Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لن احرركِ الفصل الثلاثون 30 - دهب عطيه

رواية لن احرركِ  الفصل الثلاثون - دهب عطيه

رواية لن احرركِ الفصل الثلاثون

"انت متأكد من الكلام دا ياعيسى..." رمقه عيسى بتأكيد لحديثه وهو يمد هاتفه له قائلاً..
"الا متأكد دنأ شوفتهم بعنيه دول.... خد شوف صورتها وهي طلعه العماره ومفيش ربع ساعة ولقيته محصلها ولم سألت البواب قالي ان عزيز التهامي لي شقه في العمارة الدرو الخامس... ولم
رشيتي بقرشين زيادة عشان أعرف قرار إللي إسمها (لميس) دي لقيت وشه أتقلب وبدأ يستغفر وهو بيقولي دي وحده من ضمن كذا واحده بيزورو إللي إسمه عزيز ده....."

حك جواد بلحيتة النابتة وهو يشرد بتفكير قال..
"دا لو زي مابتقول تبقى حفرة قبرها باديها ومش بس كده دا هتبقى خبطة بسيطة لزهران إللي العداوة هتزيد أكتر بينه وبين عزيز مش بعيد قريب القيهم مخلصين على بعض...." تريث قليلاً وهو يفكر في امراً ما....
"دي احلوة أوي وهتحلو أكتر لم الورق ينكشف..."

تساءل عيسى وهو يحدج به بعدم فهم....
"قصدك إيه بالورق ينكشف...."

التفت له وهو يجيبه بصوتٍ مبهماً....
"لازم العيلة كلها تعرف حقيقة لميس وبذات زهران اللي مش هيتردد يغسل عاره بإيده ...."

"هتوريله الصور وهتحكيله على كلام البواب..."تساءل عيسى بفتور...

أبتسم جواد بازدراء وهو يقول بأستعلاء...
" صور إيه وكلام مين أنا بقولك هكشف الورق مش هلعب استغماية.... "

أيوا يعني هتعمل إيه فهمني أكتر؟... " تافف عيسى بازعاج من عدم استيعابه حديث صديقه الغامض..

"لازم اصور علاقتهم صوت وصوره..." قالها بمكر..

توسعت حدقتي عيسى وتشدق بـ...
"علاقتهم؟.. انتَ قصدك وهما...."

"أيوه وهما كده...."

حك عيسى برأسه وهو يقول بتفكير...
"طب ودي هنعملها إزاي.... هتبعت حد يدخل الشقه ويزرع كامرات فيها...."

طقطق جواد بشفتيه وهو يقول بتسليه...
"مفيش حد هيعمل الشغله دي غيري انا وانتَ..."

"انا وانتَ.... تقصد هندخل بليل زي الحرامية..."

تحدث جواد بنزق...
"حرامية!... دا مقامي عندك ياحج عيسى..."

تافف عيسى بازعاج زائف وهو يقول بامتعاض...
"يابني والمسيح الحي انا مسيحي مسيحي أكبر ده عشان تفهم...." قرب رسغه أكثر أمام عين جواد حتى يلاحظ ذاك الصليب!، زفر جواد بملل وهو يمط شفتيه قائلاً ببرود...
"المره الجايا هفتكر.... المهم عايزك تعرف قرار الشقه دي في حد بيشتغل فيها ولا مقفوله..."

"وليه دا كله؟..."

رمقه جواد ببرود قبل ان يجيب بملل...
"عشان نعرف هندخلها إزاي ياعم الفقيك..."

بعد عدة أيام.....

ارتدى الإثنين ملابس مشابهه لبعضهم يحملون اسم شركة وهمية لصيانة الكهرباء.....

اعدل( جواد) وضعيت الكاب الذي يرتديه فوق رأسه ليخفي القليل من وجهه ، وكذلك فعل (عيسى) وهو يتزمر
"كان لازم يعني نعمل النمره دي ماكنت بعت اي حد يزرع الكامرات في الاوضة ونخلص..."

"مش هينفع أثق في حد وبذات في حاجه زي دي وبعدين النمره دي أساسي عشان البت الشغاله متحسش بحاجة...." عدل جواد وضعيت الكاب مره آخره وهو يضرب جرس الباب....

"انتَ ناوي ترشيها...." رمقه جواد بحدة وهو يهز راسه بيأس وتشدق بـ....
"اسكتي ياعيسى الله يرضى عليك وكفاية غباء.."

"اديني سكت يامفتح وريني هتعمل إيه..."

فتح الباب وظهرت خادمة تلك الشقة بملابس مهروله عليها لتمسح يدها المبلله وهي تسالهم باستفهام....
"خير ياكباتن عايزين مين...."

كادَ ان ينطق عيسى اول حروف كلماته ولكنه اوقفه جواد وهو يقول بصوتٍ رخيم...
"صيانه كهربه من شركة(...)...."

تساءلت الفتاة بعدم فهم....
"أيوا في مشكله يعني...."

"آآه جايين نعمل صيانة سريعة زيادة حرس وتاكيد على سلامة العميل....."

رمقتهم الفتاة بتوتر لترفع عينيها على جواد الذي بدلها النظره بمداعبة ذكورية صريحة وهو يقول
بخفوت....
"هو إحنا مش هندخل ولا إيه..."

راقت لها تلك النظرة الصبيانية من رجل مثله فهو جذاب ووسيم يكفي هذا الجسد الرياضي والملامح الجذابة وتلك المداعبة الصريحة من عينيه الشهونية ولكنه إعجاب عابر مثلما يطرأ عليها دوماً كلما وجدت رجل وسيماً بمثل تلك الوسامة عفواً هي لم تقارنه بأحد خصوصاً بعد تلك النظرة...

برغم تلك الهوجاء التي احتلت رأسها المراهق الا أنها تحدثت بتردد...
"طب انا لازم قبل مدخلكم اكلم صاحب الشقة اصل بصراحة هو مش بيحب حد غريب يدخل الشقة هنا ومنبه عليه وانا أصلاً مش موجوده هنا على طول دول يومين في لاسبوع و...."

قاطعها جواد وهو يدلف لشقه برفقة عيسى مُغلق الباب خلفه....

تحدثت الفتاة بريبة...
"أنتوا بتعملوا إيه؟..."

"ولا حاجه هنشوف شغلنا...." وجه (جواد) حديثه لعيسى بنبرة ذات معنى....
"ادخل انتَ كلك لقمه في المطبخ على متكلم مع البطه دي...."

توسعت عين الفتاة بصدمة وهي تقول بضيق...
"تعالى هنا ياجدع انتَ رايح فين... وبعدين أنت غلطان ان مسميش بطه انا اسمي عزه..." جذبها جواد من يدها برفق قبل ان تلحق بعيسى الذي اختفى عن مرمى اعينهما.... الصق ظهرها بالحائط وهو يقول بصوتٍ اجش حاني مُسبل عيناه على خاصتها بمكر....
"ولا تزعلي بلاش بطه اي رأيك في وزه..." نظر لها بشهوانية مُقيم جسدها المخفي تحت تلك العباءة ليقول بوقاحة....
"تصدقي ليقه عليكي أوي وزه..... جامده ياوزه دوختيني وراكي وخلتيني أعمل الفيلم دا كله عشان اوصلك...."

توسعت عين الفتاة بصدمة يصحبه الدهشة...
"يعني إيه دوختك ورايا انتَ تعرفني..."

"عز المعرفه دا انتي الحب الأول ولاخير..." رمقها بمداعبة صريحة... ابتسمت بخجل وهي تقول...
"انا مش فاهمة حاجة... انت تعرفني بجد.."

"الله مقولنا عز المعرفه هكدب عليكي ليه..." قالها ببراعة تأكد صدق حديث ارتجل به الآن...
"طب إزاي وانا أول مره أشوفك...." أبتعد عنها بحدة واولها ظهره مُمسك هاتفه عابث فيه برسالة
قصيرة لعيسى محتواها(خلص عشان زهقت) رد عليها بحزن مُصطنع...
"ماهو ده إللي وجعني ياوزه إني قدامك دايما ومش شيفاني... آآه لو تعرفي إللي في قلبي نحيتك عمرك ما هتسالي السؤال ده....."

عضت الفتاة على شفتيها بتأثر وتقدمت منه واضعه يدها الصغيرة على كتفه وهي تقول...
"انا اسفه أوي إني كنت السبب بوجعك بس حقيقي انا كنت عميه إني معرفش إنك بتحبني كل ده بس خلاص ان أوعدك هفتح عيني بعد كده على حبك
يا...." صمتت قليلاً ببلاها وهي تنحنح بحرج...
"هو صحيح انتَ أسمك إيه...."

"مش لازم....." قالها بملل وهو مزال يوليها ظهره لتهتف هي باستغراب.....
"هو إيه اللي مش لازم..." استدار لها وهو يقول
بهيام مُتصنع....
"ياوزه أنا قصدي ان كل حاجه هتعرفيه في وقتها خدي الورقه دي فيها نمرتي كلميني عليها...." مد يده لها بورقة صغيرة، إبتسمت بسخافة...
"دا معنى إني هشوفك تاني مش كده..."

"آآه اكيد....بس انا طالب منك طلب بسيط... " أقترب منها بمكر لترجع هي للوراء مُستند ظهرها على الحائط خلفها ليضيف هو بطريقة مراوغة بعد الشيء....
"بلاش صاحب الشقة يعرف ان إحنا جينا هنا..."

"ليه يعني ماهو لازم...." اتكا على أسنانه متحلي بصبر وهو يقاطعها بعذوبة صوته...
"ياوزه افهمي... انا ناوي اقبلك هنا تاني ولازم يبقى عندي حجه عشان اطلع أدام البواب وعشان
صاحب الشقة ميشكش في اخلقك ياوزه.. ها قولتي إيه...." تريثت قليلاً لتبتسم كلبلهاء قائلة..
"عندك حق خلاص اتفقنا محدش هيعرف حآجه... بس أنا هشوفك تاني أمته...."

"قريب.... قريب أوي...."

خرج عيسى في تلك الاوقات وهو يقطم ثمرة جزر باسنانه قال بمزاح....
"اي دا ياجدع تلاجه طول بعرض مفهاش زتونه واحده ولا شوية مخلل.... بقالي ساعه بدور على حاجه تبلع اللقمة دي...."

أبتسم جواد إبتسامة لم تلامس عينيه وهو يقول ببرود...
"مش مهم ياصاحبي المهم تكون بلعت...."

أجابه عيسى بتافف مُصطنع...
"أيوا ياخوي بلعت بعد ملقيت حته عدله احط فيها الكامـ... الطبق.... طب مش يلا بينا بقه ولا أي..."

"آآه طالما بلعت يبقى يلا بينا...."استدار للفتاةوهو يقول بمكر....
"سلام يازوه هشوفك عن قريب زي متفقنا..."أنهى حديثه بغمزة مراوغة....

اغلقت الباب خلفهم بعيون هائمة من مُداعبة هذا الوسيم لها بنظرةعينيه وكلامه المعسول....

"حلو النمره دي بس مفهمتش اي لازمتها مكنت رضتها بقرشين ولا حاجه...."تحدث عيسى وهو يصعد سيارته ليجلس بجواره جواد وهو يقول
بملل....
"يابني افهم النمره دي بتتعمل مع ناسها إنما في نمره تاني بتاكل أوي مع صحابها والبت دي عايزه
شوية تسبيل على كلام حلو عشان تشيل من دماغها خالص أنها تجيب سيرتنا لعزيز لو شم خبر
قبل ما نصور الفيديو إياه...لو ادتها قرشين زي ما بتقول أول ماعزيز هيشخط فيها هتخر شبه الهبل
دي معندهاش عقل وبيضحك عليها... دا أنا ألفت ادامها مسلسل هندي صدقته في ربع ساعة...."

مط عيسى شفتيه بأقناع وهو يقول...
"اقنعتني يابن الغمري...."تريث قليلاً ليقود السيارة وهو يقول بمزاح....
"بس حلوه وزه وبطه وشغل المحن اللي دخلت بيه على البت دا...."

"ما نوع ده بيحب المُحن دا....سوق ياعم سوق خلينا نروح نقلع الهدوم الخنيقه دي...."خلع هذا الكاب والقاه جانباً وهو يغرز أصابعه بشعره البني

"ايوا ياخويا مانت مش واخد على المرمطه..."

"طب لم لسانك وسوق وانتَ ساكت...."حذره بخفوت....

"ماشي يابن الغمري ام اشوف اخرتي الهباب معاك هتبقى إيه....."

"هباب باذن الله....."قالها وهو يبتسم بسخرية...
______________________________________
عوده للحاضر.....

في مكتب زهران.... يقف الجميع أمام جواد الذي مسك (الأب توب)متكأ على زر التشغيل ليفتح
الشاشة أمامهم بفيديو يحتوي على مشاهد مخلى تجمع (لميس)( وعزيز التهامي)باوضاع حميمية تُصيبك بالاشمئزاز....

شهقت أسيل بصدمة ، وتوسعت حدقتي بسمة بدون ان تبدي اي صوتٍ منها... رمقت( انعام) لميس بازدراء
وهي توزع النظره على ابنها بخيبة أمل....

تابع سيف الموقف بزهول ولكنه لم يتعاطف مع عمه فهو راء مشهد مُماثل لها مع سكرتيرته الخاصة، والذي كأن أكثر فتور حتى بعدما رآهم بهذا الوضع
لن يتعاطف معه ولن يشفق عليه فكلاهما خائنون يتجرعون من الخيانة بشرهة وتلذذ غريب!....

وكان دلو بارد نزل على رأسه جعله جم للحظة لسانه ثقل من الصدمة.. زوجته بفراش رجلاً ولم يكن اي رجل عدوة غريمة لسنوات، كلما تزايد عمرهم تتزايد العداوة بضراوة.... قد خسر أمامه وأمام نفسه بعد خيانة تلك العاهرة المُخادعه له.....رمقها زهران بشرار يتطاير والشياطين ترقص براسه بابشع الأفكار....

أغلق جواد الجهاز وهو يرمق زهران ببرود قائلاً...
"اي رأيك في المفاجاه دي عجبتك مش كده...."

"متصدقوش يازهران الفيديو ده مزور..."صاحت لميس وهي تمسح دموعها بخوف من القادم...

"اخيراً سمعت صوتك يامرات عمي....مم طب قوليلي مزور ازاي جايب جسم غير جسمك..قصدي رأسك مظبطها الفوتوشوب صح ولا بوظ الدنيا كالعادة...."
تحدث بفظاظة يصحبها سخريته المعتادة....

"صدقني يازهران ده بيكدب دا عايز يبوظ علاقتنا ببعض انا معرفس عزيز ولا عمري شوفته...."

قاطعها جواد بستهزء...
"بجد طب إزاي عرفتي ان إللي في الفيديو ده عزيز مايمكن يكون شغل فوتوشوب برده...."

ترددت وهي تجيبه....
"انا أعرفه من التلفزيون عشان رجل أعمال وكده وبعدين صورته واضحه فالفيديو و...."

"لا صورته مش واضحه أوي.... بس أنا هوضحلك انتي عرفتيه إزاي....." وقف أمامها ليرمقها بقسوة وهو يقول....
"عشان مفيش واحده بتنسى هي نامت في حضن مين من كام يوم...." باغتها بصفعة قوية...

شهقت بسمة بصدمة من فعلته المفاجأه لها ولي للجميع.....
مسكها جواد من شعرها وهو يقول بجسارة...
"متفكريش ان القلم ده عشان وسختك مع ابن التهامي لا انا مليش اني انضف وسختك دي حآجه تخص جوزك اللي هو عمي بس انا باخد حق مراتي منك... مراتي اللي سقتيها بأيدك الـ***المخدرات إللي كنتي ناويه تدمريها بيها وطلعيها ادام الكل مُدمنه عشان اطلقها ورميها في شارع مش كده....."

تاوهت( لميس) من بين يداه قائلة بتوسل....
"سيب شعري انا معملتش حاجه ومعرفش انتَ بتكلم على إيه...." اخرج جواد من جيب بنطاله شريط يحتوي على اقراص من اللون الأبيض القاها في وجهها بعصبية وهو يقول بغضب...
"متعرفيش بتكلم على إيه وبنسبه للارف ده إللي كان في اوضتك تبعك ولا تبع زهران... انطقي....."

خارة قوتها أمامه لتقول بتوسل...
"تبعي.... تبعي.... بس انا عملت ده كله باومر من...."

جذبها زهران من بين يداه سريعاً مبرحها صفعات متتالية على صدغيها وهو يلفظها بافزع الشتام
"اخرسي يابنت الـ***... ليكي عين تكلمي وسختك واضحه مش محتاجه كلام لا وكمان كنتي عايزه تطلعي مراته مُدمنه آآه يابنت الـ****ياشيطانه يابنت الكلب... اقسم بالله لقتلك وشرب من دمك..."

كان كل هذا كثير عليها صفعات متتالية تتلقاها من تلك العائلة شر هائل في قلوب الجميع بدايةً من
(زهران) و(لميس) ونهايةً بـ(جواد) المُدعى بزوجها
اية بُقعة وقعت بها معهم لماذا يركض خلفها الشر بشياطين على هيئة بشر؟ كلما أرادت الفرار يخترقُ
ما تبقى منها بدون أسباب مُقنعه وكأنها تلائم الخداع
والعبث بأسم الحب من كل جانب! وكأن التحرر بات كلمة صعب نُطقها !....

انتشلها صوت لميس الصارخ بترجي وبكاء هستيري..

"أبوس إيدك يازهران ارحمني انا غلط بس ندمانه ندمانه ابوس إيدك كفاية وسمحني...." جثت على ركبتها وهي تترجى في توسل يصيب بشفقة وكان وجهها مُتناثر عليه الدماء والجروح من آثار صفعات زهران المتلاحقة عليه......

مسك شعرها بين يداه بقوة وكادَ ان يقتلعه وهو يقول بزئير كالاسد الجائع غضباً...
"اسامحك؟... انتي فكره بعد عملتك الـ***... هسمحك لا الخيانة نهايتها الموت وانا هقتلك بأيدي الاتنين دول وغسل وسختك بأيدي مع اني عارف ان الوساخه عمرها ما هتروح منك...."

القاها على الأرض بقوة وهو يتجه نحو مكتبه ليفتح الخزنة متكأ على الأرقام السرية لها باصابع مضطربه وهو يلفظ بنبرة مهزوزة آثار ما يتعرض إليه وما علم به للتو.....

"هقتلك يابنت الـ***.. هرتاح من وسختك هقتلك.."

أثناء اضطرابه وهو يتكا على أرقام الخزنة بتريث فقد أصبح مشوش قليلاً لهذا كأن اقل بقليل في فتحها من خلال تلك الازرار..... كانت عسليتان متتبعاتان خُطاه بتراقب مُلاحظ فبدون حسبان
أتت انسب فرصة لاختراق ماخلف تلك الخزانة التي
تكن بنسبه لها ولـ(آسر) الصعب المُنال.....

كان يراقب جواد عسليتاها الثاقبتان بريبة ليدخل في دوامة من الأسئلة...
ماذا تعني باهتمامها المُلمس فيه ولماذا تدقق
بالخزان بهذا الشكل.....

حفظت أرقام الخزنة سريعاً وبدون ان تبذل مجهود فكانت الأرقام السرية قريبة من بعضها وسهل حفظها لترددها داخلها عدت مرات وهي شاردة....

أخرج زهران سلاحه واغلق الخزانة وهو يقترب من لميس شهر سلاحه نحوها وهو يقول بغضب يتطاير بعينيه.....
"هقتلك وشرب من دمك يا***هقتلك ياعرة النسوان
ياشحاته يابنت الكلب...."

تدخل (سيف) في تلك الأوقات وامسك بيد عمه مُمانع حدوث تلك الكارثة التي سيقترفها عمه في لحظة شيطان كما يُقال....
"أهدى ياعمي مينفعش إللى انتَ بتعمله ده هتودي نفسك في داهية عشانها أهدى ياعمي وكل حآجه هتتحل.... متتكلم ياجواد ساكت ليه..." زجر بحدة في شقيقه الذي كأن يتابع الموقف ببرود يقارب للجليد، واضع يداه بجيبه وكانه يروقه مشهد القتل
الذي سيراه الآن.....

رمق جواد شقيقه الأصغر وهو يجيبه بعدم اكتراث..
"سيبه ياسيف يقتلها دا حقه... وانتَ عارف الخيانة
نهايتها إيه معانا...." قال آخر كلماته وهو يحدج بعسليتاها ليضع في عمقهم تحذير صريح....

توسعت حدقتي سيف بصدمة وهو يقول بعدم تصديق....
"انتَ بتقول إيه ياجواد دا هيقتل روح مهم كان دي روح و...."

"بلاش الكلام الخايب دا ياسيف دي مراه ***.. ولازم تموت وتحصل الـ****زيها..." لفظ شتامه بدون ان يكترث للمتواجدين معه بغرفة المكتب
لترمقه( بسمة) بشمئزاز ويتزايد مُقتها لهذا العشق
الخائب في حياة لا تقبل بالخائبين بجوارها ....

"انا مش مصدقك هي أرواح آلنآس عندك بقت شبه الفراخ البيضه..... بقولك مهم عملت دي روح..."هدر سيف في اخية بنفاذ صبر...

"وانا بقولك أنها تستاهل الموت ولو عليه كنت دفنتها تحت رجلي بعد إللي عملته في مراتي إللي هي مرات أخوك...." كان مُصر على موقفه وهو يرمقه بعتاب من الوقوف مع تلك الشيطانه أمامه.....

صمت سيف بزهول وترك عمه بتشتت من كلمات شقيقة المعاتبه......

رفع زهران السلاح أمام وجه؟(لميس) الراكعه أرضاً تذرف الدموع بدون توقف وجسدها يرتجف خوفاً
من ان تتلقى موتها الآن من خلال رصاصة واحدة برأسها.....

"بلاش يازهران أبوس إيدك بلاش اعمل اي حاجه فيه بس بلاش تموتني بلاش...." دخلت في نوبة بكاءً هستيري وجسدها أصبح ينتفض بقوة وكأنها قاربت على فقدان الحياة من كثرة الخوف....

صرخ بها زهران بدون رحمة....
"اخرسي يابنت الـ***....مش عايز اسمع صوتك المُقرف دا " سحب زر المسدس ليضع يده على الزناد
وكادَ ان يضغط عليها لكن وجد جسد يقف أمامه صارخ بحدة به....
"بلاش تقتلها حرام عليكم أنتوا إيه مفيش في قلبكم ذرة الرحمة لو زنت مع غيرك في قانون يحكم عليها
ليه تحكم عليها انتَ بالموت...." صرخت بسمة أمام وجهه بحدة ليحدج بها بغضب فلو عليه لاخرج من مسدسة طلقتين واحدة في رأسها ولاخره في راس
العاهرة التي خلفها الآن.....
"ابعدي عن وشي بقولك ملكيش دعوه انتي بكلام ده..." نظر لجواد بحنق وهو يقول بحدة....
"خد مراتك وبعدها عني ياجواد انا العفريت كلها بتتنطط في وشي بلاش حد فيكم يقف ادامي دلوقت...."

جذب جواد ذراعها بقوة وهو يقول من تحت أسنانه بغضب....
"اثبتي مكانك ياهانم وخليكي وقفه جمبي.. لو انتي مستغني عن نفسك انا مش مستغني عنك...." تملصت من بين يداه وهي تقول بغضب.....
"أبعد عني انا مستحيل اشوف الجريمة دي وسكت..."
نظر لها بستهزء وهو يقول....
"مانتي سكتي قبل كده اي الجديد يعني اسكتي تاني وتالت وعاشر لو تحبي..."

"مستحيل اسكت تاني...." كادت ان تذهب نحو لميس لدفاع عنها لكنه عرقل سيرها حين مسك
ذراعها بقوة وهو يقول بجسارة....
"هتسكتي وبلاش روح المغامرة عندك تنسيكي انا مين، ولي وقفه ادامه ده يكون إيه...." نظرت له بخيبة أمل فـ(آسر) محق عقلها والمنطق احق ولكن
قلبها ومشاعرها تجاهه تكذب هذا الوجه الذي
يقنعها به دوماً وجه (الجوكر !)....

كاد زهران ان يتكأ على الزناد ولكن اوقفه( جواد)وهو يقول بسخرية ....
"انا من رأيي تخلي الموضوع ده برا الفيلا يعني الدم هيوسخ المكتب والبت شادية بتتعب أوي في تنضيف.....وبعدين مش معقول هتنضف وسختها عندنا.... " رمقته( لميس) بكره وحقد، ليرى( جواد)
نظرتها ليبتسم ببرود وهو يقول....
"صحيح ياجماعه نسيت اقولكم من ضمن التسجيلات إللي تسجلت لـ لميس... كان فيه فيديو
بتتفق مع عزيز بقتلنا واحد ورا التاني وشكلها كانت عايزه تبدأ بيه انا وبسمة مش كده يامرات عمي..."
حدج به بتشفي ليكمل بجدية....
"اصلها كانت على علاقة بعزيز قبل ما تعرف زهران وأول متجوزته كانت مخططه تقتله وتكوش على ثروت (الغمري) هي وعزيز....." رفع حاجبه بسخط قائلاً لها....
"يترى كلامي حقيقي ولا الفوتوشوب برده ليه
يد في الموضوع...."

صاح زهران بصدمة وهو يجلس على اقرب مقعد
"كفاية ياجواد كفاية..." أقترب منه كلاً من أسيل وسيف بخوف عليه وبقت انعام جالسه بوجه شاحب تتابع الموقف بدون ان تنطق ونظرت الخيبة والخوف على ابنها يتسابقاً في خط سير غير مُتناهي لديها.......

عبث جواد في هاتفه وهو يقول ببرود...
"اطلع حالاً..." أغلق الهاتف لتمر ثواني قليلة ويدلف
رجل من رجاله والذي هتف بخشونة....
"اومرك ياجواد بيه...."

أشار على لميس وهو يقول بضجر....
"خد لميس هانم ووديها الشقه إللي قولتلك عليها وشدد الحراسه عليها زي مافهمتك...."

"اوامرك ياجواد بيه.... قومي معايا ياهانم..." جذبها من ذراعيها لتسير معه كالهزيلة فقد تمكن الخوف منها وقاربت على فقدان ماتبقى من عقلها بسبب الزعر، وتلك الحقائق الصادمة التي طرحت امام الجميع في غمضة عين لتبقى الخائنة العاهرة وسطهما.....

"هتوديها فين ياجواد...." تسائل زهران بصوت ضعيف.....

"عنوان الشقه بعته ليك في رسالة... وقت متهدأ شوف انتَ هتعمل معها إيه... سوى عاشت او ماتت
انا مش عايز اشوف وشها في البيت دا تاني..." تركه
وخرج من باب غرفة المكتب ليلحق به (سيف) بوجه غاضب يلج ببوابل الاسئلة المُعقدة عن صلابة أخيه
وصوته الخالي من الرحمة....

"استنى ياجواد...." اوقفه سيف بصوته الحزين التفت له جواد بهدوء مُستفسر....
"عايز اي ياسيف في حآجه...."

"في حاجات كتير وضحت وبانت جوا... معقول انتَ ابن سراج المحامي معقول انتَ اخويا توام أسماء.. أسماء اللي كُنت مش بسمع منها غير جمله واحده..
_احن واحد في البيت ده كله جواد، حضرة
الظابط جواد_.... نسيت كلامها انا متأكد أنها لو كانت لسه عايشه مكنتش رضيت أبداً بأسلوبك وجحودك ده...."

"اديك قولت لو كانت لسه عايشه بس هي ماتت وانا حصلتها .."

تساءل سيف بستفسار وهو يحدج به بريبة...
"يعني إيه حصلتها انا مش فاهم حآجه..." استدار ليغادر من أمامه وهو يقول...
"مش ضروري تفهم...." أمسك شقيقه بذراعه ليوقفه وهو يقول
"يعني إيه مش ضروري أفهم... هو إحنا مش اخوات مش انتَ اللي فضلي منهم يعني إيه مفهمش بيحصل معاك إيه.... انا عارف ان موتهم كان صعب علينا وبذات عليك لانك كنت أكبر مني وفاهم عني وأكيد حسيت وقتها باللي مقدرتش انا احس بيه لصغر سني.... بس لم كبرت عرفت سبب انهيارك ودخولك المستشفى عرفت انتَ ليه وقفت تعليمك سنين عشان تقدر تتعالج من صدمة غيابهم وعارف كمان ياجواد إنك لم رجعت تكمل تعليمك كان عشان تحقق امنية أبونا وتفرح أسماء في قبرها عشان كانت دايما شيفاك الظابط جواد الغمري.... عارف انك اتحبست ظلم وعارف ان خمس سنين في سجن وسط المجرمين مش شوية وخسارة حلمك كان كسر ضهر ومهم اتوجعت عشانك هيفضل وجعي نقطة في بحر وجعك واحساسك ، بس ياجواد إنك تستهون بارواح
البشر وتكلم بجمود دا عن القتل وكانك مرست الموضوع ومتعود على إنك تشوف جثه ادامك مرميه
يعني انا مش فاهم إيه إللي خلاك بشكل ده انتَ مكنتش كده وعمرك مكنت بالاذى ده ليه وصلت لكده ليه ياجواد...." دمعت عيني سيف وهو يسأله بحزن
على حال شقيقة الأكبر الذي تعرض لصدمات وصفعات متلاحقه وهو مزال في مُقتبل عمره...

نظر له جواد ليتحدث بصوت خالي من الاقناعه المُصطنعة صوت يتألم بحق ولا أحد يشعر
باوجاعه سواه هو فقط....
"انتَ عارف السبب وانا مقتنع باللي انا عليه فبلاش نقلب المواجع انا مش هستحمل كلامك عنهم وعن كلامهم اللي عمري ما نسيته......سبني زي مانا وبلاش عينك تدمع ادامي تاني....إحنا متفقين من وإحنا عيال الراجل بيحتفظ بضعفه ودموعه لنفسه، لنفسه بس ومحدش يشاركه وجعه ولا ضعفه عشان هو في نهاية بيتسمى ضعف... ضعف وبس ياسيف فهمتني..."

تذكر سيف ليلة أمس عن بكاءه في احضانها احضان لم تشفق عليه بل تركته يتجرع الألم وحده بدون مُنازع يخلصه منه.....

عانقه جواد بعاطفية الاخ الأكبر وحنانهم منذ الصغر
ليبادله سيف العناق محاول السيطرة على دموعه ليحتبسها مُبتلعها داخل اعماقه مثلما علمه اخية منذ زمن......

أسند جواد راسه على كتفه ليرى بعينيه عسليتان يتتباعان حديثهم منذ البداية بشفقة قبل ان تتوجه الى (سيف) مرت على (جواد) الذي أخذ الحصة الكافية داخل قلبها فهي عاشقة له، والعاشقة في المشاعر تعطي بدون نقاش.....

____________________________________
وقف أمام شرفة غرفتهم يتطلع على الساحة الخضراء باعين شاردة.....

حالته واصرار يجذبوه نحو هاويةً سوداء، ماذا يريد مال ام سلطة ام ماذا؟؟....

اوقات يرى نفسه بهذا العمل المشبوه يرى انه يشبهه ويشبه ماضية ومستقبله وللحظات يشعر ان المراهق
النقي بداخله يصرخ به يريد ان يتحرر من عالمه القذر، يريد النور يكره الظلام الذي يحيط به كلما تنفس او نظر حوله......

هل يريد ان يُدمر(زهران)فليفعل ولكن ماذا بعد سيستمر؟ هو مشوش بين الإستمرارية في نهج
اختارته له الأقدار ونهج يجري في عروقه
يلومه على الإستمرارية مع نهج يختلف عن
خطى والده واحلام شقيقته! اية حكمه جمعته
بماضية ومستقبله واية حكمه جعلته يقع في العشق
لأول مره مع من لا تسير الا على نهج والده ونهجه سابقاً قبل ان يتلوث مع عمه في هذا العمل....

يعشقها عشق أبدي وتاقلم على وجودها بجواره داخل احضانه يشعر معها بشغف لم يتلامسه بامرأة سواها ، لكن المشاعر والحب لا تكتفي هي بهم
تريد حياة مُنيرة طبيعية لا تفضل ظلامه
ونهجه في الحياة لا تفضل استسلامه لحياته
هي حتى لا تعرف الماضي الذي اصال به لتلك الحالة...

هل يرى ما تعرض له مُبرر....هل يرضى والده بخطاه
الان نحو تلك الهاوية؟، هل والدته ان كانت على قيد الحياة ستكون فخورة به؟....

لن يفخر احد بـ مجرم ولم يصيبه التباهي بخطاه
لكنه يرى التعقيد صعب حلها من عليه، يرى انه لن يصيب احد سواه لن ياذي احد بسبب هذا النهج لن يفقد احد ولن يصيب أحد بسببه !
( وهذا ما يعتقده) ....

هل تنتظر حتى تواجهك عاصفة الطوفان مرة آخره لتفيق من غمتك ام إنك تريد بلاءً جديد أشد ضراوة لتيقظ نفسك به.....

وهل ما يصر عليه ليس بلاء أشد، وهل عمله المشبوة مع عمه طيلة تلك الخمس سنوات لم
يكن بلاءً؟! ...

افيق انت تتجرع البلاء دوماً واخرهم للعنة عشقك
لـ(بسمة) التي لا تراك إلا _مجرم _لا يستحق العيش معها حياة كريمة مثل اي زوجين!...

غرز أصابعه بشعره بقوة كادَ ان يقتلعه من شدة غضبه فهو حين يفقد السيطرة على ذبذبات افكارة وضعفه الذي يفترسه بسبب حديث(سيف) يجلس هكذا شارد حزين بما يفعله وما يريده من تلك الحياة...

كان في البداية لا يكترث لم يفعله ولم يخشى خطاه يوماً لطالما هاب منه الجميع لمجرد طرح إسمه أمامهم ، شعر الجميع بالخوف ما ان عبثوا معه، لكن
ماذا الآن بعد تلك المرحلة سيتخلى عن كل شيء لأجل مشاعره نحوها.... يجب ان تتفهم انه لن يتنازل عنها ولن يتنازل عن هويته في الحياة حتى ان كانت لا تشرف أحد فهو بدونها حتماً سيفقد كل شيء !....

ادمان!.... لا تصنف إلا بادمان وعدم اكتراث من المؤكد ان هذا المرض علاجه إنتكاسه حادة ليعلم
صاحب العلة انه قد دُمر أحدهم بسبب ادمانه لظلام ومعاصي عتمة الظلام !.....

دلفت الى الغرفة بخطوات هدائه لتجده يقف في الشرفة بشرود.... زفرت ما برئتيها وانتبها حالة من الشفقة عليه للحظه كانت ستقترب لتدوي جرحه ببعض الكلمات لكن صدى كلماته القاسية في مكتب
عمه جعلها تتراجع مُتخلية عن تلك الفكرة المائعة
داخل قلبها الهش بعشقه....

بدأ عقلها يكرر تلك الأرقام السرية للخزنة في عقلها لتدوي ارقامها بترتيب على هاتفها لتحفظهم عليه حتى لا تغفل عن أحدهم.....

كانت من الممكن ان تتخلى عن فكرة مساعدته، لكن ما سمعته على لسان( سيف) جعلها تصر على مساعدته للمرة الأخيرة فهي قررت الإبتعاد عنه ومزالت تصر على الفراق بينهم ،فالمنطق يوضح الصورة لكلاهما هو لا يلائمها وهي لا تلائمه في تلك الحياة ولكن لن يعرقلها هذا من ان تاخذ اول خطوة لمساعدته لعلها تنجح تلك المرة وتحرره وتحرر نفسها من شيطانة اللعين....

"بسمة انتي هنا من أمته...." قال جملته وهو يدلف الى الغرفة....

نظرت له بهدوء وهي تقول....
"من شوية.... عن إذنك...."

"بسمة استني...." اوقفها وهو يقبل عليها قائلاً..
"لسه برده مصممه إنك تصنعي مابينا مسافات..."

"انا مصنعتش حاجه هي كده كدا موجوده ولا نسيت.." عقدة ساعديها وهي ترمقة ببرود...

تناول نفساً مطولاً وهو يقول بجدية
"انا مش هصبر على نُشفيت دماغك دي كتير، اكيد هيجيلي وقت وهزهق...."

مره آخره اتبعت نهجها وإصرارها وقالت بعناد...
"ياريت تزهق عشان أعرف اخد ورقة طلاقي منك.."
كادت ان تذهب جذبها من ذراعيه بقوة لتقع داخل احضانه وهو يجيبها ببرود....
"مفيش طلاق طول مأنا عايش الحاجه الوحيدة اللي تخلصك مني إني اموت..... فا أبقي كتري فدعى عليه يمكن ترتاحي مني...." القاها بقوة ارضاً،
صرخت فيه بقوة..
"انا مش مضطره اعمل كل ده انا هرفع قضية خلع عليك و...."جثى على ركبته أمامه وهو يقاطعها بغضب هائل ..
" مش هيحصل يابسمة لأنك مش هتعتبي عتبة البيت ولو حتى عتبتيها وخرجتي من ورايا هتخسري
كتير أوي واولهم جوز أختك مدرس التاريخ... "

"انتَ مش بنادم...."
نزلت دموعها وهي ترمقه باهانه لاذعة...

أغمض عينيه بقوة وكأنه يحارب انفعالاته الذي تُثيرها للخروج بعد كلماتها المُهينة....
"عندك حق انا فعلاً مش بنادم ومفيش في قلبي ذرة رحمة وده ميخلكيش تبجحي فيه...لا دا يخليكي تخافي من اللي جاي مني....."

انزلت رأسها ودخلت في نوبة بكاء وخوف من تهديداته ليرتجف جسدها كلما فكرت في تلك
التحذيرات الذي يلقيها على اذنيها فـ(امجد)
ليس فقط زوج شقيقتها الكبرى هو أخاه الكبير والده الذي اعتنى بها في سن مراهقتها وكان نعم السند لها في اوجاعها وكان البئر المُتسع دوماً لاسرارها حتى ان كانت تضمن تفاهات كم تتذكر لكنها كانت بينهم تُسمى أسرار......

شفق على حزنها ورجفت جسدها لتسيطر عليه المشاعر لأول مره،وهو يشعر ان بكاءها يحرقه
حياً!...

مسكها من أسفل فكها بلطف بتلك الأصابع الرجولية
تلاقت اعينه القاتمة بلونها الذيتوني بعسليتاها الغارقان بدموع ليتريث قليلاً مُتامل بهاء وجهها الصافي برغم من حمرة البكاء المتناثرة عليه إلا
أنه بنسبه له النعيم مثل لمسه وتقبيله مع تلك الشفاة الوردية المُمتلئه دوماً باغراء تغوية تنحنح قليلاً وهو ينتقي الكلمات فقد طال صمته وهي تنظر له بريبة من القادم منه ليتنهد بحرارة وهو يقول بخفوت ومصدقية....
"انا مش عايز من دنيا دي غيرك يابسمة لو بس تديني فرصة نرجع من تاني انا..."

"مش هينفع ياجواد انا بجد تعبت ومحتاجه ابعد عن كل ده...."قالتها بصعوبة وهي تذرف الدموع....

"بس انا محتاجك جمبي...."

"وانا محتاجه أبعد...."

"بس أنا مش هقدر يابسمة...."

"حاول يمكن تقدر...."قالتها بصوت مبحوح وهي تخفي عينيها الباكية عنه....

مسك وجهها بين كف يدها مُتفقد ملامحها عن قرب وهو يقول بصوت مُترجي.....
"انا بحبك يابسمة افهمي....انا مش عايز غيرك وحيات مش نقصها غيرك...."

تيبس جسدها لقربه الشديد منها، فلم تقابل عيناها الى نظراته المتوسلة لتعانق رائحته الرجولية جسدها بأكمله، وشعرت كم كانت ضعيفة امام رغباتها به! ليفترسها شعور لطالما كأن يخترق جسدها دوماً حينما يحدث هذا القرب الملمس بينهم واوقات الحميمي بعلاقة زوجية جامحة ....

فتحت شفتيها لتقول بتردد...
"جواد.. انا...."

"واللهِ العظيم بحبك... بحبك اوي يابسمة..." قربه منه أكثر وبدأ يقبلها من عنقها ببطء ليروي ظمأ قلبه من رحيقها اللا منتهي داخل جسدها الدافء....

"جواد كفاية أرجوك...." حاولت ان تبعده عنها قدر المستطاع لكنه كان الأقوى أمامها.... هي قد بدأت تفقد قدرتها أمام لمساته العابثة بجسدها هي لم تقدر ان تمنع قلبها من صخبه الآن بسبب قرب حبيبه منه لكن ماذا بعد ان تستسلم له وتفترسها الرغبة والمشاعر في تلك اللحظات العابرة محدودة المدة !...ماذا ستفعل بعد ان تنظر لعينيه وترى انتصاره عليها ماذا ستقول هي ستنهزم أمام نفسها
قبل ان تهزم أمامه.......

ابتعدت عنه بقوة ناهضه وهي تعدل وضعية ثيابها
من آثار يداه الشهوانية.....

نظر لها باعين احتلها الظلام من افتراس الرغبة بداخله......
"لدرجادي مش قادره تستحملي لمست أيدي على جسمك...." قالها بعتاب يصحبه الحزن....

"قولتلك مش هقدر أكمل معاك ليه مفكر ان حاجه زي دي هتخليني أنسى كل إللي عملته معايا... لا خداعك وكدبك هيتمسحه من جواياا ياجواد.... لازم تفهم إني تعبت وبجد مبقتش شايفة حل غير الطلاق..."

"وانا مش هطلقك يابسمة مهما عملتي...." نهض بغضب صافع الباب خلفه بقوة لكنه لم ينسى ان يعاتبها بقسوة بعينية المُظلمة....

نزلت دموعها بخزي من صلابة رأسه معها، لتضع يدها على فمها تمنع تلك الشهقات من الخروج بصوتٍ مسموع.....

____________________________________
بعد ثلاث ساعات.....

كانت تجلس على الفراش تضم ساقيها الى صدرها مُستندة برأسها على ركبتها وهي شاردة به، بحزنه وعناده واصراره على طريق يظن أنه الأفضل لديه...

صدح هاتفها برقم مجهول كانت مُتيقنه من صاحبه

تاففت بازعاج وهي تقول....
"أيوا عايز إيه...."

تحدث آسر من الناحية الآخره بحنق...
"انتي غريبه اوي هو ده سؤال يتسال يابسمة...عملتي إيه في إللي اتفقنا عليه وصلتي للاورق إللي في الخزنه...."

"لا لسه موصلتش لحاجه...بس يعني...."

"يعني إيه اتكلمي على طول..."عدل وضعية الهاتف وهو يتحدث بقلة صبر....

ترددت قبل ان تقول...
"عرفت الأرقام السرية بتاعت الخزنة واحتمال أحاول ادخل المكتب انهاردة يابكره....."

تحدث آسر سريعاً وهو يقول بتلهف....
"لا أفتحيها انهارده بليل وكلهم نايمين الموضوع هيكون أسهل....."

"بس انا خايفه لحسان زهران او جواد يشفوني وانا بحاول افتحها وساعتها...."

"خدي حذرك ومحدش هياخد باله..."

"الله....وانتَ مستعجل كدا ليه...."

مسح وجهها بكف يده وهو يجاوبها باختناق...
"ناويين يخرجوني من القضية ويسلمو ملف عيلة الغمري لظابط تاني......"

نهضت من على الفراش بصدمة لتولي ظهرها لباب غرفتها ...
"يعني إيه اللي اتفقنا عليه بقه في الهوا...."

"انا لسه عندي وعدي يابسمة، عشان كده بقولك حاولي تتدخلي المكتب اخر الليل وتجبيلي الاورق دي قبل ما لقرار ينزل من فوق ويتم سحب ملف القضية مني....."

تحدثت سريعاً وبلهفه....
"خلاص متقلقش هدخل المكتب اخر الليل وهجبلك الورق بس زي موعدتني كل اللي بعمله ده بعيد عني
لازم جواد هو إللي يكون في صورة...."

"تمام وانا هرن عليكي تاني يوم أطمن بنفسي...سلام يابسمة وربنا معاكي...."اغلق الهاتف وهو يزفر بحنق خوفاً عليها وعلى مستقبله من تلك القضية المشوشة في معرفة حقائقها !...

اغمضت عينيها بتوتر وريبة تعتريها بسبب تلك الخطوة المُكلفة بها من بداية لقائها بـ(آسر)

"جواد انتَ هنا من أمته...."التفتت خلفها بهدوء لتجده يقف أمام أطار باب غرفتهما يتطلع عليها بعيون مبهمه غامضة لا تفسر معنى تلك النظرة

خذلان.... غضب....خزي.....مُقت ....

"مالك متوتره كدا ليه شوفتي عفريت...."قالها ببرود وهو يغلق الباب خلفه....

قالت بريبة مُتلعثمه....
"لا بس انتَ خدتني هو انت دخلت امته انا محستش بيك...."

"وزي هتحسي بيه وانتي...."بتر جملته عمداً ليكمل ببرود.....
"وانتي سرحانه...على العموم لسه داخل دلوقت...وخارج كمان...."

"خارج؟...خارج فين...."

"عندي شغل واحتمال مقدرش إرجع غير الصبح يعني يمكن ابات في شقة عيسى...."

"براحتك...."قالتها وهي تعود للجلوس بذهن مُشتت وشارد.....

تقوس فمه باستهزء قبل ان يدخل غرفة الملابس لتبديل ثيابه....
"ماهو فعلاً براحتي .."

لم تفهم لمَ تغيرت نبرته وطريقته بتلك السرعة هل يعاتبها بسبب بعدها عنه وإصرارها على الطلاق منه
ام ان هناك شيءً آخر قد اقترفته بدون ان تلاحظ
ذلك؟! ....

مُنتصف الليل....

اخذت خطواتها ببطء وتمهل على سلالم الفيلا وعسليتاها تترصد بريبه حولها وكأنها تشعر أنها
مراقبة من الجميع ، مجرد شعورك بفعل شيء خطر
مثل هذا يجعلك تشهر في عقلك عدة قصص خيالية
عن نهايتك المحتومة....

لم يصل جواد للبيت حتى الآن لكنها مُطمئنه من عدم مكوثه معها في قلب الغرفة حتى لا يلاحظ اختفائها حين تنزل الآن !....

فتحت باب المكتب ببطء وخفوت وهي تعض على شفتيها بخوف مُلتفته حول نفسها تراقب المكان من
حولها قبل ان تدلف الى غرفة المكتب وتغلق الباب خلفها....

اشعلت كشاف الهاتف فهي لا تريد ان تلفت الأنظار لها باضاءة الغرفة الشاسعة تلك....

اتجهت نحو الخزينة سريعاً محافظه على هدوء خطاها....

"بسم الله الرحمن الرحيم...."قالتها وهي تمد يدها لتبحث في هاتفها عن الأرقام المسجله عليه... بدأت
تعيد قرأتها قبل ان تمد يدها وتفتح الخزينة التي
فتح بابها فور دخول الأرقام الخاصة بها....

اخرجت عدة أورق وملفات وبدأت البحث عن تلك الأوراق المنشودة! من خلال كشاف هاتفها.....

مرة أكثر من ربع ساعة وهي تبحث عن تلك الأوراق ليصادفها الملف الذي كان بحوزتها والذي كان سبب
لقاءها بـ(جواد)ابتلعت ريقها وهي تضعه جانباً فمن الممكن ان يكون به تلك الأوراق الذي يبحث عنها (آسر) لكن اذا كانت هي فـ(جواد)سيتأدى حتماً من خلفها فقد ذكر إسمه بها يجب على الأقل اخفائها.... وضعتها داخل بنطالها من الخلف بتوتر.... ومن ثمَ بدات بالبحث لتشعر ان هناك أنفاس تشاركها في تلك الغرفة انفاس ورائحة
عطر تحفظهم على ظهر قلبها.....

بدأت ترفع كشفها بنوره المنبعث به حول الغرفة من حولها لتجد من ينير الابجورة من جواره وهو مُمد على الاريكة ببرود ....

"جـ..... جواد..."اتسعت عينيها بصدمة فور رأيته لتجده يعدل وضعيته جالساً على الاريكة باريحية
أكثر وهو يصفق بازدراء واضح....

"برافو ياحضرة المحامية..... طلعتي اشطر مني في الكدب والخداع....... لا بجد....... شابووو يامدام......


يتبع الفصل الواحد والثلاثون اضغط هنا 


reaction:

تعليقات