطرق الباب قبل ان يخترق خلوتها...

مسحت دموعها مرة آخره واخفت هذا الملف تحت الوسادة وهي تتنحنح بصوت مبحوح قبل ان تقول..
"أدخل يامجد...."

ولج أمجد لغرفتها واغلق الباب وهو يبتسم بلطف وبوجهاً بشوش قال....
"مش ناوي تأكلي ولا إيه.... دعاء بتحضر السفره..."

إبتسمت بصعوبة وهي تتصنع الإهتمام بالامر....
"طب كويس انا هقوم اساعدها...." نهضت من على الفراش لكن اوقفها أمجد وهو يقول بجدية...
"اقعدي يابسمة انا عايز اتكلم معاكي شويه..."

جلست على حافة الفراش واحضر هو مقعد خشبي ليجلس أمامها وهو يتنهد قبل ان يتساءل باهتمام
"مالك بقه لي من ساعة مرجعتي البيت وانتي دايما
سرحانه وكل مادخل أشوفك انا او دعاء نلقيكي بتعيطي بشكل ده..... لا بتاكلي كويس ولا بتشربي دا حتى لم بيجي اليل مش بسمع غير عياطك.... أي اللي حصل وصلك للكل ده..."

حينما تكون على حافة الانهيار ولم يشعر بك أحد وتظن انك منبوذ عن عيون البشر وياتي أحدهم ويطرح سؤال فاتر عن (كيف حالك)(ولماذا تحمل كل تلك الهموم.)... فعليك كشخص طبيعي البكاء او ترقرق الدموع بعينيك ...

حاول التمسك برغم انها على مشارف الانهيار أمام اسئلته واهتمامه هذا...
"انا كويس يامجد... يعني زي ماقولت لدعاء انا هقعد معها الفترة دي لحد متولد...."

دعاء على مشارف الولاده ربما تبقى شهرين لتضع طفلها الثاني !....

"انا مسالتيكش انتي هتقعدي قد إيه ولا سألت على سبب الزيارة كل اللي عايزه اني أفهمه مالك ولي عامله في نفسك كل ده...."

بلعت مابحلقها وهي تحبس تلك الدموع في مقلتيها..

"جواد.... دموعك دي بسببه...."

نزلت دموعها عنوة عنها فور نطق (أمجد) بأسمه بالإضافة لجسدها الذي أصابته انتفاضة بسيطة....

هز رأسه بستياء وحزن....
"هو..... تعرفي إني كنت متوقع حاجه زي دي من اول ماوافقتي تجوزيه وكدبتي علينا وقولتي إنك بتحبيه وكلام انا وانتي عارفين ان كدب في كدب...."

وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها.....

"دعاء..... تعرف حآجه...." سألها بهدوء...

هزت رأسها بنفي وهي تقول...
"لا... هي سألتني بس أنا محبتش أقولها عشان مفيش حآجه تأثر على حملها..."

تحدث أمجد بهدوء شبه حزين...
"وتفتكري هي مش حسى.... دي هي اللي مدخلاني عشان أشوف مالك... هي عارفه إنك هتقوليلي... "

"انتَ مش هتقولها يامجد صح..."

تنهد وهو يقول بحسرة....
"هقولها إيه.... انتي مقولتيش حاجه يابسمة عشان اخبيه على أختك...."

انزلت عينيها وهي تعض على شفتيها ولم تتوقف تلك الدموع....

"عارف إنك مش هتقولي الأسباب... بس انا عايز أعرف الموضوع إنتهى ولا لسه في أمل أنكم ترجعه..."

اختنقت الكلمات في حلقها وهي تقول بصوت مبحوح....
"مفيش أمل إحنا اتفقنا على طلاق...."

"اتفقته؟.... لو فعلاً كُنتي متفقه معاه على الطلاق لي عامله في نفسك كده...."

لم تتحدث بل ظلت صامته تخفي عيناها عنه....

تنهد أمجد وهو يقول بهدوء...
"تعرفي... انا مريت بنفس تجربتك دي زمان.... على فكره دعاء متعرفش القصة اللي هحكيهالك دي..."

نظر لها بتحذير وخوف مُصطنع...

إبتسمت بحزن وهي تستمع له...

تنهد أمجد وهو يشرد مع ذكرى بعيده...

"زمان قبل ماشوف دعاء... كُنت بحب واحده ومتعلق بيها اوي وهي كمان كانت بتقول أنها بتحبني... عشنا مع بعض أيام حلوه كتير ويامه اتخنقت معها واتخنقت معايا غيرت عليها وغارت عليه... كان في بينا حاجات لو فضلت احكيهالك مش هتصدقي أننا بعدنا لأني انا كمان وقتها كنت متأكد ان بعد كل إللي عشناه سوا مستحيل يتنسي او نسيبه كدا ونمشي..."
صمت قليلاً ليُكمل بصوت حزين عليها...
"بس مع أول اختبار حقيقي وجهنا كانت هي أول واحده رفعت الرايا وقالت كفاية......

"ساعتها انا عملت زيك كده زعلت قفلت على نفسي قررت أعيش ميت عشان هي بس مش موجوده في حياتي...بعدها عرفت انها كملت وعاشت ضحكت
وحبت غيري....ساعتها اتأكدت ان مكنش حب ان الحب اللي كان جوايا كان بينعكس في عينها وبعدها قلبي يوهمني انها بتحبني زي مانا بحبها تماما...بس فى الحقيقه هي عمرها ماحبتني وانا عمري ماكتشفت اني بخدع نفسي غير لم سبتني
واخترت غيري.....

"بعدها رجعت لحياتي كان صعب شويه مش هكدب وقولك كان سهل بس مع الوقت بقه سهل وجت اللي عوضتني عنها وعلمتني ان آلدنيآ مش بتقف على حد وطول مالقلب بيدق هيحب ويعيش ويكمل عشان دي طبيعة الحياة...."ربت على يدها وهو يقول بحنان
"آلدنيآ مش بتقف على حد يابسمة...لكن إحنا إللي بنوهم نفسنا انها نهاية العالم ..."

نظرت له بوجه شاحب ودموع صنعت مسار على وجنتيها !...

هو محق نحن من نختار المتاعب والجراح لا هي ولأن عليها ان تتخطي تلك المرحلة او حتى تتظاهر امام من حولها أنها في أفضل حال......

تريد ان تجعل لضعفها ودموعها وقت ومكان مُنفرد يخرجان بدون ان يراهم احد ولا ينتاب الشفقة من حولها تريد ان تحتفظ باوجاعها وعشقها بمفرده حتى هذا القاسي لا يجب ان يراها بهذا الضعف اذا صدفته
يوماً يجب ان تخبره أنها أقوى من ان تلتفت للماضي فهو أصبح ماضي والماضي لا يعود !.....

دلفت دعاء إليهم وهي تقول بصوت منخفض...
"بسمة في واحد عايزك برا...."

نظرت لها بسمة بعسليتان ضاعتان....
"مين ده يادعاء...."

"فكره الظابط إللي جالك وانتي في المستشفى لم أضرب نار على دراعك...."

توسعت عيني بسمة وهي تقول بدهشة...
"آسر..."

"أيوه.. إسمه آسر فعلاً... قال ان إسمه آسر مسعد..."

بلعت ريقها فهي لا تعلم سر تلك الزيارة المفاجأه...

"عايز إيه ده...."

___________________________________
يجلس في مكتبه كالعادة يعمل قليلاً ويشرد أكثر
بها، مرت الأيام ثقيلة عليه، لم يراها ولم ترتوي عينيه
بها لم تخرج من يوم ان دلفت لمنزل شقيقتها ولم
ترد على مكالماته من رقم غير مسجل لديها....

لم يسمع صوتها ليطمئن قلبه...ولم يراها ليريح روحه
التي تحترق بعيداً عنها.....

كانت هيئته غير مُرتبة،لحيته غير حليقة وشعره كبر وطال طوله ولم يضع به مقص ، وجهه قاتم حجري
قسماته قاسية لا تخلو من البرود....عضلات جسده تزايدة قليلاً وخسر القليل من الوزن بسبب ممارسة
الرياضة العنيفة كل يوم مُفرغ كل شحنات الغضب المتأججة داخله من خلالها ....

وبرغم بعد التغيرات عليه إلا انه لم يخلو من الوسامة والجاذبية الجسدية بل تتزيد بتلك الهيئة الرجولية !....

لم يحدث جديد بعد مرور تلك الأيام، كل مافعله فتح خزينة(زهران) للبحث عن الورق الذي كان بداية لقاءه بـ(بسمة) لم يجده بل وجد عدة أورق لبعض الصفقات المشبوهه ولم يهتم لاخذها فهو لديها ما يدين زهران ومن خلفه....... أصابه اليأس وهو يرى خبث هذا اللعين الذي أخفى الأوراق بعيداً عنه وكانه
يعلم ان فتح خزينته ليس بالأمر الصعب عليه !.....

ترك القلم وتناول هاتفه بين يده ليبدأ بالعبث به
فتح تلك الصورة الذي التقطها لها يوماً ما وهي
نائمة.....

يتذكر هذا اليوم جيداً حينما ظلت لساعات تثرثر في احضانه عن احلامها في سن المراهقة وطموح الخاص بها بعد تخرجها من كلية الحقوق....

كانت تتوسد صدره العاري وهي تحت الفراش لا ترتدي إلا القليل...

"تعرف ياجواد....انا من قبل مدخل الجامعه وانا بحلم إني يكون عندي مكتب محاماه كبير أوي على النيل...."

ضحك جواد وهو يهتف بدهشة ممزوجة بالمرح...
"النيل...طب قولي شقه عشان تبقي طبيعية زي بقيت الناس....لكن مكتب على النيل؟..."
اشربت قليلاً برأسها إليه مُستندة على جزعها وهي تقول بمصدقية....
"ولي لا.....وبعدين انا وقتها كُنت مش بفكر غير في شغلي ومستقبلي...وبعدين انا بحب لون الماية العذبه وبحس براحة وأنا ادمها...تعرف إنها هادية وناعمة وحزينه.....عكس البحر تماما...."

"عكسه إزاي يعني...."كان يستمتع بحديثها ضمها أكثر إليه لتكمل هي وتقول ببراءة...
"يعني البحر صاخب قاسي مليان أسرار جميل بس غدار وملوش حبيب يعني قلاب كده زي مابيقوله...

" ام بقه النيل فهو عذب هادي حزين صافي تعرف لم بتأمل النيل بحس ان بيشاركني جزء كبير
من حياتي....."

صمت قليلاً وهو يقول بمزاح .....
"كلامك جميل ومقنع يافرولتي بس انا مليش في تحليلات دي.....انا ليه في حاجات تانيه..."عبث بيده بجسدها أسفل الغطاء لتطلق اجمل ضحكاتها
وهي تحاول التمُلص من بين يداه الشقية ولكن بدون جدوى اغرقها في بحره الخاص وهي غارقة مسالمة من شدة اللحظات الحميمية بينهم !

بعد عدة ساعات قد غفلت وذهبت في سبات عميق ليجد نفسه يلتقط لوجهها المحبب صوره يحتفظ بها على هاتفه.....

تنهد وهو يمرر يده على الهاتف عند موضع وجنتيها وشعرها الأسود وهو يهمس بيقين.....
"كان عندك حق يابسمة البحر قاسي وغدار والنيل دايما هادي وحزين.....صعب الإتنين يتقارنه ببعض
زي ما صعب انا وانتي نتجمع مع بعض !...."

دلف في تلك الأوقات سيف ليعود جواد لجلسته بأكثر ثبات....

جلس سيف بضيق مكتوم فهو يرى حالة شقيقة تسواء كلما مر الوقت في بعده عن زوجته...

"ها ياسيف الصفقة رست علينا..."

أومأ له سيف وهو يعطيه الملف...
"آآه رست الحمد لله.... خد شوف الملف..."

اخذ منه الملف ليرمقه بتركيز مُكثف وهو يتمتم...
"هايل أوي..... برافو الأرقام إللي إضافة كانت مفاجأة بنسبة للمنافسين...."

"البركه فيك ياجواد لولا إنك مسكت الملف وغيرت الارقام قبل المنقصه دي... كان ممكن تروح لتهامي وابنه..... "

"لا متقلقش دول اخيب من انهم يقفه قصدنا...."
قالها جواد وهو يتابع الأوراق بين يده.....ليهتف وكأنه
تذكر شيء...
"قولي صحيح فات شهر ونص ولا شوفنا كتب كتاب ولا غيره انتَ غيرت رأيك انتَ واسيل ولا إيه...."

رفع سيف حاجبه بدهشة...
"انا مستغربك بصراحه...."

رفع جواد عينيه عليه بعدم فهم...
"ليه انا قولت حآجه غريبه...."

"أيوا...إزاي عايزني اعمل كتب كتاب وفرح بعد ما حضرتك قولت إنك هتنفصل عن بسمة..."

تحدث جواد بثبات....
"وانتَ موقف حياتك ليه عشاني...انا وبسمة متفقين على كل حآجه وطلقنا قرار نهائي..."

"إزاي بس ياجواد....أكيد في حآجه غلط انتَ بتحبها وهي كمان بتحبك...."

"سيف انا مش هتكلم في الموضوع دا تاني....وفي نهاية كل شيء قسمه ونصيب..."

"ياجواد ان أبغض الحلال عند الله الطلاق و..."

قاطعه جواد باستنكار...
"بس في نهايه هو حلال....وانا وهي قررنا خلاص..."
ثم أكمل بصيغة أمر...
"المهم لازم تحضر لحفلة كتب كتابك وتستعجل اكتر من كده لحسان بنت عمتك تغير رأيها..." غمز له ببعضاً من المرح....

"مش هينفع ياجواد مش هينفع وانت ا..."

"أسمع الكلام ياسيف وبعدين انا مالي مأنا كويس ادامك اهوه..... أسمع الكلام وكفاية تأجيل انت اجلت كتير الخطوة دي وجه الوقت إنك تفرح...." أبتسم لشقيقه بحزن فهو يعلم قصته مع (أمل) وما تعرض له وراء حادثة موتها !....

"طيب هشوف اسيل وبقه أكلمك...."

هز جواد رأسه بإبتسامة لم تلامس عينيه القاتمة بالحزن..

نهض سيف وهو يودعه ليخرج سريعاً من المكتب مُجري اتصال بأسيل التي فتحت الخط سريعاً وهي تقول.......
"أيوا ياحبيبي... طلعت..."

"آآه ياقلبي... بس بصي انا هاجي اخدك من المعرض ونطلع على الكفتريا اللي بنقعد فيها
دايماً...."

هتفت اسيل من الناحية الآخره بقلق...
"في حآجه ياسيف قلقتني....انتَ كويس..."

"كويس ياحبيبتي متقلقيش...بس انا جتلي فكره كدا نقرب بيها بسمة وجواد من بعض...."

صاحت من الناحية الآخره بحماس...
"بجد طب خلاص هستناك....سوق على مهلك..باي ياسيف..."

أبتسم بحب قبل ان يغلق الخط....
"باي ياقلب ياسيف...."

في مكتب جواد بعد خروج (سيف) صدح هاتفه مُعلن عن اتصال من أحد رجاله المُكلفين بمراقبة بسمة وحمايتها فهو برغم من بعده عنها وقراره امام
العائلة بأكمله انهُ سيحضر أوراق الطلاق قريباً للانفصال عنها وهو يضع تحت العمارة الماكثة بها
ثلاث رجال يراقبون المنزل ليلاً ونهار ويبلغون (جواد) بأي جديد عنها، تلك الأيام لم يكن هناك جديد
عن الروتين الطبيعي في تلك الحارة لكن اليوم كان
يجب اخباره بـ .....

تحدث جواد بحدة...
"يعني إيه متعرفش مين شكله غريب عن المكان... طب صورته وهو خارج من عربيته...." صمت قليلاً ليهتف من بين انفاسة المُتسرعة غضب...
"طب متزفت تبعت صورته مستني إيه...." لم تمر الا دقائق وتم إرسال الصورة التي التقطها الرجل لهذا الزائر الغريب، فتح جواد الصوره وقربها ليحتل وجهه الدهشة والغضب وتكثر داخله العلامات الاستفهاميّة تمتما بعدها بشرود
"اسر؟؟...... بيعمل إيه عندك يابسمة..."
___________________________________
"خير يآسر جاي ليه ..."تحدثت بسمة وهي تجلس بمفردها أمامه في غرفة الصالون فهي طلبت من
امجد بكل هدوء ان يتركهم بمفردهم....

"جاي ليه؟....هو انتي ناسيه ان كان في أتفق بينا ولا إيه وحضرتك اختفيت اكتر من شهرين ونص معرفش عنك حآجه...."

زفرت بغيظ من هذا الفظ وطريقته الأمره...
"من الآخر كده انا بقيت كارت محروق وخلاص جواد عرف كل حآجه...."

توتر صوت (اسر) قليلاً وهو يسألها باستفهام....
"يعني إيه عرف كل حآجه عرف إنك شغاله معايا..."

تحشرج صوتها قليلاً وهي تقول...
"لا بس شفني وانا في مكتب زهران وكنت بدور وقتها في الخزنه..."

"يعني زهران عرف..."هتف سريعاً...

"محدش عرف حآجه حتى جواد معرفش إني شغاله معاك..."

برم شفتيه ببرود وهتف بسخرية...
"وليه معرفتهوش إنك بتعملي دا كله عشانه يمكن كان حس على دمه وفق من الأرف اللي هو فيه.."

"اسر لو سمحت إياك تفكر تهينه تاني ادامي ..." رفعت سبابتها أمام وجهه المكفهر بحدة....

تافف بانزعاج وهو يشيح وجه لناحية الآخره قائلاً بستخفاف....
"لسه بدفعي عنه بعد كل إللي عمله فيكي...."

"جواد معملش فيه حاجه...."

تحدث ببرود..
"لا عمل والمزرعه اللي كان حبسك فيها وهروبك منه
كان دليل ان عمل يابسمة...."

احتل وجهها علامات الدهشة وهي تقول بصدمة...
"انتَ بترقبني...."

"مش انتي اللي كنتي بتترقبي هو اللي كان محطوط تحت المرقبه ووجودك معه كان مفجأه لينا وبذات بعد هروبك...."

ضحكت بسخرية...
"ولم شفتني وانا بهرب مدخلتش ليه ياحضرة الظابط..."

"مستحيل أدخل لأني كنت هتكشف انا ولي معايا ."

هتفت بسمة بسخط ساخر....
"هتكشف.... وللهِ عندك حق... صحيح انتَ من أمته كان بيهمك روح حد أهم حاجه الترقيه واسمك يضاف في الجرايد جمب كشف أكبر رجال أعمال في آلدوله اتضح على يد الظابط (اسر مسعد) بمساعدة رجال الشرطة أنهم يسيئون للبلد بادخالهم أكبر شحنات من السلاح الغير مُرخص وغيرها من الممنوعات المُضره لابناء الوطن ..... أهم حاجه في المقال ده ان في كل سطر أسمك لازم يكون منور... مش هو ده هدفك من البداية ياحضرة الظابط....

" مش كده ولا انا بكدب.... " هدرت بغضب...

بلع اسر ريقه بضيق فهي مُحقه هو لم يفعل شيء غير السعي خلف ترقية وشهرة بين زملاءه في العمل
وتفاخر أمام عائلته بانجازه المُشرف في تلك القضية لكن ليس الطموح شيءٍ مُشين بل المُشين انه لا يفكر في نتيجة ما يفعله بها وبـ (جواد) الذي سيظل الصديق مهم ان ابعدتهم المسافات....

ماذا عليه ان يفعل هو يريد ان يغلق القضية ويتسرف كاشرطي.. لكن داخله يريد ان ينقذ صديقه من براثن تلك الشياطين فهو على يقين ان صديقه لم يختار يوماً هذا الطريق وعلى يقين انهُ يود الخروج لكن ليس هناك مساعد لهذا !....

نهض اسر وهو يتنحنح بحرج....
"انا آسف يابسمة.... انا كُنت سبب في كل حآجه اتعرضتي ليه.... بس انتي درسه قانون كويس وعرفه ان المشاعر اخر حاجه بنبصله في شغلنا.... على العموم انا مش هضيقك تاني بوجودي...."

سار للخروج من الغرفة لتوقفه بسمة بصوت متحشرج وكأنها على مشارف البكاء...
"انا كمان آسفه مكنش ينفع أحكم عليك بشكل ده في نهايه انتَ بتشوف شغلك...."

التفت لها ليكتفي بايماءة يصحبها إبتسامة حزينه
فهو مثلها ينتاقض ما بين قلبه وتلك الصداقة القديمة وبين هذا العمل وتلك القضية التي طالت
في اغلقها !....

تحدثت بسمة بشرود داخلها...
"كل إللي بيحصل ده بسببك ياجواد ومش هترجع غير لم تخسر أغلى حد في حياتك...." اغمضت عينيها بحسرة وهي تعلم أنه تعرض قديماً لانتكاسة وبدأ يعمل مع عمه ظناً ان هذا العمل الشفى لروحه من صدمات الماضي لكن حقاً تلك القصة تحتاج لانتكاسة حتى يعلم ان هذا العمل شفى لشيطانه لا لروحه التي تكوى بهذا الفساد كلما اقترفته يداه !....

لو يعلمون الإثنين ان حل تلك المسألة في قلب تلك الأوراق التي في حوزتها لانتهى الأمر قبل ان يبدأ لكن هذا التاخير يعني قصص اخره على وشك الاكتشاف في غضون تلك الرحلة الاستكشافية !...
____________________________________
"انتَ بتقول إيه يا سيف...." هتف اسيل بعدم فهم..

"هو إيه اللي بتقول إيه ياسيف اعزميها على كتب الكتاب يأسيل...."

"ازاي عايزنا نعمل كتب كتاب في الوقت ده انتَ مش واخد بالك باللي حولينا...."

"انتي ليه مكبر الموضوع دا كتب كتاب يأسيل.. وبعدين دا هتبقى فرصه كويسه اوي أننا نقربهم من بعض...."

زفرت بضيق وتردد....
"عارفه انه كتب كتاب... بس انا هبقى عدمية الإحساس لم أبقى عارفه انها هتتطلق من ابن خالي واعزمها على فرحي وهي واثقه ومتأكده ان هيبقى هناك أكيد هتزعل اوي مني ..."

"يابنتي كل اللي هنعمل ده لمصلحتهم... يمكن لم يتقبله بطريقه دي يشيله من دماغهم فكرة الطلاق..خصوصاً ان جواد مطلقهاش لحد دلوقت "

"صحيح انا كمان مستغربه الموضوع ده... هو ازاي يعني عايز يطلقها وفات اكتر من شهر ونص وهو بيقول بحضر إجراءات الطلاق... هي فعلاً ياسيف إجراءات الطلاق بتاخد كل الوقت ده..." تساءلت ببراءة...

تحدث سيف بابتسامة مُتيقن...
"لا طبعاً وبعدين اللي زي جواد يخلص كل حآجه في خلال مكالمة تلفون... لكن انا عارف ومتأكد ان مش عايز يطلقها انتي مش شايفه شكله عامل إزاي من ساعة ما بعدت عنه ....."

اخفضت اسيل عينيها بحزن لتتذكر عدة مكلمات بينها وبين بسمة والتي لا تبث الطمأنينة قط....

"كمان بسمة شكلها مش طبيعية أبداً.... دايما صوتها باين عليه العياط مهم حاولت اطلعها من اللي هي فيه بحس انها بتضحك عشان تجبر بخطري مش اكتر.... انا مش عارفه لم هما بيحب بعض اوي كده سابو بعض ليه ولي مصممين على الطلاق يعني المشكله اللي مبينهم دي مينفعش تتحل من غير طلاق...."

تنهد سيف بستياء....
"وللهِ ما عارف إيه لأزمة اللي بيعملوه دا كله... بس المهم ....إنك تعملي إللي قولتلك عليه اعزميها على كتب الكتاب وانا هحجز جناح ليهم في الفندق اللي هنعمل فيه الحفله ونخليهم في آخر الحفله يقبله بعض هناك ها اي رأيك..... مش كده احسن..."

"أكيد احسن بس يارب يكون بفيده.... وابيه جواد يغير رأيه...." قالتها اسيل وهي تبرم شفتيها بعدم رضا عن قرار الطلاق هذا....

ابتسم سيف وهو يعض على شفتيه قائلاً بخبث...
"طب وابيه سيف مش ناويه تحني عليه وتيجي في حضنه شوية ...."

إبتسمت اسيل بخجل وهي تنظر حولهم بصدمة...
"اجي في حضنك إزاي يابيه إحنا في مكان عام..."

تصنع السعال وهو يقول بخبث...
"تعالي ادعكيلي رجلي يابنتي لحسان المفاصل سايبه
اوي...."

اطلقت اسيل ضحكة عالية لتجد سيف يقترب منها بمقعده ليكن بجوارها مباشرة.... هتفت اسيل بنعومة قتلت ما تبقى من صبره.....
"سيف إياك تعملها الناس يامجنون....."جذبها الى احضانه ليضع قبلة على وجنتها وهو يقول بشوق....
" ياقلب سيف بتوحشيني.... ولولا الحظ كان زمانك في سريري دلوقتي... "

"بطل قلة آدب...."

"قلة آدب.... ينهار ابيض دا انا لم أوصل للمرحلة دي قلة الأدب دي هتظلم معايه....." قربها أكثر لاحضانه لتخبئ وجهها داخل صدره بخجل فهي تشعر ان جميع من حولهم يختلس النظر لهم هي لا تبالي فقط
لأنه بجوارها وهو لا يبالي بأحد فهي زوجته من يوم ان عشقها وتمنى ذلك !....
"بحبك ياسيف...." تنهد بحب وهو يقبل قمة رأسها...
"وانا بموت فيكي ياقلب سيف..."

_____________________________________
بعد مرور أسبوعين.... وفي يوم عقد القرآن مساءً..

كانت تقف امام المرآة بهذا الفستان ذو اللون الكهرماني لديه لمعة توازي لون عينيها! مُلتصق بجسدها يبرز قوامها الممشوق كان ذو أكمام طويلة من قماش الدنتيل تبرز بشرتها البيضاء من خلاله
امّا من ناحية الصدر فكان مُغلق لا يظهر الا عنقه الابيض...وكان طويل يصل لاخر قدميها التي ترتدي بهم حذاءً ذو كعب عالٍ.....

صففت شعرها في تسريحة أنيقة ووضعت عليه عدت لمسات لتبرز لون شعرها .....امّا وجهها فكانت تضيف له زينة رقيقة توازي نقاء ملامحها .....

نظرت الى هيئتها بعد ان إنتهت...

فكان الفستان أفضل من ما تصورته عليها فهي اشترته حديثاً منذ عدة أيام بعد زيارة (اسيل)لها والتي كانت عباره عن عزيمة لعقد قرانها على سيف....

" معلش يأسيل اعفيني انا من الحفل دي... "قالتها بسمة بصوت مبحوح..

احتل وجه أسيل علامات الحزن والحرج منها توسلت لها بسوادتين عينيها...
"بس انتي لو مجتيش... فرحتي هتكون نقصه..ويمكن كمان أأجل موضوع الجواز ده نهائي..."

"يابنتي انتي بتقولي إيه بطلي هبل هتوقفي جوازك عشاني..."

"ووقف الدنيا كلها عشانك هو إحنا مش صحاب
ولا إيه...."

اقتربت منها بسمة وعانقتها وهي تقول بحزن...
"إحنا مش صحاب يأسيل إحنا اخوات واكتر كمان..."

"لو فعلاً كده عمرك ماهتسيبي أختك لوحدها في يوم زي ده...."قالتها اسيل وهي تفصل العناق بينهم.....

اغمضت بسمة عينيها وهي تحارب الكلمات...
"اسيل انتي عارفه انا مش عايزه اجي ليه..ومصممه برده تضغطي عليه...."

ربتت اسيل على كتفها وهي تقول بصدق...
"صدقيني يابسمة من ساعت ماسبتي البيت وجواد حاله اتشقلب لا بياكل ولا بيشرب وعلى طول سرحان ولله العظيم في خلال الشهر ونص ده كان
بيبات في مكتبه في شركة من كتر ماهو مش قادر يدخل البيت وانتي مش فيه...."

إبتسمت بسمة بتهكم فأسيل تحكم بعينيها لكنها لا تعرف الحقيقة فمن المؤكد انه يكون في أحضان واحده كل يوم لذالك لا يعود للمنزل أبداً....

"بتضحكي كده ليه مش مصدقني...."

اولتها بسمة ظهرها وهي تقول بسخرية...
"لا مصدقاكي بس مش مصدقه ان بعدي فارق مع ابن خالك اوي كده...."

اقتربت منها اسيل وهي تلين قلبها نحوه..
"صدقيني يابسمة جـ..."

بترت اسيل كلماتها عندما منعتها بسمة من الاكمال لتضيف هي باستسلام....
"ملوش لازمه اي كلام هتقولي في الموضوع ده يأسيل.... انا هحضر كتب كتابك وطالما في مكان بعيد عن الفيلا يبقى مفيش مشكلة... بس انا مش هتأخر نص ساعة وهمشي ومن غير ماتزعلي تمام.."

توسعت إبتسامة اسيل بانتصار لا يخلو من المكر
وهي تهتف بحماس ...
"تمام اي بس...... دا فُل أوي ...."

عادت من شرودها على صوت هاتفها فتحت الخط وهي تقول ببسمةً حزينة...
"يابنتي كفاية مكالمات ركزي في اللي انتي فيه وكفايه زن بقه...."

هتفت اسيل من الناحية الأخرى بعجلة..
"طب قوليلي خلصتي ولا لسه..."

"خلصت ونزله دلوقتي...."

صاحت اسيل وهي تبعد الارتست عن وجهها...
"لا استني خمس دقايق بس... سيف بعتلك عربيه بسوق هتستناكي تحت البيت..."

تاففت بسمة بحرج...
"لي عملتي كده يأسيل مانا كنت هاجي في تاكسي وخلاص..."

"تاكسي إيه يابسمة انتي بتهزري دا جوزك عنده بدل العربيه سته ...."

"اسيل إحنا قولنا إيه...." هتفت بسمة اليها بضجر وتحذير...

هزت الآخره رأسها من الناحية الأخرى بتفهم...
"خلاص هسكت بس استني السوق هو على وصول..."

أغلقت بسمة الهاتف لتطلع الى صورتها مرة آخره عبر المرآة من الممكن ان تراه بعد كل تلك الأيام ، شهرين
بتحديد وعيناها لم ترتوي برؤيته حتى لا تملك صورة له مجرد البحث عنه عبر الانترنت ورؤية عدة صور له
بذي رسمي ووجه يبتسم برسمية باردة امام عدسات الصحافة مجرد أشياء مُصطنعه بتلك الصور لم تجعلها تطفئ نيران اشواقها......

حينما ذكرته (اسيل) منذ قليل جُن قلبها بخفقات مجنونه، ولان حينما تراها ماذا سيحدث لها لن تخبره بعينيها انها تحتاج إليه، لن يرتجف صوتها أمامه حتى لا يبعث له ضعفها بجواره، ولن يُصيب جسدها الضئيل الانتفاضة لمجرد قشعريرة طفت بقوة
داخلها حتى تخبره انها بحاجه لعناق يبث الأمان والدفء لكيانها المنبوذ من قلبه !.... لن تخبره ولن تستسلم لتلك المشاعر ستموت ان اصابها الضعف أمام عينيه الباردة ستموت قهراً وذلاً ان رأى شوقها إليه !..

سمعت كلمات اغنية تنبعث في اذنيها من خلال تلك السيارة التي تمر اسفل البنيه ......

(حبيت هواك لحدود أكتر من المفروض وانتَ ولا قدرت..... علمت قلبي خلاص يوفر الإخلاص منك
انا اتعلمت....)

إبتسمت بسخرية فحتى الصدف تذكرها بغباء عشقها المنبوذ من قلبه....

سمعت سرين السيارة في الأسفل.... لتلوي شفتها بمُقت وهي تنوي النزول الى هذا السائق حيثُ هذا
الفندق التي لا تعلم ما ينتظرها هناك

.... يتبع

دهب عطية
___________________________________
لازم اعترف ان البارت حجمه اقل من المُعتاد، بس البارت ده تمهيد للاحداث الاخيره....

الراوية في حدود ٤٠بارت وطبعاً البقاء الاقوى 🙈😂المهم نحضر طبق فشار البارت الجاي عشان طبعاً
زي مانتم عارفين إحنا بنفرهض من الجوع 😂
وهتوحشوني لحد مانتقبل في البارت إللي ربنا يسترها و(جواد) ميتهورش 😂٣٧ خليكم في القرب
وطبعاً اخر حاجه على حسب التفاعل ربنا هينفخ
في صورتي وهكمل الرواية 😭لحسان انا الفتره دي
ماشيه بالعافية فبلاش صمت وظهره شوية 🌺
دمتم بخير... وآسفه على الاطلاله ♥♥


يتبع الفصل السابع والثلاثون واضغط هنا 


 


 


reaction:

تعليقات