Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشق الادم الحادي والثلاثون 31- ياسمين

رواية عشق الادم الحادي والثلاثون- ياسمين

رواية عشق الادم الحادي والثلاثون

بعد يومين

تجلس ياسمين مع رنا على إحدى الارجوحات تتحدثان

رنا بضيق :"آدي يا ستي كل اللي حصل".

ياسمين بضحك :"يعني آخر يوم في شهر العسل كنتي حتبوزي كل حاجة... و الله و بقينا بنحب و نغير.. اكملت و هي تقلد بسخرية صوت رنا... مش عاوزة اتجوز يا ياسمين عاوزة اكمل دراستي برا و...".

رنا بصياح و هي ترمي عليها إحدى الوسائد:"خلاص بقى اسكتي فضحتيني...بس انا زعلانة منك يعني المصايب اللي حصلت معاكي كلها و متقوليليش و كمان الكلبة غادة ناكرة الجميل...دا انا كنت بعاملها زي اختي بالضبط و كنت مستحملة طباعها الزفت كنت بعدي عليها كل يوم بعربيتي و آخدها معانا للكلية عشان متتمرمطش في المواصلات و دخلتها لمطاعم و محلات مكنتش تحلم تعدي من ادامها... الجربوعة الواطية دا لولايا انا مكانتش حتقدر تعتب باب شركة الاستاذ آدم بس نقول ايه كلبة و لاتسوى خليني بس اشوفها اقسم بالله لكون محرجراها من شعرها في الشارع بقى تتفق هي و الحية سهى عليكي .. ".

ياسمين بهدوء:" اللي فات مات يا رنا انا نسيت كل حاجة و قررنا انا و آدم اننا نبدأ صفحة جديدة.. ".

رنا بابتسامة :" انا مبسوطة عشانك جدا يا ياسمين

يا رب تفضلي دايما انت طيبة اوي و تستاهلي تكوني سعيدة".

اشرق وجه ياسمين بابتسامة عذبة لتقول :"و انت كمان يا روني...طيب حنعمل ايه في الملل داه... جوزي و جوزك أخذوا الاستاذ رامي عشان يركبوا الخيل و احنا قاعدين نتمرجح هنا".

انفجرت رنا بالضحك و هي تهتف:" حلوة جوزي و جوزك دي... بصراحة لسه متعودتش عليها ".

ياسمين بتهكم :"متعودتيش... بقى بعد كل اللي حصل ما بينكم قي شهر العسل و لسه متعودتيش... اشحال لو مكنتوش قاعدين شهر و نص بحالهم في ايطاليا... ".

رنا مقاطعة:" بسسسس ايه داه انت بقيتي قليلة الادب على فكرة مالك يا ختي و مال اللي حصل بيني انا و جوزي الله... و بعدين ما انت كمان كنتي مقضياها في السانتوريني و لحد زعجكم لو كانت واحدة غيرك كان زمانها حامل في توأم... ".

ضربتها ياسمين بنفس الوسادة التي رمتها عليها سابقا قائلة بغضب مصطنع :" بقى انا اللي قليلة الادب و مقضياها و حامل .. يا كلبة يا زباله تعالي هنا... دا انا مجيش تلميذة جنبك في قلة الأدب ".

التفت تبحث عن وسادة أخرى لتقفز رنا من مكانها و تهرب من أمامها راكضة الى داخل الفيلا...توقفت عندما وجدت زاهر و آدم و رامي يجلسون سويا في الصالة...

زاهر بقلق و هو يرى رنا تلهث بشدة ووجها احمر:" مالك يا حبيبتي... في حد بيجري وراكي".

رنا و هي تومئ برأسها:"دي...ياسمين".

هب آدم واقفا هو الاخر واقترب من رنا ليصيح بنبرة غاضبة :"ياسمين... مالها انطقي".

انكمشت رنا على نفسها و هي ترى ملامح آدم المخفية لتحتمي بأحضان زاهر الذي احتضنها قبل أن يتحدث محاولا تهدئة الوضع :"اهدي يا آدم حيكون في إيه يعني". ثم التفت الى رنا يشجعها على التكلم لتنظر له ببرائة قبل أن تتمتم بصوت منخفض:"ياسمين كويسة مفيهاش حاجة.. هي اللي كانت بتجري ورايا".

تركهم آدم و خرج للبحث عن زوجته... التفت يمينا و يسارا قبل أن يصله صوتها و هي تتحدث في الهاتف بانسجام :" خلاص يا حبيبي متزعلش و الله و انت كمان واحشني جدا انا بقالي كتير مشفتكش...كانت عندي ظروف كدة...يا بكاش يعني وحشتك انا اكثر منها... ".

تصلب جسده ليغمض عيناه بشدة و يضغط على قبضة يده بشدة حتى ابيضت مفاصله...هل هو يحلم ام ان هناك شيئا خاطئا...زوجته واقفة امامة و تتحدث مع أحدهم... بل و تتغزل به و تتبادل معه كلمات رومنسية..

فتح عيناه لتظهر تلك الشعيرات الحمراء المتجمعة من شدة غضبه و شيطانه يدعوه الى الفتك بها...

شهقت بفزع عندما جذب أحدهم الهاتف من يدها... التفتت ورائها و هي تضع يدها على قلبها لتجد آدم...هدأت قليلا و هي تمتم :"بسم الله الرحمان الرحيم... ايه يا آدم حرام عليك خضتني هات التلفون".

نظرت الى هيأته المرعبة لتشعر ببرودة فضيعة تكتسح عظامها.. انها نفس النظرة التي ترتسم على ملامحه عندما يكون غاضبا... تراجعت الى الخلف و هي تراقب نظراته الغامضة و المبهمة لتتذكر تلك الليلة...ابتلعت ريقها بصعوبة و تعالت دقات قلبها عندما رفع هو الهاتف الى أذنه و يستمع الى صوت طفل صغير...

حدق ببلاهة في الاسم المدون على شاشة الهاتف ليقرأه بصوت عال:"طنط رجاء..رفع عينيه التي لا تزال محمرة قائلا بتعجب:"مين داه؟؟.

ياسمين بتوتر :"دا دودي اخو رنا..".

اقترب منها بخطوات بطيئة وَيقول بهدوء:"و بتقوليه حبيبي ليه... ووحشتني و مش عارف ايه؟ ليه هااا".

ياسمين. هي تتراجع:"دا ولد صغير يا آدم و انا مشفتوش بقالي اكثر من شهر طنط رجاء جابته مرة معاها لما جات القصر ".

آدم بانزعاج:"مليش دعوة متقوليش حبيبي لغيري".

قفز خطوتين الي الامام حتى وصل إليها ليمسكها من ذراعها و يجذبها الى احضانه و يضمها بقوة بكلتا يديه مقبلا أعلى رأسها قبلات عديدة ليشعر بارتعاش جسدها ثم يهمس باعتذار:" انا آسف... عارف انك خفتي مني بس أعمل إيه غصب عني مش عاوزك تكلمي حد او تنشغلي بأي حد غيري انا بقيت حاسس نفسي اني طفلك المدلل و انت بتهتمي بيا طول اليومين اللي فاتوا مش لاقي كلام اعبر بيه عن سعادتي..مش قادر اقلك غير اني بحبك اوي اوي".

ياسمين بصوت مرتجف:"انا عارفة انه مش بإيدك بس انت لما بتتعصب بتخوفني منك اوي.. انا حسيت نفسي اني بعمل حاجة غلط و اني... ".


قاطعها بلهجة صارمة تحمل بعض اللين :" خلاص يا حبيبتي حقك عليا يلا ندخل عشان زمانهم مستنينا عالغدا... اصل بنت خالتك الغبيه.....".

لم يستطع ان يسمع بقية كلامها الذي يفسر بدقة سبب غضبه الغريب منذ قليل فهو فعقله السخيف صور له انها تكلم رجلا غريبا...وبخ نفسه في داخله على شكوكه التي تولدت في لحظة جنون... بالرغم من ثقته التامة بها... حاوط كتفيها بذراعه ليسير بها متجها الى الداخل و هو يسرد لها ما حصل مع رنا... في محاولة منه لتبديد خوفها و جعلها تنسى تصرفه الاهوج معها....

............ ...... ......

في فيلا سعد الحديدي

طرقت سهى غرفة نوم والدتها لتأذن لها الأخرى بالدخول...

دلفت لتجد صفية تقف أمام خزانة ملابسها

تنتقي بعض الملابس استعدادا للخروج.

سهى بتسائل :"هو انت خارجة يا مامي؟".

رفعت صفيه حواجبها باستنكار فليس من عادة ابنتها ان تسألها مثل هذه الاسئلة

:"ايوا رايحة الجمعية عند دولت".

سهى و هي تلوي فمها بتهكم:" اااآ قصدك جمعية العواجيز بتاعت طنط دولت...".

صفية بنبرة متضايقة:"عاوزة ايه يا سهى قبل ما ادخل اغير هدومي".

سهى بابتسامة متودده:"و لا حاجة يا مامي.. زهقت بس قلت آجي اشوفك على العموم انا حسيبك براحتي... حروح اكلم راندا عشان وعدتها نتغدى سوى في النادي".

نظرت لها صفية بلا مبالاة ثم اخذت ملابسها و دخلت الحمام...قلبت سهى عيناها في كامل أنحاء الغرفة بحثا عن هاتف والدتها... رفعت الغطاء و الوسائد دون جدوى... زفرت بحنق قائلة بصوت منخفض:" هو راح فين الزفت داه مش معقول أخذته معاها جوا... ".

لمعت عيناها فجأة عندما لمحته فوق التسريحة لتندفع مسرعة نحوه...تعلم أن والدتها لا تضع رقمت سريا لهاتفها مما سهل عليها مهمتها... تمتمت بحنق أثر فتحتها صفحة المحادثات التي احتوت عدة أرقام هواتف بدون اسماء:" هو اي رقم فيهم انا سمعتها بتكلمها امبارح الساعه 4 و شوية مش فاكرة بالضبط... انا احسن حاجة اصور الأرقام دي بموبايلي و بعدين اتأكد اي رقم فيهم براحتي احسن تخرج مامي و تشك فيا..".

و بالفعل استلت هاتفها من جيب بنطالها ثم قامت بتصوير كل الارقام... انتهت و أطفأت الهاتف ثم إعادته لمكانه و تسللت خارج الغرفة قبل خروج والدتها من الحمام...

خرجت سهى الى الحديقة الخلفية للفيلا...جلست على احد الكراسي و هي تقلب أرقام الهواتف التي نقلتها من هاتف صفية منذ قليل...

دونت رقمين كانت قد اتصلت بهما صفية يوم الامس الساعة الرابعة. ضغطت على الرقم الأول ليتضح انه عامل بشركة لصيانة الكهرباء... يبدو أن والدتها اتصلت به من أجل الجمعية.

ثم ضغطت زر اتصال الرقم الثاني ليأتيها صوت انثوي غريب.

سهى بود مزيف :"اهلا يا مدام... حضرتك ممكن اعرف انت مين؟ ".

الأخرى :"انت اللي متصلة المفروض انا اللي اعرف انت مين؟".

شتمتها سهى في سرها قبل أن ترد:"انا اسمي سهى بنت صفية هانم اللي كلمتك امبارح... انا عاوزة اعرف انت مين عشان عاوزاكي في شغل مهم اوي حتكسبي من وراه فلوس كتير مكنتيش بتحلمي بيها ".

الأخرى بتوتر:" حضرتك بتتكلمي على ايه انا معرفش حد بالاسم داه اكيد انت غلطانه في الرقم".

سهى بخبث و قد شعرت بارتباكها:" مش انت اللي اسمك زينب و بتشتغلي في قصر آدم الحديدي... انا عارفاكي كويس و عارفة كمان اتفاقك مع مامي... بقلك ايه،من الاخر حبعثلك رساله على رقمك داه فيها الزمان و المكان اللي حنتقابل فيه و إياكي تجيبي سيره لصفية هانم على اتفاقنا و متقلقيش من ناحية الفلوس انا حديكي أضعاف اللي كانت بتديهولك... ".

زينب:" حاضر يا هانم اللي تأمري بيه حضرتك... بس انا دلوقتي في الشغل مقدرش اكلمك اكثر من كده".

سهى بانتصار:" و انا مش حعطلك اكثر من كده روحي شوفي شغلك و متنسيش اتفاقنا ".

أغلقت سهى هاتفها و قد ارتسمت على شفتيها ابتسامة شريرة لتهمس باصرار:" قريب اوي حخلص منك يا ياسمين و آدم حيبقى ليا لوحدي،

انا لازم اتصرف بنفسي لو قعدت استنى مامي مش حتعمل حاجة و كل خططها فشلت...

بس الاول محتاجة مبلغ كبير عشان اديه اللي البنت دي انا تقريبا مفلسة...".

هبت واقفة ثم استادرت متجهة الى غرفتها و هي تفكر في كيفية حصولها على المال...

...................................

في المزرعة

تسللت رنا بخفية وراء ياسمين التي كانت تنظر بتركيز الى نقطة ما...

رنا بصوت عال و هي تضربها بخفة على ظهرها :" الجميل شارد في ايه...".


انتفضت ياسمين من مكانها لتصرخ بفزع :"حرام عليكي يا رنا قلبي كان حيقف... انت مش حتبطلي حركاتك دي... اوف منك".

لدغتها رنا من خدها قائلة بطفولية:"اتخضيتي يا بيضة ياختي على الخدود الحلوة دي تتاكل...".

ياسمين و هي تزيح يديها ثم تفرك خدها بتألم:" ابعدي بقى... مفيش فايدة فيكي حتفضلي مجنونة طول عمرك َ انا اللي قلت ان الجواز عقلها ".

لفت رنا حول الكرسي الخشبي الطويل لتجلس بجانبها قائلة بلامبالاة :" انا حلوة كده و مش عاوزه اتغير.... ثم إنت كنت سارحة بتفكري في مين".

ياسمين و هي تنظر أمامها من جديد :" و انت مالك يا زنانة هانم حاجة متخصكيش".

رنا و هي تنظر إلى حيث كانت تنظر ياسمين...


كان تنظر إلى آدم الذي كان يظهر من خلال الحائط الزجاجي، كان منشغلا بالتمرن بعنف على الأجهزة الرياضية و العرق يتصبب على من جبينه و صدره... .

تطلعت رنا بفزع الي جسده الضخم الشبيه بالمصارعين قائلة بنبرة مرتجفه:" يا لهوي دا شبه جون سينا...... لالالا جون سينا قصير...... دا شبه الحيط الثاني هو كان اسمه ايه؟ آآه...ايه يا ياسمين دي بتوجع و الله".

ياسمين بتشفي بعد أن قرصت ذراعها بقوة:"تستاهلي عشان يبقى تلمي لسانك بقى بتقولي على جوزي حبيبي حيطة..".

رنا بحنق و هي تفرك ذراعها مكان القرصة:" و انا كذبت في حاجة ماهو قدامك اهو قد أربع رجالة في بعض مشاء الله... لا و لسه بيتدرب حيبقى أضخم من كده... ".

ياسمين بهيام:"بسم الله مشاء الله حبيبي زي القمر في كل حالاته".

رنا باستهزاء:" زي القمر... قصدك زي الثور... و بعدين تعالي هنا انت ازاي بتتحملي.... قصدي علاقتكم مع بعض في السرير يعني...؟؟ "

ياسمين بغضب مصطنع :" نهارك اسود يا رنا هو أنت بقيتي قليلة الادب كده عشان تسأليني في حاجات زي دي.... "

رنا و هي تكتم ضحكتها:" ما انا عاوزة اطمن عليكي ياحبيبتي...".

ياسمين و هي تحدجها بنظرات نارية :" لا يا اختي اطمني.. آدم حنين اوي معايا و بعدين مش تتطمني على نفسك الأول و الا ناسية جوزك يا ختي ماهو شبه الحيط هو الاخر...".

تجمد وجه رنا باحراج عندنا تذكرت زاهر ووقاحته التي ظلت تعاني منها ليالي طويلة و اضطرارها لتناول حبوب مسكنة...

سعلت بخفة ثم تكلمت بصوت جدي محاولة تغيير الموضوع :" بقلك ايه يا ياسمين عملتي ايه في موضوع الامتحانات... لسه فاضل اسبوعين و نبدأ ".

تنهدت ياسمين بألم قبل أن ترد:"مش عارفة... انا تكلمت مع آدم كذا مرة بس هو مردش عليا و بعدين حصلت كم مشكلة كده و انا نسيت...".

رنا مشجعة:"انا شايفة انه وقت مناسب جدا عشان تفاتحيه... يعني هو باين عليه عاوز يتغير و يكسب ثقتك و دي فرصة هايلة عشان تتأكدي من داه... يلا تشجعي كده و ادخلي... شويه دلع على شويه حنية حتحققي للي انت عاوزاه".

الأخرى بيأس:" الا آدم....مش بيمشي غير بمزاجه".

رنا و هي تدفعها :" جربي مش حتخسري حاجة... الامتحانات يا دوب اسبوع واحد و ترتاحي من الدراسة للأبد مش أحسن ما تعيدي السنة كلها...".

ياسمين بقلق:" معاكي حق... انا ححاول معاه بالرغم من اني خايفة جدا من ردة فعله".

انهت كلامها ثم تقدمت باتجاه باب الصاله التي كان يتدرب فيها آدم... ألتفتت لتلقي نظرة أخيرة على رنا لتجدها تشير الها بيدها تشجغها على الدخول....أكملت طريقها بتردد و هي تشعر بدقات قلبها تتسارع داخل صدرها...


ابتسم آدم بسعادة عندما شعر بوجودها... تنفس بعمق الهواء الذي تشبع برائحة عطرها الهادئ الذي تسلل الى أنفه... ساعات متتالية قضاها بين هذه الآلات و هو ينفث عن غضبه من نفسه بعد ما حصل بينهما في الصباح.. مازال يشعر بالذنب على شكه بها يحمد الله انها لم تنتبه لذلك و الا كان سيعود معها الى نقطة الصفر من جديد...

التفت إليها و هو يضع الأوزان من يده...ثم مد يده اليها لتقترب منه أكثر...

وقفت بجانبه ليلتقط يدها و يرفعها الي ثغره و يقبلها برقة قائلا بحنو:"وحشتيني اوي...".

ياسمين بابتسامة :"وحشتك ازاي و احنا طول النهار مع بعض؟".

آدم و هو ينظر إلى عينيها:"مع بعض؟؟ قصدك مع بنت خالتك الغبية اللي مش بتسيبك طول النهار"


ياسمين بضحك :"حرام عليك أنت لي بتقلها غبية دايما؟".

آدم بغيظ :"مش عارف يمكن على عمايلها زمان في زاهر ".

ياسمين:"بس هي تغيرت و بقت بتحبه اوي ".

ضغط آدم بأصابعه على كيفها قبل أن يضيف بخبث:"يا بختهم شهر و نص غارفين في العسل طبيعي تحبه و تموت فيه كمان..".

ياسمين بدلال و هي تمسح على وجهه المتعرق:" طب ما احنا كمان بنحب بعض و يمكن اكثر منهم كمان ".

أغمض عينيه ليستمتع بنعومة اناملها التي كانت تتحرك برقه على جبينه و وجنتيه... فتحهما بعد أن سمع صوتها العذب يناديه :" آدم... حبيبي... ".

دفعها برفق الى الخلف ليبتعد عن الآلة الرياضية التي كان يجلس فوقها...قربها منه ليحتضنها بقوة و هو يغرس رأسه بين تجويف عنقها ليهمس :"مش قادر اشوفك قدامي و محضنكيش... عاوزك دايما في حضني متبعديش عني ابدا يا ياسمينتي..".

هزت برأسها موافقة و هي تتنهد ييأس فكلامه هذا دليل على صعوبة مهمتها في اقناعه بطلبها....

ابتعدت عنه بصعوبه و قد قررت في نفسها انها لن تتراجع...

رفعت يدها لتداعب صدره العاري لتشعر بتشنح جسدها تحت لمساتها... ابتسمت في داخلها و هي تتأكد من نجاحها في التأثير عليه... لتهتف بدلال

:"حبيبي.. انا كنت عاوزة منك طلب صغنن اد كده".

ضيقت عينيها و هي ترسم بسبابتها دائرة وهمية صغيرة على صدره قبل أن تتابع :"مش انت وعدتني اني اروح الامتحانات مع رنا".

آدم بتعجب :"انا؟؟ ووعدتك؟؟ امتى".

ياسمين بعبوس :"مليش دعوة انت وعدتني في الحلم و خلاص...".

آدم و هو يكتم ضحكته:" حلم ايه يا حبيبتي داه؟ تعالي نقعد كده و نرتاح علشان تحكيلي حكاية الحلم داه".

انحني ليحملها بخفة و تتعلق ياسمين برقبته داعية في سرها ان تنجح خطتها البلهاء التي ارتسمت في عقلها الطفولي فجأة..

جلس آدم على المقعد الجلدي بأريحية و نظره مازال متعلق بهذه الصغيرة التي تجلس على قدميه و تقضم شفتيها بتوتر و خجل .... مد يده ليخلص شفتيها من بين أسنانها قائلا بهمس:"قوليلي بقى ايه حكاية الحلم دي؟".

رفعت عيناها لتلتقي بنظراته التي تطالعها بعشق و افتتان لتهتف بانفاس متقطعة :"انا امبارح حلمت بيك كنا ف... في... آآه في القاعة دي تقريبا نفس المكان و انا قلتلك اني كنت عاوزة اروح الجامعة عشان الامتحانات و انت وافقت".

آدم بضحك:" هنا في نفس المكان؟ يا دي الصدفة الحلوة... طب و لو وافقت حيكون ايه المقابل؟".

ياسمين و هي تنظر له برجاء:" اللي انت عاوزه... بس توافق دا بقى بالنسبالي حلم... ارجوك يا آدم انا عاوزة اروح الامتحانات زي رنا هي حتمتحن و حتنجح و تخلص دراستها و انا لا... مش كفاية مرحتش طول المدة و في حاجات كتيرة فاتتني... انا يمكن أسقط بس على الاقل اكون جربت و النبي يا آدم عشان خاطري وافق المرة دي بس ".

شعر بالضيق لنبرة التوسل و الألم التي كانت تغلف صوتها الرقيق... هي ترجوه ان يوافق على طلب بسيط من حقها... الا يكفي انه حرمها طوال الاشهر الفارطة من الذهاب إلى جامعتها...هي مجتهدة و ذكية و متفوقة جدا في دراستها و رغم ذلك يحرمها من تحقيق حلمها في نيل شهادتها بعد أن أمضت سنوات طويلة في الدراسة....

مسح على وجنتيها المحمرتين برفق قبل أن يردد بصوت هادئ:" خلاص يا حبيبتي انا اصلا كنت حطلب منك بنفسي انك تروحي الامتحانات عشان انا عارف ان فاضل بس اسبوعين... انا كلفت حد يجمعلك كل المحاضرات اللي ناقصاكي و بكرة انشاء الله حيبقوا عندك و كمان حشوف لو في اي امتحان فاتك طول المدة دي... انت بس ارتاحي و متفكرنيش في حاجة انا عارف اني غلطت لما منعتك انك تحضري محاضراتك طول المدة دي بس انا هعوضك.. و حذاكرلك بنفسي و انا متأكد ان طفلتي الحلوة شاطرة و حتطلع الأولى على الدفعة زي كل مرة ".

ياسمين و قد توسعت عينيها بغير تصديق:" يعني انت كده وافقت خلاص ".

هز رأسه بإيجاب لتضيف هي :" آدم هو انا قلتلك النهاردة اني بحبك ".

هز رأسه بنفي هذه المرة و قد تصنع العبوس بملامح وجهه قائلا :" تؤتؤ ".

صاحت ياسمين بفرح و هي تحتضنه بشدة :" بحبك أوي أوي.. انا مش مصدقة انك وافقت بالسرعة دي و كمان حتساعدني في المذاكرة انت ابتديت تتغير فعلا زي ما وعدتني".

اقترب بفمه من اذنها ليهمس بمكر :" بس انا عاوز المقابل.. متنسيش اتفاقنا".

ياسمين بحماس :"انا حعمل كل اللي تطلبه مني كفاية انك وافقت".

ابعدها آدم برفق و يغمغم بتأكيد :" اي حاجة اي حاجة؟؟ ".

اومأت بإيجاب برأسها و ابتسامتها المشرقة مازالت تزين شفتيها الكرزيتين.... ليهمس آدم مجددا في اذنها بكلمات خافتة....

اندثرت ابتسامتها تدريجيا و يتحول وجهها الى كتلة حمراء من شدة الخجل......

يتبع الفصل الثاني والثلاثون اضغط هنا  

 

 

reaction:

تعليقات