Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشق الادم الثالث والثلاثون 33 (الجزء الثاني )- ياسمين

رواية عشق الادم الثالث والثلاثون- ياسمين

رواية عشق الادم الثالث والثلاثون

تجول آدم بعينيه في أرجاء الحفل بحثا عن ياسمين لكنه لم يجدها، مال نحو زاهر ليسأله:"مشفتش ياسمين راحت فين؟".

زاهر و هو يومئ بترحيب لأحد الحاضرين من بعيد :"من شوية شفتها طالعة هي رنا فوق انت عارف بقى حديث البنات بيقعدوا بالساعات ...

انت مقتليش يا آدم انت عملت ليه مع احمد الجندي ،الدكتور المسؤول عن حالته كتبله على خروج بعد يومين، بصراحة مراته حالتها صعبة جدا مساباتوش من يوم ما دخل المستشفى الراجل ميستاهلش اللي حصلله...".

آدم بصرامة:" بالعكس داه يعتبر محظوظ، عشان انا حذرته اكثر من مرة و قلتله يبعد ابنه عن طريقي و انت عارفني لما أنوي ادمر حد مبحذروش.. هو اللي غبي حد قاله يسيب فلوسه و املاكه في ايد واحد صايع زي صفوان داه حتى و هو مفلس لسه بيبعزق فلوسه على الستات.. بقلك ايه غير الموضوع، انا اصلا زهقان من الشغل و من رجال الأعمال كلهم مش كفاية ماليلي الحفلة بيهم كنت فاكرها حفلة عائلية صغيرة اتاري مصر كلها جات عندك الليلة".

زاهر بضحك :" دي رنا يا سيدي هي اللي أصرت على أنها تعمل حفلة كبيرة قال ايه عشان هي بتتخرج مره واحدة في العمر ".

آدم بشرود :" عندها حق خليها تحتفل... انا بقالي نص ساعة باتصل بياسمين مش بترد عليا.. ".

زاهر:"انت قلقان على ياسمين في بيتي؟ ".

نفخ آدم أوداجه بملل و لم يجبه،ربما هو يبالغ و لكنه يشعر بقلق غير مبرر،

فبالرغم من فستانها المحتشم الا انها بدت رائعة الجمال كعادتها و هذا سبب غيرته و ازعاجه منذ دخول الحفل الذي كان يعج بالرجال، لقد

ندم حقا على تركها مع عائلتها رغم انه اوصاها بعدم التحرك بعيدا إضافة إلى عدم إجابتها على هاتفها أثارت حيرته اكثر...

أحس بيد زاهر تربت على كتفه، التفت اليه بطرف عينيه،ليجده يشير إلى نقطة ما الى الامام لينظر آدم لبرهة ثم يبتسم بسخرية قائلا :"مش ناقص الحفلة غير الأشكال دي، انا مش عارف مراتك عزماهم ليه؟ هي حفلة تخرج المفروض تقتصر على حضور العيلة و بعض الزملاء بس".

كانت سهى ترتدي فستانا قصيرا اسود اللون بأكمام واسعة شفافة و فتحة صدر منخفضة قليلا


كانت تتأبط ذراع صفوان الذي تألق ببدلة سوداء فاخرة فبدا في غاية الوسامة بجسده الرياضي الضخم و منكبيه العرضين و وشومه التي غطت أجزاء قليلة من رقبته و يديه.

اتجها نحو ملك و سالي لتعانقهما عناقا طويلا مزيفا و كأنها لم ترهما منذ فترة طويلة.

ردت ملك بمجاملة و هي تركز بنظراتها المعجبة على صفوان :" انت مش معقولة ياسهى دايما شيك ، بجد واو... فستانك تحفة".

سهى بغرور:"ميرسي يا قلبي انت كمان طالعة قمر".

ثم مالت إليها لتقول بصوت منخفض:"ايه الاخبار، عملتي اللي قلتلك عليه؟".

ملك و هي تترشف كأسها :"ايوا... بالحرف و دلوقتي راحت مع الغبية رنا فوق".

سهى بابتسامة شريرة :"برافوا عليكي يا لوكة... خلينا بقى نستنى و نشوف ال princesse الصغيرة حتعمل إيه؟ ياريت بس تعمل اللي في دماغي، ساعتها حخلص منها للأبد؟ ".

ملك بعدم فهم:" انت تقصدي ايه ؟ ياسمين طلعت فوق مع رنا عشان كانت زعلانه من كلامنا انا و سالي، يمكن طلعت تصلح مكياجها او حاجة؟ ".


سهى بتوتر:" اه طبعا يا حبيبتي.. حيكون ايه غير كده..".

سالي متدخلة:" عارفة يا سهى ياسمين قالت إن الفستان اللي هي لابساه الاستاذ آدم هو اللي اختارهولها بنفسه؟ هو معقول راجل زيه يكون ذوقه مقفل كده.. هو الفستان حلو بس .... ".

سهى مقاطعة :" دي كذابة آدم طول عمره ذوقه شيك و ستايل بس هي اللي ذوقها زباله زيها ، انا لما شفت الصور اللي بعثتوهالي مصدقتش بصراحة، هو في حد لسه بيلبس الألوان دي.. أخضر؟ قالتها بتقزز

ليقلب صفوان عينيه بملل من حديث الفتيات.. كذب، نفاق، مجاملات ثم نظر بحقد ناحية آدم عدوه اللدود الذي ينتظر بفارغ الصبر القضاء عليه.. لكن لابأس بالقليل من التسلية.

...................

في الأعلى

انتهت ياسمين من رسم عينيها بخط ايلاينر و كثفت رموشها بالماسكارا ثم وضعت أحمر شفاه بلون نبيتي قاتم الذي ابرز جمال شفتيها المكتنزتين و أضاف بعض الانوثة الي ملامح وجهها الطفولية، صرخت رنا باعجاب و هي تشاهد ابنة خالتها بجمالها الفريدو هي ترتدي فستانا ذهبي اللون قصيرا ضيقا يلتف حول خصرها الرقيق ليصل إلى ماقبل ركبتيها بقليل ليبين جمال ساقيها البيضاء

رنا باعجاب:"مش معقول... واو ،بجد مفيش احلى من كده، الفستان كأنه مصمم خصيصا ليكي يا ياسمين".

ياسمين بحماس:"بجد يا رنا، الفستان لايق عليا؟".

رنا بصدمة:"لايق عليكي؟ بقلك روعة، مكنتش عارفة انه حيطلع حلو عليكي كده... بس".

ظهر على ملامحها الارتباك لتسألها ياسمين :"بس ايه يا رنا في ايه؟ ".

رنا بخوف :" انت متأكده انك حتنزلي بيه كده؟ قصدي هو الفستان تحفة بس قصير انا اشتريته عشان عاجبني بس مكنتش حلبسه عشان زاهر مش حيسمحلي.. و أظن أن آدم باشا كمان مش حيعجبه".

ياسمين و هي ترتب خصلات شعرها :"انا عاوزة انتقم من ملك و سالي اللي اتريقوا على فستاني و قالوا ان ذوقي زباله ".

رنا بقلق:" طيب و جوزك حتقوليله إيه؟ انت ناسية طبعه داه مش بعيد يطربق الحفلة فوق دماغك ".

ياسمين بضحك:" اه صحيح عارفة بس داه كان زمان آدم معادش عصبي زي الاول".

رنا بحيرة:"بس انت قلتي انه هو اللي اختار فستانك وكمان مش عاجبه عشان شايف انه عريان شوية من تحت... فما بالك لو شاف الفستان القصير اللي لابساه دلوقتي و ناوية تنزلي بيه تحت قدام كل الناس، اعقلي يا ياسمين و بلاش جنان... و اذا كان على ملك و سالي تجاهليهم زي ما كنتي بتعملي".

ياسمين بتحدي:" لا يا رنا هما كلامهم صحيح انا و آدم كنا فاكرين انها حفلة صغيرة عشان كده انا لبست فستان عادي.. انا يمكن دي آخر مره اشوفهم فيها في حياتي ممكن ما نتقابلش ثاني عشان كده عاوزه اردلهم الإهانة و لو مره...و بعدين هو آدم يمكن يزعقلي شوية بس بعدين حيهدا هو تغير معادش زي الاول و كمان مش حنطول نص ساعة بالكثير و نروح ".

رنا باستسلام:" انت حرة يا ياسمين... بس انا عملت اللي عليا و حذرتك".

ياسمين بمزاح:" يا بنتي فكك و خلينا ننزل عاوزة اشوف ردة فعل العقربتين لما يشوفوني كده".


يقف أدم بملل ينظر بلامبالاة الي بعض رجال الأعمال الذين أحاطوا به طمعا بالفوز بإحدى الصفقات معه،

فرك وجهه بعصبية شديدة، كم يشعر بالغضب بسبب تجاهلها لمكالماته او هذا ما كان يظنه، رفع رأسه فجأة ليتجمد في مكانه عندما وقعت عيناه على تلك الفاتنة التي كانت تنزل درج الفيلا بهيئتها المهلكة غير مبالية بعيون الحاضرين التي كانت تتفرس جسدها باعجاب...


نظر زاهر الى صديقه بتوجس و هو يلاحظ تشنج جسده و نظرات عيناه المميتة التي كان يرمق بها ياسمين.... وضع يده على كتفه ليتمتم في أذنه بخفوت

:"آدم ، اهدى و بلاش عصبية...".

أغمض آدم عيناه بشدة و هو يضم قبضة يده محاولا التحكم بجماح غضبه، تقدم بخطوات هادئة عكس ذلك البركان الذي كان على وشك الانفجار داخله،يقسم انه على استعداد لقلب هذه الحفلة الي جنازة في اي لحظة.

وصل إلى حيث تقف ياسمين مع رنا و بقية صديقاتها، احتضنها من الخلف فجأة و همس في أذنها بعدة كلمات جعلتها تتسمر مكانها... التفتت اليه لترى تلك الابتسامة الصفراء تحتل شفتيه و هو ينظر إليها بنظرات غامضة غير مفهومة...

كتمت تأوهها و هي تحس بأصابعه تشتد حول خصرها تكاد تخترق جلدها، لتضع يدها تلقائيا محاولة تخفيف قبضته التي بدأت تشتد تدريجيا...

اما آدم فقد كان في عالم آخر، يشعر بغضب حارق عندما رآها بتلك الملابس المغرية، كم ود ان يقتلع كل العيون التي تسلطت عليها منذ نزولها درج الفيلا...

زوجته المجنونه كيف تجرأت و ارتدت هذا الفستان، الم يحذرها من قبل و يمنعها من ارتداء مثل هذه الملابس العارية، هي بلا شك جنت فجأة جتى تفعل ذالك.

لاح على ثغره شبح ابتسامة مزيفة و هو يخبرها بضرورة الرحيل

:"يلا يا حبيبتي انت أكيد تعبتي و لازم نمشي دلوقتي ... رنا من فضلك سلمي على سلوى هانم و قوليلها ان احنا روحنا..".

اومأت له رنا بايجاب و لم يخفى عنه نظراتها القلقة و الخائفة على ابنة خالتها و كأنها فهمت مايدور بينهما...

رفع يده من خصرها لتستقر على كتفها و يتحرك بها مقررا الرحيل لتتلاقى عيناه بعيني صفوان الذي اتجه نحوهما صحبة تلك الافعى سهى.

ذلك الكائن اللزج كما اسماه لازال مصرا على استفزازه خاصة بتلك النظرات الخبيثة التي كان يرمقه بها منذ بداية الحفلة..

رمق آدم سهى ببرود عندما قالت :"مبروك التخرج يا ياسمين و لو انه كان لازم تعملي حفلة انت كمان زي صاحبتك".

ياسمين و هي تبتسم بمجاملة:"الله يبارك فيكي".

سهى بخبث:"فستانك حلو اوي، طالعه very sexy...

ثم نظرت لآدم و هي تكمل بنبرة استهزاء :" ما انت مخلي مراتك تلبس فساتين عريانة اهو... امال ليه لما بتشوفني وشك بيتقلب".

ابتسمت في داخلها و هي مظاهر الغضب التي ظهرت جليا على ملامح وجهه ليتجاهلها ببرود و يكمل طريقه الى خارج الفيلا...

وصل إلى سيارته التي كانت متوقفه في مكان ما في حديقة الفيلا، يجر تلك المسكينة وراءه غير مبال بتعثرها او سقوطها بسبب كعبها العالي الذي منعها من مجاراة خطواته الواسعة...رماها بعنف على باب السيارة المغلق و هو يشير للسائق و الحرس بالابتعاد..

تنفس بعمق عدة مرات قبل أن يتجه نحوها من جديد لترمقه بنظرات المذعورة و هي تتلمس كتفها بتألم، ضحك بغضب قبل أن يصيح بها:"خايفة... دلوقتي افتكرتي تخافي عقلك فين لما كنت فوق بتلبسي الزفت داه...".

انكمشت مكانها برعب و هي ترى هيئته المخيفة، نعم لقد توقعت غضبه و لكن ليس بهذه الطريقة...هتفت بصوت ضيف محاولة تهدئته:"اهدى يا آدم... حفهمك...".


قاطعها و هو يهدر بعنف بعد أن ضرب باي السيارة بجانب رأسها لتصرخ بفزع

:" اخرسي مش عاوز اسمع صوتك خالص...غير لما أسمحلك..لأحسن و ديني اكون دافنك هنا،

بقى داه اتفاقنا يا ياسمين بقيتي بتستغفلني و تعملي حاجات من ورايا عشان تحطيني قدام الأمر الواقع، خليتي اللي يسوا و اللي مايسواش يبص لجسمك... حتى الع... اللي اسمها سهى تجرأت ووقفت قدامي بتتكلم ببجاحة بسببك... ".

:" لما انا ابقى عاهرة مراتك دي تبقي إيه.. على الاقل انا طول عمري بتصرف على طبيعتي و مش لابسة قناع البراءة زي ناس كتير اول مجريت الفلوس في اديهم غيروا جلدهم و ياعالم بكره يغيروا ايه و كمان انا سينغل يعني معنديش زوج لازم احترمه و احترم مكانته قدام الناس ".

تحدثت سهى بصوت واثق من ورائه و هي تشير بعينيها الى ياسمين ثم اكملت:" و الا إيه رأيك ياصفوان.

صفوان و هو يدعي البراءة :"بلاش مشاكل ياسهى و يلا خلينا نمشي انا جيت عشان ابارك للدكتور زاهر على نجاح مراته ردا للجميل على اللي عمله مع بابا و بس".

سهى :"ماهو لازم آدم يعرف حقيقة مراته.. انا مش حسيبه على عماه كده؟ ".

صفوان بتمثيل و هو يجذبها من ذراعها :"و انت مالك؟هو اكيد عارف ماهو مش معقول آدم باشا الحديدي و حتفوته حاجة زي دي؟ ".

نظر لهما آدم باحتقار قبل أن يقطع حديثهما:" انت بتتكلمي عن إيه يا زبالة منك ليه؟

حرر صفوان ذراع سهى ثم حدق بآدم بأعين حمراء من شدة الغضب الذي كان يكتمه طوال الوقت.... اقترب منه حتى صارا لا يفصل بينهما سوي خطوات قليلة،ليتحرك ناجي هو و بعض الحرس مقتربين من آدم الذي أشار لهم بالانسحاب.

صفوان بصوت منخفض و هو ينظر إلى الحرس الذين يقفون مترقبين أشارة من رئيسهم :"اوعى تفتكر انك بشوية العيال اللي انت امشيهم جنبك حتخليني أخاف منك ... تؤتؤ تبقى غلطان، انا ساكتلك طول المدة دي بس بمزاجي و انت عارفني كويس مش بسيب حقي و اللي انت عملته مع بابا حرجعهولك ثاني و مثلث بس الحساب يجمع اصل انا بحب لما ارد الدين الي عليا ارده مرة واحدة.. يا سيف باشا،". حك ذقنه قليلا ثم حدق بأدم مرة أخرى قبل أن يضيف:" هي العروسة مش عارفة بردو ان انت اسمك الحقيقي سيف".

آدم باستهزاء و هو يضع يديه في جيب سرواله:" بقالك سنين و انت بتقول نفس الكلام.. بتهدد و بتتوعد و لسه مشفتش منك حاجة غير خطط تافهة و فاشلة زيك... لامم شوية عاهرات حواليك زي سهى و غادة و عاملي شغل مؤامرات فاكر نفسك حتوصل لحاجة،

مش لو كنت شغلت دماغك الفارغة دي في شغل ابوك كان أحسنلك... عاملي فيها راجل دي أروى اختك ارجل منك ".

صرخ صفوان بغضب و هو يمسك بياقة قميص آدم :"أنا راجل غصب عنك و عن أهلك كلهم و اذا كنت انت آدم الحديدي فأنا صفوان الجندي و اسم عيلتي معروف ابا عن جد مش زيك انت مش عارفين اصلك منين ".

ابتسم آدم ببرود و هو ينزع يبعد يد صفوان بهدوء قائلا:"اولا صوتك المزعج داه ميعلاش قدامي انا لو لا اني مقدر اني في بيت صاحبي و مش عاوز أبوز الحفلة بتاعت مراته كنت عرفتك ازاي تتكلم قدامي و ثانيا اسم عيلتك و تاريخك اللي انت فرحان بيه...هووب باشارة صغيرة مني محيته...مبقاش عندك غير الاسم و حتة الشقة اللي انت ساكن فيها... و لو لا اني شفقت على والدك و دخلته اكبر مصحة خاصة كان زمانه ميت او مرمي في اي مستشفى عمومي مستني دوره... آخر نصيحة مني ليك بلاش تتحدى اللي اكبر منك لأحسن تكون نهايتك ".

صفوان و هو يتوعده بنبرة بغل :" انت اللي نهايتك حتكون على إيدي و قريب اوي...حدمرلك حياتك زي ما دمرتني من سنين و ححرمك منك أعز انسان على قلبك زي ماحرمتني من نرمين زمان.. ".

هتف بصوت عال و هو يلتف ليصبح ظهره مقابل لادم :" ابقى خلي بالك من مراتك و متبقاش قاسي عليها لحسن تطفش منك و تسيبك ".

علت ضحكته المستفز هو هو يغادر من أمامه.. مما جعل الدماء تغلي في عروق آدم الذي اتجه الي ناحية سيارته ليركب بجانب ياسمين التي كانت تجلس بصمت تنتظر انتهاء حديثهما.

يتبع الفصل الرابع والثلاثون اضغط هنا  

 

 

reaction:

تعليقات