Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشق الادم الخامس والثلاثون 35- ياسمين

رواية عشق الادم الخامس والثلاثون- ياسمين

رواية عشق الادم الخامس والثلاثون

"يعني ايه مقدرتوش تلاقوه.. ايه يا ناجي انت حتهزر حتة كلب قدر يفلت من إديكم.. بقلك ايه انت و الاغبياء اللي معاك مش عاوز المح خلقة حد فيكم غير و ابن الجندي معاكم.. مفهوم".

هدر آدم بعنف بعد أن اخبره رئيس حرسه بعدم قدرتهم على إيجاد صفوان.

رمى هاتفه جانبا ثم مال بجسده الى الامام ساندا ذراعيه على فخذيه مطأطََأ برأسه الى الاسفل... منذ ساعات و هو يجلس في مكتبه بعد أن خرج من المسبح و غير ثيابه الي أخرى نظيفة،يفكر في تلك التي تركها بالأعلى منذ ساعات...

رفع رأسه لينظر الى الساعة الكبيرة المعلقة بالجدار ليجدها تشير الى الخامسة صباحا...

زفر بضيق ثم جذب جهازه المحمول الذي كان قد فتحه منذ ساعة ليراقب ياسمين التي كانت لاتزال غارقة في النوم....

لم يكن يتوقع ان الامور ستسوء لهذه الدرجة..الغضب و الشعور بالخذلان لم يتركا له ذرة تعقل...

دقق النظر في شاشة الحاسوب ليجد ياسمين قد استيقظت.

لا تعلم كم الوقت او كم ساعة ظلت نائمة كلما تعلمه انها تشعر بآلام رهيبة في كامل أنحاء جسدها و ثقل كبير في رأسها، تحاملت على نفسها حتى استطاعت بعد عدة محاولات الوصول إلى طرف السرير...

نظرت في أنحاء الغرفة لتجدها فارغة، تنهدت بحزن ثم استندت على الطاولة المجاورة للفراش ثم على الحائط الى ان وصلت إلى الحمام... دلفت لترمي الملائة التي كانت تستر بها جسدها...

وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها المتألمة عندما رأت انعكاس صورتها في المرآة... جسدها مدمر للغاية تملؤه الكدمات الحمراء و البنفسجية...

و آثار الحزام منتشرة على كامل فخذيها و ذراعيها....

جرت ساقيها بصعوبة لتقف تحت صنبور المياه البارد،احتضنت جسدها بذراعيها قبل أن تنخرط في موجة بكاء خافتة...

كيف طاوعه قلبه على ضربها و انتهاك جسدها بهذه الوحشية...كيف ستبرر له فعلته الشنيعة، هل يظن انها رخيصة لهذه الدرجة حتى يفعل بها ما يشاء و كأنها جارية او عبدة لديه اشتراها بنقوده....يكفيها ضعفا و استسلاما، لن تسامحه هذه المرة حتى لو مات ندما أمامها...

حتى لو كانت تحبه و تهيم به عشقا لن يشفع له حبه هذه المرة، فعلته تجاوزت كل الحدود.. ضرب، اهانة، اغتصاب، اتهامها بشيئ لم تفعله، لو انه سمعها، لو انه صدقها... يبدو أن زواجهما قد وصل لنهايته فعندما تنتهي الثقة يسقط الحب...

زواجها كان غلطة، رجل بارد و غامض مثله لن تستطيع التأقلم مع طباعه الصعبة التي تتغير كل لحظة كطقس فصل الشتاء،

تذكرت كلمات غادة عندما قالت لها:"حيطلع عقده عليكي". رغم أنها لم تكن تنصحها حبا الا انها في الاخير اكتشفت انها محقة...

هولم يتغير و لن يفعل... لن يصبح شخصا طبيعيا خاصة مع شخصيتها الضعيفة الخاضعة التي تغفر له أخطائه بمجرد ارتماءه في أحضانها...

سوف تتركه هذه المرة، سوف تمضي في طريقها و تتجاوز و كأنه لم يكن موجودا في حياتها...

مسحت دموعها التي امتزجت مع قطرات الماء قبل أن تضغط على مقبض الدش ليتوقف سيل المياه.

جذبت المنشفة و لفتها على جسدها ثم خرجت من الحمام متجهة الى غرفة الملابس....

اختارت فستانا من اللون البني الغامق طويل حتى قدميها و بأكمام كاملة، اخفى كامل جسدها ثم خرجت الى حيث غرفة النوم...

عضت على شفتيها بألم و هي تنحني لتندس تحت أغطية السرير من جديد... ثوان و سمعت طرقات خافتة على الباب تليها دخول دخول امرأة يبدو من هيئتها و انها طبيبة....

فتح زاهر باب المكتب بعنف ليجد آدم يجلس على الاريكة و يضع حاسوبه على فخذيه، و

علامات التعب و الإرهاق بادية على وجهه،يبدو من هيئته انه لم يغمض له جفن البارحة...

جلس أمامه قائلا بقلق :

" في ايه يا آدم، ايه اللي حصل جايبني على ملا وشي من الفجر... ياسمين مالها؟ ".

لم يجبه آدم بل ظل يحدق في شاشة الحاسوب بدقة.. ليعيد الاخر سواله من جديد:

"انت ضربتها؟".

آدم دون أن يحيد بعينيه :

"حاجة بيني و بين مراتي انت مالك و بعدين الدكتورة فوق حتكشف عليها".

قفز زاهر من مكانه و كأن عقربا لدغه...اتسعت عيناه

بدهشة قبل أن يهدر بغضب:

" انت تجننت يا آدم... عملت في البنت إيه انطق؟ اوعى يكون اللي في دماغي "

أشار له آدم برأسه موافق.

دار زاهر حول نفسه كالمجنون، يعلم قسوة صديقه و عنفه،لكنه لم يتوقع ان يفعل شيئا كهذا و خاصة مع زوجته التي يحبها...

آدم "متقلقش هي كويسة".

زاهر "يا برودك يا شيخ... انا عمري ما توقعت انك تعمل حاجة زي دي و خاصة مع مراتك... دي ياسمين

يا آدم عارف يعني إيه ياسمين... انا طالع اشوفها بنفسي".

رمى آدم الجهاز جانبا قبل أن يلتحق بزاهر الذي خرج مسرعا من المكتب متجها إلى الأعلى...

آدم مناديا" زاهر استنى رايح فين "

امسكه من ذراعه ليمنعه من مواصله الصعود لكن الاخر نفض يده بقوة قائلا بغضب:

" آدم مش وقت جنانك مراتك..... ".

قطع شجارهما صوت ياسمين التي كانت تصرخ بجنون:

اطلعي برا... مش عاوزة حد.......

نظرا الى بعضهما بقلق قبل أن ينطلقا ركضا الى الغرفة...


فتح آدم الباب بلهفة ليجد ياسمين تقف مستندة بيدها على الطاولة الصغيرة الموضوعه بجانب السرير، و تمسك في يدها الأخرى احد التحف الصغيرة تلوح بها أمامها استعدادا لرميها على الطبيبة التي كانت تقف أمامها بقلة حيلة...

التفتت الطبيبة الي زاهر الذي دلف إلى الغرفة بعد آدم...

الطبيبة بحيرة :"دكتور زاهر الحمد لله انك جيت... مدام ياسمين رافضة اني اكشف عليها او أقرب منها حتى".

ياسمين بانهيار و هي تنظر لزاهر غير مصدقة لوجوده و كأنه منقذها :

"و النبي يا دكتور زاهر خرجني من هنا... خذني لعند ماما، انا مش عاوزة اقعد هنا.."

زاهر باشفاق:

"اهدي يا ياسمين. وانا اوعدك حاخذك من هنا... بس خلي الدكتورة مي تكشف عليكي عشان نتأكد انك كويسة"

قاطعته ياسمين بصراخ:

"لا مش عاوزة حد يقرب مني...محدش يلمسني، عاوزة اروح بيتنا بس، ارجوك خذني لماما متسبنيش هنا ".

زاهر و هو يقترب منها ببطئ:

"خلاص يا ياسمين اهدي بس و انا حعمل كل اللي انت عاوزاه بس بعد ما الدكتورة مي تشوفك مينفعش مدام سلوى تشوفك كده"

ياسمين ببكاء:

" لا انا كويسة انا بس عاوزة اروح من السجن داه....مش ححكي لحد اي حاجة و الله بس سيبوني امشي...

نظرت لآدم فزع و كأنها أدركت الان وجوده ليزداد صراخها و تشنج جسدها و هي تنفي برأسها

بهستيريا... انكمشت على نفسها و هي ترمقه بنظرات مرتعبة، و كأنها لا ترى إنسانا أمامها، بل وحشا يستعد للانقضاض عليها في أي لحظة، حتى بوجود صديقة و الطبيبة..

تذكرت هيئتة المخيفة ليلة البارحة و هو يجلدها بحزامه دون رحمة او شفقة، لدرجة انها شعرت بآلام جروحها تتضاعف، كلماته المهينة مازالت ترن داخل رأسها دون توقف...

نظراته المتهمة، صفعاته، قسوته التي لم تكن تتخيلها حتى في أسوأ كوابيسها و هو ينتهك حرمة جسدها بلا تردد لن تنساها بسهولة...

ظلمه لها، رفضه سماعها او تصديقها.. و في الأخير يتركها غارقة في دمائها دون أن يهتم ان كانت ميتة او مازلت على قد الحياة....

نظر زاهر الى آدم الذي كان يستند على الحائط في مدخل الغرفة و ينظر إلى ياسمين بنظرات مبهمة،

متفحصة، و كأنه يتفقد آثار جريمته....

ياسمين ببكاء و هي تشير لآدم :

"دكتور زاهر... خليه يخرج من هنا..مش عاوزة اشوفه عشان هو امبارح.....

اشاحت بوجهها بعد أن عجزت عن النطق بكلمات تصف أحداث ليلة البارحة...

جففت دموعها و هي تعاود النظر الي زاهر قائلة بحذر:

" مصدقنيش رغم اني حلفتله اني مش باخذ حبوب ...انا معرفش حتى شكلها و كمان مش بطلع كثير و لو طلعت يبقى معاه فحجيبها منين...

انت دكتور و ممكن تعملي تحاليل و اكيد حتعرف ان انا ما بكذبش...بس الاول خرجني من هنا.... انا حاسة

اني بتخنق مش قادرة اقعد هنا... لو سمحت خذني لماما".

زاهر و هو يشير لأدم بعينيه بأن يغادر لكن الاخر رفض و ظل واقفا مكانه دون حراك..

زاهر بيأس:

" طيب يا ياسمين خلي الدكتورة تفحصك و انا و آدم حنطلع برا و بعدين حنتكلم و نعمل كل اللي انت عاوزاه".

ياسمين بهيجان و هي تقذف التحفة من يدها :

"محدش حيقرب مني ابعدوا عني مش عاوزة اقعد هنا دقيقة.. خذني على المستشفى بتاعك و كلم ماما عشان تجيني هي و رنا..."

زاهر باشفاق على حالتها:

" خلاص تعالي.. انا حاخذك على المستشفى و في الطريق حكلم رنا عشان تجيلك..."

آدم مقاطعا حديثة بعد طول صمت :

"مراتي مش حتخرج من بيتها، لو احتجت اي أجهزة انا ممكن اوفرهالك،خلي الدكتورة تكشف عليها بس هنا... مفيش خروج"

ياسمين و هي تنظر له بعدم تصديق :

"انت أكيد تجننت انا مستحيل اقعد هنا بعداللي عملته.... انا بكرهك و مش طايقة اشوف وشك و اقسم بالله لو مخليتنيش اخرج حقتل نفسي ".

زاهر :

" آدم انت مش شايف حالتها... لازم ناخذها المستشفى حالا... دي ممكن يجيلها انهيار عصبي في اي لحظة و دا حيشكل خطر على حياتها... بلاش تضغط عليها أكثر من كده "

خرج آدم من الغرفة دون أن يجيبه متجها إلى الخارج ليتبعه زاهر...

........................................

قبل الحفل بساعات

زفرت غادة بضيق من مكالمات صفوان التي لاتنتهي

غادة بزهق:" ايوا في حاجة، بتتصل كل شوية ليه؟.


صفوان:"كنت عاوز اقلك اني رايح حفلة صاحبتك"

غادة باهتمام:ياسمين؟"

صفوان بضحك :"انت مفيش في دماغك غير ياسمين... على العموم متقلقيش الليلة حتكون نهاية

زواجها السعيد مع آدم الحديدي..خسارة هي حلوة و متستهلش يا ريتني كنت قابلتها قبله مكنتش فلتها من إيدي... "

غادة بسخرية :" انت اللي مفيش في دماغك غير النسوان... على العموم اكيد الحفلة اللي انت رايحلها حتكون مليانة بنات... ابقى اختار براحتك "

صفوان بغرور:" اختار؟ ما انت عارفة ان البنات هي اللي بتجري ورايا و بتترمي تحت رجليا ".

غادة باستفزاز:" دا كان زمان يا حبيبي، لما كنت صفوان الجندي... إنما دلوقتي مبقاش حيلتك حاجة، متزعلش مني ياروحي بس انت عارفني بحب اقول الحقيقة حتى و لو كانت بتوجع... ها مقتليش حفلة مين اللي انت رايحها ".

صفوان و هو يكتم غضبه:" الدكتور زاهر "

غادة:" طيب enjoy و متنساش تسلملي على البنات الحلوة.. ".

صفوان و هو يمز على اسنانه بغضب من اهانتها له:" طيب مش عاوزة تيجي ماهي بردو صاحبتك".

غادة ببرود:" لا معدتش صاحبتي بعد اللي انتوا خليتوني اعمله في ياسمين... على العموم انا كمان عندي party لازم احضرها اهو بحاول احتفل بنجاحي انا كمان ".

صفوان بخبث " في ال moon light كالعادةطيب ما تيجي بعد الحفلة نحتفل سوى...داه لو كنتي فاضية يعني ".

غادة بتلعثم:" لا انا رايحة عند سلمى دي صاحبتي هي ساكنة قريب من بيتنا.... و مش حتأخر، الساعة تسعة لازم اكون في البيت... "

صفوان :" طيب يا دودي خوذي بالك من نفسك... و ابقى ردي على تليفونك لما اكلمك ".

غادة قبل أن تقفل الخط:"ماشي... سلام ".

وضعت يدها على صدرها بخوف قائلة بصوت منخفض :"يخرب بيته هو بيراقبني، عرف منين اني بروح النادي داه... اووف انا ايه اللي وقعني معاه دا وسخ و مش بعيد يعملي حاجة..

اكملت بسخرية :و انا حخسر ايه اكثر ملي خسرته....بس انا لازم اخلي فؤاد الدمنهوري يتجوزني مش معقول افضل كده.... هو صحيح

اكبر مني بشوية... اووف شوية ايه يا غادة انت الثانية داه عمره حوالي ستة و خمسين سنة يعني أكبر منك باثنين و ثلاثين سنه.... دا قد ابويا او اكبر حتى... بس هو معاه فلوس كثير و دا الأهم...و بعدين انا مين يحيقبل يتجوزني بعد اللي هببته مع الكلب صفوان..

اتسعت ابتسامتها بخبث قبل أن تكمل :"بسيطة عملية صغيرة و ارجع زي الاول... و بعدين العجوز اللي اسمه فؤاد يحمد ربنا انه حيتجوز واحدة صغيرة و حلوة زيي... انا لازم الاقي حل لكل داه و لازم آخد حذري من صفوان انا حاسة انه مش حيعدي تجاهلي ليه بالساهل".

.........................

اما صفوان فبعد خروجه من الحفل و تشاجره مع آدم.. ظل يجول بسيارته لساعات منتظرا الاخبار حتى رن هاتفه

سهى:ايوا انت فين بقالي ساعة بكلمك"

صفوان:"انا كمان كنت مستنيكي بس التليفون فصل شحن... المهم اتكلمي في ايه؟.

سهى بقلق:" مش عارفة الغبية زينب قالتلي ان آدم خرجهم كلهم من القصر و اداهم اجازة يومين بس هي قالت إنها قبل ما تخرج سمعت صريخ ياسمين.. داه كل اللي عرفته منها".

صفوان :"طيب هي حطت البرشام اللي انت اديتهولها في الجناح بتاعهم".

سهى:"ايوا طبعا هي حطته في الحمام عشان محدش يشك في حاجة ".

صفوان:" طيب اقفلي و خلي بالك آدم مش سهل هي مسألة وقت و حيكتشف كل حاجة احنا استغلينا عامل المفاجأة عشان ننفذ خطتنا.. هو اكيد زمانه بيدور عليا انا عارفه عشان كده لو سألك اديه إجابة مقنعة و انا اياكي تديه رقمي او اي معلومة و لو كانت بسيطة... انا حختفي الايام دي بس اكيد حتصل بيكي عشان تقوليلي الاخبار.. ".

قطع الخط قبل أن ينفجر في نوبة ضحك شديدة استمرت لدقائق... قطع قهقهاته و هو يقول :" يا لهوي على دماغ النسوان و أفكارهم التافهة... أما انت هبلة يا سوسو... برشام ايه و حمل ايه، المسكينه مش عارفة ان انا بجاريها في خطتها الغبية بس عشان اشغل آدم شوية على الهدف الحقيقي... انا حستفيد ايه لو ضرب مراته او طلقها او مش عارف ايه... انا عاوزه يخسر فلوسه و املاكه و دا المهم عندي... عاوزه يفلس و يخسر كل حاجة و يبقى زيي و يرجع لنقطة الصفر،هو صحيح لو خسر مراته حتكونله ضربة قاسية عليه عشان باين عليه بيحبها بجد بس المهم ثروته...و حنشوف بعدها اذا كانت سهى حتفضل عاوزاه و مصممة عليه كده....

اما الكلبة الثانية اللي اسمها غادة فجا وقتها خصوصا على كلامها المهين معايا... جا الوقت اللي اخليها تتربى و تعرف تتعامل مع مين..

اخذ يقلب هاتفه بحرص قبل أن يصل إلى أحد الأرقام المضافة حديثا الى القائمة.. أهي.. الست فاطمة سيكة.. أشهر راديو في الحارة الزبالة بتاعت غادة شوية معلومات على شوية صور بسيطة للست دودي و حتبقى فضيحتها على كل لسان.. عشان تتعلم تلعب على اسيادها".

انتهى من الحديث مع الجارة فاطمة التي استنكرت اتصاله في وقت متأخر لكنها بعد أن سمعت منه المعلومات التي كانت تشغل تفكيرها طوال المدة الماضية فرحت.. رغم أنها لن تستفيد شيئا لكن هذا

حال الاشخاص الفضوليين يريد معرفة كل الأخبار حتى و ان كانت لاتخصهم.

فتح درج سيارته ليأخذ هاتف قديم الطراز نوعا ما ثم فتحه و ضغط على الرقم الوحيد الموجود به.. جاءه الرد بعد محاولات قليلة.

علي:"أهلا... أهلا يا باشا منور كنت مستني مكالمتك:"


صفوان:"ها... عملت إيه طمني؟".

علي :"كل خير يا باشا نفذت اللي قلتلي عليه بالحرف و انا و الرجالة رهن اشارتك لو عاوز نروح دلوقتي ننفذ.."

صفوان مقاطعا:"لا مش دلوقتي... بكرة نفس الوقت داه عاوزك تحول المخازن اللي انا قلتلك عليهم رماد...انت عارف شغلك كويس و حتى لو ما اتصلتش بيك تنفذ... و بقية فلوسك حبعثهملك مع الواد سيد بعد ما تخلص كل حاجة".

علي:"طبعا ياشاكر بيه و انا تحت أمرك... "

صفوان:" يلا سلام"

(شاكر هو اسم صفوان اللي انتحله عشان علي ميعرفش هو مين بالضبط)

...........................

دلف آدم من جديد الى مكتبه و تبعه زاهر الذي كان ينادي عليه بإلحاح..

زاهر :" يا آدم استنى انت رايح فين...

آدم و هو يجلس على الكرسي و أمامه حاسوبه :عشان اكتشف الحقيقة...

زاهر باستهزاء:" حقيقة... و دلوقتي افتكرت الحقيقة بعد اللي انت هببته.. بقلك ايه مراتك حالتها صعبة و ممكن تتدهور اكثر من كده لازم ننقلها فورا للمستشفى.. "

آدم بصوت حاد:"ياسمين لو خرجت من هنا مش حترجعلي يا زاهر... افهم... هي مش حتسامحني على اللي انا عملته..."

زاهر بغضب:"انت ليه اناني كده... حتى في الوقت داه بتفكر في نفسك و بس، مفكرتش في صحتها، مفكرتش انها ممكن تنهار او تجيلها أزمة نفسية من اللي انت عملته فيها، مراتك دلوقتي صحتها اهم كم كل حاجة في دماغك... عالجها و بعدين ابقى فكر ازاي ترجعها ليك "

آدم و هو يركز في الشاشة :"لسه رافضه ان الدكتورة تكشف عليها.. ".

زاهر باستياء:" بصراحة عندها حق انت تصرفت بمنتهى الغباء.. انا عارف ان هي زودتها شوية بالفستان القصير اللي هي لابساه بس كنت تقدر تزعقلها شوية، تخاصمها يومين، أو حتى تديها قلمين يفوقوها بس انك تاخذ حقك منها بالقوة... دي صعبة الحقيقة خصوصا انك بتحبها... ".

آدم :" استفزتني و كانت بتصرخ عاوزة تتطلق و انت عارف ان انا بتجنن لما اتخيل انها ممكن تسيبني في يوم و كمان الواطي اللي اسمه صفوان بعث رساله على تليفونها بيقولها متنساش تاخذ الحبوب... ".

زاهر باستهزاء:" و انت بقى صدقت ان ياسمين ممكن تكون تعرفه؟ ".

آدم بجدية:"طبعا لا انا عارف الاعيبه الحقيرة، هو كان بيتصل بيها زمان بس هي مكنتش تعرفه او حتى كانت بتجاوبه، انا كنت بسمع كل مكالماتهم، انا بس تجننت لما هو تغزل بيها و بجمالها و كمان لما لقيت علية البرشام....مش عارف

بس مستحملتش و كمان هي غلطانة استغفلتني و راحت عملت حاجة من ورايا فمش بعيد تكون كمان

بتاخذ الحبوب.. "

زاهر بهدوء:" طيب نفترض انها كانت بتاخذ الحبوب دي... تفتكر جابتها منين؟ و كانت بتاخذها امتى و فين للدرجة دي انت مكتشفتش بالرغم من انك مركب كاميرات في كل القصر... "

آدم بملل :" يمكن امها هي اللي كانت بتجيبهولها، أو بعثت واحدة من الشغالين هنا... مش عارف يا زاهر انا لقيته و خلاص".

زاهر :" في حاجة مش طبيعية دي خطة جديدة زي اللي فاتت بس للاسف آدم الحديدي بكل ذكائه ووقع فيها من تاني... انا مش عارف ازاي تشك في مراتك كده للدرجة دي معندكش ثقة فيها؟ و بتصدق اي كلام يتقالك و من مين؟ من عدوك.. انا لو حد جالي و قلي ان رنا بتعمل حاجة من ورايا مكنتش حصدق ابدا عشان بحبها و بثق فيها و حتى لو جيت في يوم من الايام و شكيت فيها حبقى اتأكد الأول... دي ياسمين يا آدم، مراتك اللي انت اخترتها من كل بنات الدنيا، بلاش تغلط فيها أكثر من كده، هي استحملت معاك كثير و عندها حق في كل اللي ححتقرره بعد كده... سواء عاوزة تكمل معاك أو تسيبك و المرة دي انا مش حساندك عشان اللي انت عملته ميتغفرش و انا دلوقتي طالع عشان آخذها معايا "

آدم بحدة: زاهر انا مش غبي للدرجة دي عشان أصدق كلام شوية زي سهى و صفوان انا مشكيتش في مراتي و لو للحظة، انا كل حاجة شفتها قدامي... الفستان العريان اللي هي لبسته من ورايا انت لو كنت مكاني حتعمل ايه و انت شايف الرجالة بتبص على مراتك... انا لو كانت حفلتي كنت طربقتها على دماغهم، مكنتش حخلي واحد منهم يطلع سليم

و كمان البرشام اللي انا لقيته في الحمام، ساعتها مدريتش غير و انا بعاقبها... ضربتها جامد بالحزام و كملت اغتص.... ".

زاهر بغضب :" نهارك اسود كمان جلدتها، انت تجننت...

انا قلتلك انت عندك حق تزعل بس مكنتش اتوقع انك تعمل كده، انت كان ممكن تقتلها على فكرة،

انا رايح آخذها المستشفى و بعدين نكمل كلامنا و لو انه مش باقي كلام يتقال بعد اللي انت عملته يا صاحبي ".

راقب آدم باب المكتب و هو يغلق بعنف، ليزمجر بغضب كأسد جريح... لا يعلم ماذا يفعل، هل يتركها تذهب و يخسرها ربما للأبد، أو يجبر زاهر على معالجتها هنا و هو متأكد من استحالة شفائها خاصةو ان حالتها النفسية شبه مدمرة و بقائها في القصر معه لن يزيد وضعها الا سوءا...

تابعها من خلال الشاشة و هي تمشي بصعوبة مستندة على الطبيبة و علامات التألم بادية على وجهها... ألقت نظرة أخيرة ورائها قبل أن تركب سيارة زاهر لترحل بهدوء،

خرج آدم مهرولا من مكتبه و هو يصرخ باسمها، وصل إلى الحديقة ليرى ان السيارة قد ابتعدت، كم ود لو انه اتصل على الحارس ليأمره بمنع خروج السيارة لكنه لم يستطع حتى تحريك ساقيه، سقط أرضا على ركبتيه و هو يتابع خروج السيارة من بوابة القصر لتسقط دموعه كطفل صغير يبكي رحيل امه..

ليهمس بصوت ضعيف مرتعش:"متسيبنيش يا ياسمين... متسيبنيش لوحدي يا حبيبيتي و الله حموت من غيرك...".


يتبع  الفصل السادس والثلاثون اضغط هنا ❤️❤️❤️

 

 

reaction:

تعليقات