Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لن احرركِ الفصل التاسع والعشرون 29 - دهب عطيه

 رواية لن احرركِ  الفصل التاسع والعشرون - دهب عطيه

رواية لن احرركِ الفصل التاسع والعشرون

تسرب عشقاً لقلبي وتالم قلبي من جِمَارٌ خُلقت لتُالمني وتجعلني متأهب للهيب يفتك بوجداني
ريثما أنتظر جِمَارٌ عشقك انتظر قطرة من ابحارك
أروي بها ظمأ قلبي بعشقاً اذاقني لَهِيبُه، ولم تخمد داخلي جمار الغيرة ولا جمار اشواقه....عاشقاً انا
والعاشق دوماً يطالب بعذابه !.....

ادخلها الى غرفتهم بوجهاً أحمر غضباً ، عينيه جمرتين من النيران ، قساوة ملامحه وتشنج جسده
بتلك العصبية تبرهن ان القابع بتلك الروح شيطانٍ بمعنى الكلمة ! .....

"في إيه ياجواد....واي طريقه إللي كلمتني بيها تحت دي...."تحدثت بحدة محاولة الاستعداد للقادم ، الغير مُبشر.....

فصل المسافة بينهم واعتصر ذراعها بين يده القوية وهو يهدر بها بغضب.....
"انتي لسه بتسألي في إيه....يعني مش عارفه انتي عملتي إيه...."

"انا معملتش حاجه...."تماسكت بالعند الذي استفزّ رجولته.......أقترب منها ونزع السترة بقوة وهمجية
وهو يضع يده على فتحت ظهرها بقوة صاحاً....
"ولارف ده يتسمى إيه......العريان ده يتسمى إيه يامدام....."

ابتعدت عنه بتشنج وهي تقول ببرود.....
"العريان ده ميجيش حاجه قصاد فستان عروسة المولد اللي كنت وقف معها وكنت بتكلها بعينك..."

اقترب خطوة منها بغضب لتبتعد هي سريعاً ثلاثة خطوات ليقول هو وقتها بحنق....
"وانا مالي ومال خ*ره......أنا لي فيكي ياهانم مليش دعوه بحد تاني ان شاء الله تقف ادامي عريانه مش هقولها حتى انتي بتعملي إيه...."

"عريانه!....نفسك انتَ فى ده عشان تملي عينك أكتر منها ..."
اطبقت على أسنانها بغضب...جعلته يبتسم بتهكم وستهزء ولم يتخلى بعد عن حالة الهيجان تلك، ليرد عليها باستعلاء وثقة....
"أملي عيني من إيه لمؤخذه..انتي مفكره اني ماشي اريل على كل واحده شوية....فوقي ياقطه دي لو شورتلها هتجيلي ركعه....."

"دا شيء طبيعي ماهي من نفس عينت الأشكال اللي تعرفها..... آآه...." فصل المسافة بينهم ولوى ذراعها
خلف ظهرها وهو يقول بحدة.....
"الأشكال اللي مش عجبينك دول كانوا من كلمة واحده بيركعه تحت رجلي......"

"وانتَ مفكرني زيهم هركع تحت رجلك فوق اناا..
اااه...."اشتدت يداه أكثر على ذراعها...

هسهس بقساوة غضبٍ في اذنيها....
"انتي طول ملسانك بيطول عليه هتشوفي وش مش هيعجبك.... بلاش تجربي قلبتي عشان مش هتعجبك
يابسمة...." اتكأ أكثر على يدها لتصيح هي بتألم...

"سيب أيدي انتَ مريض ومستحيل تتغير...."

"ومين قالك ان الجوكر بيتغير.... انا هفضل كده طول مانتي كده...... انا كويس للآخر لكن تتطلعيني بقرون
وتلبسي الارف ده وتخلي ولاد الـ***يتكلمه عليكي
بشكل ده أنسي اني اتعامل معاكي بشكل ادمي...."

"وانتَ من أمته كنت ادمي...." صاحت بغضب وبرغم من آلام ذراعيها بين يداه إلا أنها تقاوم بشراسة...

صاح بجنون رجولي....
"ادمي.... عايزاني أشوفك بالارف ده وكون ادمي،
لا مركب قرون أحسن....."

"قرون.. قرون... بطل الطريقه المُقرفه دي.... انتَ إيه مبتزهقش....."

"مش لم تزهقي انتي من عنادك وردك اقصادي ابقى أبطل انا الارف ده....."

زفرت باختناق وهي تقول بحدة....
"سيب أيدي ياجواد بقولك...."

"استني شويه يمكن يكون لسه في دماغك حاجه مطلعتش ليه...."

"سبني ياجواد....."

"هسيبك ياقطة متخفيش بس قبل ماسيبك لازم تفهمي انتي متجوزه مين ولازم تعرفي اللي ليكي ولي عليكي ولارف ده تغيريه وبلاش أشوف حته
من جسمك باينه تاني....." ابعدها بقوة لتقع على الفراش أمامها أقترب منها وهو يهسهس بنبرة مهيبه...
"المرادي انا اتكلمت بلساني المره الجاي موعدكيش اني هعملها..... فياريت بلاش تعندي معايا ولا تردي
عليه لأنك غلطانه.... ولازم تفهمي كويس مش أنا الراجل إللي يقبل يعرض جسم مراتى على آلنآس....."

صدح هاتفه في تلك الأوقات ليرفع الهاتف على أذنيه
وهو يقول ببرود....
"أيوا مين...."

خرج صوت انوثي يعلمه جيداً.....
"جواد... أنا انجي...."

"انجي..... عايزه إيه...." دلو ماءً بارد وقع عليها وهي
تجلس على الفراش لترفع عسليتاها الغارقة بدموع...

أكمل هو ببرود.....
"بقولك إيه انا مش فاضي للهبل ده.. سلام " أغلق الهاتف بملل واضح على قسمات وجهه.... اتجها بعينيه نحوها مُنتظر ردة فعلها ليجدها تنهض واقفه أمامه قائلة بمقت....
"كانت عايز منك إيه وبتكلمك ليه..... آآه انتوا لسه بتتقبله مش كده بتقابلها وبتستغفلني و...."

"انا ماشي....."اتجها نحو الباب عازم النية على الذهاب تارك قلبها ينفطر بلوعة الغيرة....مسكت
ذراعه واجبرته على الوقوف وهي تصيح بتشنج...
"استنى هنا رايح فين وسيبني... انا بكلمك ا... "

استدار لها مُبتلع باقي حديثها بين شفتيه كم هو مجنون بعصبيته المُفرطة وجسارة غيرته عليها اللا نهائية لوهلة يصاب برغبات نحوها والتي تشعلها
بعنادها وكبريائها أمامه، هي غيرهم يُبرهن ان كانت
مثل تلك النساء اللَّوَاتِي يركضون خلفه واقعين بعشق
قوته وجذابيته وامواله وما يمتلك !... لو كانت مثلهم لمآ كان الآن باحضانها لمآ كان الآن يقبلها بنهم مُكتشف مسار ارتوى اشواقه منها مُكتشف ملاذه بقربها ، لمآ تختلف عنهم ولمآ عشقها بجنون لمآ هي القادرة على اغضابه وانفعالاته اللا منتهية عليها لمآ
هي ولمآ تأثر بها سيجن حتماً من عنادها سيجن ان لم تخضع لحبه وتخضع لاومره سيجن من كبريائها
وسيجن من عشقه لهذا الكبرياء وتلك الشخصية التي
لم تكن من الأمنيات يوماً ان يقع بحب امرأة عنيدة قوية مثلها !...

أبتعد عنها وهو يلهث بقوة تارك جبهته تستند عليها بعدما أطرق برأسه لفرق الطول بينهم.....

برغم من إعصار المشاعر داخلها والذي أيقظها بقبلته ولمساته الا أنها كانت تحارب بانفاسها المُتسرعة غضباً

"مبقتش عارف اعمل إيه معاكي يابسمة.... أنا خلاص بدأت اتجنن بسببك...." قالها بلوعة مُحب مُتيم بها...

زمجرت بحدة وكانت على وشك البكاء وهي تقول...
"انتَ بتروحلها مش كده.... انتَ مفكر إنك لم تبوسني
هنسى مكالمتها ليك انا مش هبله وعارفه انكم لسه بتتقبله مش كده......"

"لا مش كده..... ولو في بينا حاجه هكلمها ليه كده..."

"آآه.... لا دي بس تمثليه بتعملها ادامي ...."

"انا مبعرفش امثل....."

ابتعدت عنه بقوة وقالت باقتضاب..
"انتَ اشطر واحد في تمثيل....."

"آآه.... بس مش معاكي....." قالها وهو يرمقها بمصدقية....

"مستحيل اصدقك.... انتَ لسه على علاقة بيها..."

"انا مش مجبور أعمل كده.... بس خدي التلفون وتاكدي بنفسك....." مد الهاتف إليها بسأم وهو يرمقها ببرود.....

لم ترفض بطبع سحبت الهاتف بضيق لتجده مُغلق
بكلمة سر.... تشنجت علامات وجهها وهي ترجعه إليه مره آخره قائلة....
"خد افتحه....."

حك في رأسه وهو يوليها ظهره متوجه نحو الحمام مُجيب إياها بغيظ من شكها اللا نهائية في حديثه...
"اكتبي Basma هيفتح....."ضيقت مابين حاجبيها بأستغراب، ليختفي هو مُغلق الباب خلفه....

فتحت الهاتف وانارة لديها قائمة الاتصال لتجد آخر مكالمة لم تكن مسجلة بأسماء.....آجرت اتصال برقم وعلامات وجهها لا تخلو من القساوة....

فُتح الخط لتهتف انجي بصوتٍ اثملته الخمر....
"جواد كنت متاكده إنك هتكلمني...."نزلت دموع انجي وهي تهتف ببكاء وثملة...
"جواد أنا بحبك أوي....بلاش تبعدي عني انا مش قادرة أعيش من غيرك.....خلينا نرجع و اوعدك معملش اي شوشره ولا حتى مراتك هتعرف...بس خلينا نرجع لبعض انا مش قادره اعيش من غيرك
أبوس رجلك ياجواد انا مش قادره أتحمل بُعدك
وحيات اي حآجه حلوه مبينا تعالى نرجع...."
لمَ، لمَ لجم لسانها بعدما كانت تنوي سبها بافظع الكلمات،هل اشفقت عليها إصابة الشفقة نحو مُحبت
زوجها....تريثت كثيراً مُنتظرة إنتقاء الكلمات حتى تقلل من الجسارة المُهينة معها....هتفت انجي بصوتٍ مبحوح....
"جواد...ساكت ليه مش بتردي عليه ليه مش مصدقني مش مصدق إني بحبك ولم بعدت عرفت اهميتك عندي....يمكن كانت علاقتنا مجرد شهوة ورغبة بينا بس انتَ عارف إني حبيتك وأنك مش زيهم.....انتَ غيرهم و وجودك جمبي هيغنيني عن الدنيا كلها....."

كانت صامته تستمع لبوابل ترجيها الرخيص مُنتظرة اي شيء ينصر غضبها وشكها لكن كلما تزايد الترجي
الشابه بالعاهرات زادت حالة الاشمئزاز لديها منها ومن نفسها ومنه هو..هو الذي يعلق النساء بحبه وهيمنته ويتركهم يتجرعون ذلة بعده....هل تغضب
منه ام منها ام من نفسها فهي واحده منهم ولم تختلف عنهم إلا بلقليل القليل فقط،
هي زوجة لأجل مسمى حين يمل منها او حين يشاء قلبها بتخلص من وباء عشقه أيهما أقرب.....أعتقد أن كلاهما أبعد من الممكن....

أغلقت الهاتف بوجهها وهي تتافف بانزعاج من قلبها المُشفق على الجميع تارك نفسه ينفطر قهراً وحزنٍ بمفردة...

"ليه مردتيش عليها...." هتف من خلف ظهرها ببرود..

اعتصرت عينيها بوهن غير قادرة على الرد عليه...

"خوفتي تجرحيها...." أجابته تصحبها سؤالٍ....

ابتسمت بضراوة وهي تقول له....
"مش بيتسمى خوف بيتسمى رحمة....."

"رحمة؟...." تذوق طعمها على لسانه

"مش سهل تدوق حد من نفس الكأس حتى لو كان مبينكم خصومه....."

تقوس فمه باعجاب ليتحدث بفظاظة .....
"حلو الرحمة دي... ياريت تبقي تشليلي منها شوية..."

استدارت له ورمقته بعسليتاها بتحفز ولم تعره أجابه
ينتظرها بتلك الهالة المحيطة به.....

جلست على الفراش وتحسست بيدها موضع آلآم ذراعها الآخره لتشعر بتألم من بين آثار قبضة يداه القوية عليها ....

"بتوجعك...." سالها وهو يحدج بها باهتمام...

"هتفرق يعني...." قالتها ساخرة لتشيح عينيها بعيداً عنه، وقفت ذاهبه الى غرفة ملابسها ليوقفها هو بقبضة يده بلطف قال....
"وريني إيدك...."

"مش لازم.... روح كمل سهرتك...."

"أسمعي الكلام... مش بحب اقول الكلمه مرتين..."

"وانا بقيت بكره الانفصام إللي عايش بيه معايا..."
ابعدت يداه عنها ودلفت إلى داخل غرفة ملابسها....

زفر بحدة وهو يرمقها بغضب من اصرارها وتحديها أمامه.....

خرجت من غرفة الملابس وهي تحمل بين يدها ملابس مريحة عبارة عن بنطال قماش أسود وكنزة شتوية من اللون الهافان....

ولجت داخل الحمام ولم تعره إيت إهتمام برغم من وقوفه بمكانه !......

خلعت ملابسها ودلفت داخل المغطس بتلك المياة الدافئة متخللة في سائر جسدها لتمنحها أكثر شيءٍ
تود الحصول عليه الاستجمام بعيداً عن ضراوة لمساته بعيداً عن حدة كلماته بعيداً عن علاقتهم التي تستنزفها بكل ما يعتريها تستنزف عشقها تستنزف صبرها وتخلق قهراً ووهناً منه وسأمًا منها، مُعضلة
صعبه قلبها شآء للخضوع لسادية الجوكر شخصيتها
أبتّ ان تتخلى عن كيانها، أوقات تسالم بإرادتها ولحظات تزمجر به وتجرد ضعفها أمامه....

تناقض يهلك روحها يُصيبها بالمًا زريع، جسارتها أمام جسارة الجوكر حرب خاسرة منذ البداية لم تخدع أحد إلا نفسها أي حرب ستخودها في وجهه خاسرة لأنها تحمل له مالم يحمله هو لها سترأف به دوماً تفعلها لكن ماذا عنه ترى العكس، المعاكس بعينيه المُخيفة ترى انهزام قلبها وخيبة املها بنفسها،تكره تلك الزوبعات وتكره عواصف الأفكار التي إذا اتت اليه تخمد بدون ان تنطفئ داخلها !....

فتحت عينيها مُتفقده ذراعها الذي احتله علامة زرقاء تُرسم أصابعه الرجولية به ... فركت ذراعها وهي تحت المغطس وهي تتمتم بوهن.....
"بجد تعبت خلاص مبقتشي قادره استحمل بجد تعبت........" انزلت أكثر رأسها داخل المغطس لتنهمر المياة حول رأسها ، لتتحرك خصلات شعرها تحت الماء باكتر حُرية وكان تحرر الأفكار من رأسها حرر سائر جسدها معها بدون راجعه.......

______________________________________
لم تعرف كم مر من الوقت وهي على تلك الحالة لكنها كانت تحتاج الى الانفراد بنفسها بافكارها
بعلاقتهم الغير سوية.....

تنهدت وهي تقف أمام المرآة لتشغل مجفف الشعر وهي ترمق نفسها في المرآة بعدم رضا لا شكلاً بل روحاً مزالت غير مُدركه مسير المتبقي منها سينتهي اين ولمن !.....

طُرق على باب غرفتها ، أغلقت هذا المجفف وهي تبتعد مُتجها نحو الباب على يقين ان الطارق ليس هو فهو يقتحم بدون استئذان.....

"بسمة..... اختفيتي فين كل ده.... معقول دا الحفلة الممله خلصت خلاص...." قالتها أسيل وهي تدلف داخل الغرفة....

إبتسمت له بسمة ولم تلامس عسليتاها المرح
وهي تجيبها بهدوء.....
"كويس اني اختفيت من الملل بدري بدري...."

جلست اسيل على حافة الفراش وهي تزم شفتيها بعتاب....
"عشان ندله كُنتي قوليلي كنت خلعت معاكي..." تريثت اسيل بمكر قبل ان تقول....
"آآه صحيح إزاي مخدتش بالي إنك خلعتي مع جواد.... هو انتوا كنتوا بتعملوا إيه هااا إيه..." هزت رأسها بطريقة مُضحكة لتطلق بسمة ضحكة خرجت
من وسط ظلام حزنها.....
"يخربيت دماغك دانتي فظيعه......"

"انا برده اللي فظيعه ولا ابن خالي اللي مش صابر لحد مالحفله تخلص......"

إبتسمت بسمة بتهكم وهي تتمتم بخفوت....
"آآه مش صابر لحد مالحفله تخلص....."

"مالك يابسمة.... انتي كويسه.... هو جواد مزعلك..."

هزت رأسها وهي تجيبها ببساطة مُصطنعة....
"مفيش حآجه ياسيل مشاكل عادية...."

وقفت أمام المرآة لتمشط شعرها وهي تستمع لهمهمات أسيل التي صمتت مُتفهمة الأمر فهناك أشياء تظل بقبو أصحابها لا يشاركها أحد ريثما يود هذا ....

"قوليلي يأسيل ماما أنعام لسه تحت...."

هزت رأسها بنفي....
"لا دي نامت من ساعة كده يعني بعد ماخدت العلاج... على فكره سألت عليكي كتير بس انا قولتلها إنك مع جواد فسكتت وطمنت......"

"يعني مفيش حد تحت دلوقتي...." تسأل عليه هي تفعلها كالبلهاء.....

"كله نام.... يعني قصدك جواد ...."

"لا مش جواد يعني انا بسأل عادي...." هتفت بتردد

اجابتها أسيل بيأس فهي تعلم مغزى سؤالها....
"عمتاً هو اختفى معاكي ومشفتهوش من ساعات مامشي معاكي...."

"يعني إيه.... تفتكري رحلها...." قالتها بشرود وصدمة

"هي مين دي إللي رحلها....'" تساءلت أسيل وهي تحدج بها بستفهام.....

نظرت لها بسمة قليلاً لتشيح بوجهها عنها وهي تقول بتردد.....
"بعدين هقولك يأسيل.... مش هعرف احكيلك دلوقتي..."

"ولا يهمك ياحبيبتي وقت متحبي......" قالتها بلطف وهي تنهض لتتثاب وهي تقول....
"انا لازم اسيبك دلوقتي لحسان تعبانه أوي من السهر ونفسي أنام يومين تلاته كده....."

ضحكت بسمة بخفوت لتعلق على الحديث بسخرية..
"يومين تلاته إزاي انتي مش عندك شغل في المعرض..."

"يابنتي خليني اكدب شوي.... ايوا ياستي عندي شغل وهروح حاولي الساعه تسعه كده دا غير المسابقة اللي هتبدأ الاسبوعين الجايين دول واديني شغاله على الوحة إللي هقدمها فيها ....."

"مسابقة؟.. انتي لسه مصممه على السفر يأسيل...."

وقفت عند الباب لتفتحه وهي تقول بحزن...
"مش موضوع تصميم بس انا سيبتها على ربنا ولو لينا نصيب في بعض هنشوفه مهمآ عَندنا إحنا الإتنين..... يلا تصبحي على خير...." أغلقت الباب
وراها متوجهه نحو غرفتها في ذات الطابق وجدت
من يجذبها عند باب غرفة مُعينة تحفظها على ظهر
قلبها.....

هتفت بصدمة......
"سيف...."

أغلق الباب واسند ظهرها خلفه ليتعمق بعينيها السوداء وهو يقول بتنهيدة حارة....
"انا بحبك......بحبك أوي يأسيل...... "

توسعت عينيها بصدمة وهي تحدج به لتجده يبكي وهو يمسك بوجهها بين يداه قائلاً بلا وعي....
"أسيل بلاش تبعدي عني زيها..... انا مش هقدر أعيش
من غيرك..... بلاش تدوقيني نفس اللي دوقته معها.. هي بسبب تهورها وستهترها ماتت وسبتني... وانتي بسبب عنادك وتكبرك على حبنا عايزه تسفري وتبعدي عني..... ليه كلكم عايزين تثبتو ليه أنكم أقوى مني ليه مقدرتش أبقى أقوى من( أمل) وحصلها ليه عيشت على حبها كل ده.... وليه انتي قادره توجعيني وانا خايف اوجعك ليه انتي قادره تقفي ادامي وتقوليلي هبعد عنك وهسافر وانا مش قادر حتى أقولك أمشي وكملي حياتك اللي اخترتيها بعيد عني.... ليه.... ليه يأسيل.... ليه ردي عليه.....
ليه انتوا الاتنين أقوى مني.... لي عشان حبتكم أبقى اضعف من إني أقول لا ليه..... ليه ردي عليه ليه كل ده بيحصل معايا ليه...."

ينهار احقاً ينهار ويبكي أمامها هل هذا هو
(سيف الغمري) هذا مايراه وما يشعر به....

هل تغمرها السعادة الآن باعترافه بالحب، ام تنتظر ان تلم شذرات قلبها المُتفرقة.... هي في خانة حبيبته هي بجانب أمرأه آخره يقارن حبه الأول والقديم بحبه لها...

هل يعترف بحبها ام يعترف بشوقه لأخرى ؟،
ماذا يريد ماذا يود ان يسمع... يود ان ترمي نفسها داخل احضانه وتغمره بحبها واهتمامها يريدها مسالمه لكل هذا

لا، لن تقبل!

أي علاقة تلك اي علاقة حب تلك التي تجبرك على
خوض جراحها قبل الانغماس بلذة مذاقها، اي علاقة تلك التي تسرب الحزن وليأس الى جسدك وسار يجري مكان دماءك اي علاقة تجلب الحب وهي تشتاق للماضي بشراسة !.....

"سيف انتَ تعبان ولازم تنام.." صعب تفوه بأكثر من هذا فهي تشعر بحالة أسوأ منه الآن بعدما أدركت مشاعره بأكملها نحو كليمها.....

وضع يده على خصرها وقربها منه غمس وجهه بعنقها دافنه أكثر بها انتباته حالة من اللا وعي، وقد انفجر صبره وضاقت أنفاسه ليجد لسانه يحكي لها اوجاعه، ولكنه على يقين انه حين يفيق من تلك الحالة سيشعر انه أقل من ان يتطلع عليها مره آخره.... الضعف ودموع شيئاً لم يشاركه مع أحد هي أول من تراه كطفل مشتت هي أول من تدرك وتسمع صدق أقواله مع نفسه ومعها.... لكن ماذا بعد؟، هل هذا سيجدي نفعاً ام ان العلاقة تعقدة أكثر بينهم لا يعرف لكنه يشعر بالملاذ معها وهذا يكفي يكفي بنسبه له لكن بنسبه لها ما هو شعورها الآن....

قد دُمرت وهذا الأمل الذي كانت تنتظر بصيصة نورٍ منه قد تبخر ليتحول الأمل الطفيف الى قتامة بدون هوادة على قلبها !.....

"خليكي جمبي يأسيل عشان خاطري بلاش تبعدي عني...."قالها وهو يغرق عنقها بدموع...كل شيء يقتلها هنا... أنفاسه ، دموعه ، ضعفه، الذي يصدمها كلما تزايد أمامها، لا تحب ان تراه هكذا لا تود رأيته بشكلاً لا يليق بشخصيته حتى ان دمره الحب ليبكي عليه حتى ان كانت أحد أسباب بكاءه لم تتحسن هكذا ولم يروق لها أفعاله تلك.....

"سيف كفايه عشان خاطري....انا مش حبه اشوفك بشكل ده عشان خاطري كفاية...."

"خليكي معايا يأسيل...انا بحبك...."قالها وهو يُقبل عنقها مُشدد أكثر على خصرها ...

"مش هقدر ياسيف عشان خاطري افهمني....."على حين غرة أبعدها عنه ليرتطم ظهرها بالباب أكثر و بقوة المتها قليلاً ....

لم تنصدم فهي تعلم أنها تصنع البعد بعنادها وهي قد أدركت ان حُبهم مشتت والعلاقة اصبحت مليئه بالمسافات برغم من قربهم......

" تقدري تمشي..."قالها وهو يوليها ظهره محاول التحدث بأكثر ثباتٍ....

"سيف أنا....."حاولت التقدم منه لكنه اوقفها بحدة...

"أمشي يأسيل ونسي اي حآجه حصلت....انا مش محتاجك جمبي...."قال اخر كلماته بصعوبة وكانه يحارب إياها مُتظاهر أمامها بالقوة....لم يسمع شيئاً الى باب غرفته يُغلق بعدها....
_____________________________________
تقف امام حاجز شرفتها تحتضن نفسها بكلتا يداها
جسدها يتسرب الهواء البارد إليه رويداً رويداً،يشتعل
عقلها وقلبها بالافكار عن سر اختفائه الآن والذي طال وحديث(أسيل)اصابها بالريبه أكثر......تاففت بازعاج من عواصفها التي لا تهمد داخلها.......

ابتعدت عن الشرفة ولجت الى غرفتها لتجذب هذا (الشال) الصوف ووضعته حول منكبيها متوجها الى
الأسفل حيثُ حديقة المنزل الشاسعة لعلها تجد الملاذ بها وتنسى التفكير فيه .......

نزلت على سلالم المنزل لتسمع أصوات رجولية تنبعث من غرفة المكتب.....

قطبت حاجبيها بشك واقتربت نحو الباب لترهف السمع لم يُقال بداخل.....

هتف رجلاً من الجالسين.....
" يبقى إحنا كده متفقين جواد هيسلم شُحنة الهروين الأسبوع الجاي..... "

هتف جواد بأعتراض....
"مقولتلك ياسيوفي بيه انا مليش في الهروين أنا سلاح بس.... أسلحة فقط وكلكم عرفين كده..."

صاح السيوفي بأستهزء...
"وهي هتفرق يعني ياجوكر مكلها ممنوعات...."

"بنسبه ليه انا بتفرق كتير.." قالها بإصرار حاد...

دخل زهران بينهم ليهدأ الجو المشحون....
"طب أهدى أنتوا الاتنين وتعالوا نحلها.... انا هشوف لسيوفي حد من رجلتي يصرف بضاعة الهروين... وجواد يطلع الطلعة الجاي بشُحنة الأسلحة ها متفقين ولا هنقضي القعدة خلافات
ملهاش لازمة...."

قال السيوفي وهو يتجرع من كوب النبيذ ....
"انا عن نفسي موافق مقدرش أزعل الجوكر مننا... المهم هو ميكنش زعلان...."

"مفيش زعل في شغل ولا اي يازهران بيه..." وجه حديثه لزهران الذي ابتسما بتصنع وهو يقول
"طبعاً تعالو بقه نشرب كاس في صحة الصفقات الجديدة وشغل إللي جاي...." مد يده لهم بكوب من الخمر ليتجرع منه مرة واحدة مشاركة الشرب (السيوفي) الذي نظر لجواد بسخرية وقال...
"مش بتشرب لي ياجواد أوعى تقولي إنك لحد دلوقت مجربتش النبيذ وطعمه.. دا انتَ فاتك كتير اوي..." تجرع مره آخره بعدما سكب مره ثانيه في هذا الكوب الزجاجي....

نهض جواد ببرود وهو يطفئ سجارته بالمنفضة
ليقول ببرود هادئ.....
"الخمره ليها ناسها!..... انا ماشي سلام..."

اتجه نحو باب غرفة المكتب ليفتح الباب ليجدها أمامه تقف تنظر له بعسليتين تذرفين الدموع بكثرة.....
"بسمة ...."صمت ولم يعرف بماذا يُجيب ليقف أمامها كالخائب في انهزام.....

" طلقني..... "لفظت الكلمة وصعدت بسرعة على سلالم المنزل عازمة النية على الإبتعاد عنه وللابد...

تخلل أصابعه بين شعره بقوة وهو يتفقد اختفائها
داخل غرفتهم......
______________________________________
ازداد وهنها وتعالى نحيبها لتبكي بحرقة غير مُصدقه أنهُ خدعها تعرضت للخداع والكذب من قبله

كاذب.... مخادع....مجرم....مريض بقساوة وساديته المتلمسه منه....اي خطأ اقترفته في حياتها لتقع في
قبو قتامة شخصيته....

مسحت دموعها ودلفت الى غرفة الملابس سريعاً بدلت ثيابها بأخرى خروج، ولمت شعرها باهمال على شكل كعكة وجذبت حقيبتها لتضع محتويتها الخاصة ومن ثمَ القتها بجانبها بعصبية لتذرف الدموع بكثرة
وهي تجلس على المقعد مُطأطأ برأسها قليلاً لترتدي
حذائها الرياضي....

ازداد نحيبها أكثر وهي تربط عقدة الحذاء لتشعر به
واقفًا أمامها وهو يقول ببرود...
"انتي راحه فين...."

نهضت بعصبية وجذبت حقيبتها وهي تمر من أمامه...

مسك يدها واوقفها بغضب....
"مش بتردي عليه ليه ولبسه كده وراحى فين...."

"ملكش دعوه أروح مترح ماروح....و ورقتي توصلني ياجواد....انا مستحيل أكمل معاك او أثق من تاني في واحد زيك...."احتدت عسليتاها وهي ترمقه بازدراء

"مفيش زفت مشيان...ولا في طلاق انسي الهبل ده نهائي....."حدثها بجسارة وقساوة وعيناه لا تحيد عن اعينها ....

"يابجحتك....ليك عين ترد وتكلم....."

"لمي لسانك يابسمة انا لحد دلوقتي بكلمك براحه..."

"اي ده بجد انتَ ناوي تمد إيدك كمان عليه..."ضحكت بتهكم وهي تهتف بستهزء ....
"مش بقولك بجح...."

"بسمة...."هدر باسمها بقوة وهو يجذب جسدها بين يداه جاعل ظهرها يرتطم بقوة في المرآة خلفها....
"اياكي تطولي لسانك تاني عليه.... ونسي إنك تمشي ومفيش طلاق فهمتني...."

تفوهت بعناد....
"لا مفهمتش...... أنا همشي وهطلق منك.. أقولك انا هرفع قضية خلع...."

"خلع!....مش لو خرجتي من البيت أصلاً...."

تشنج جسدها فور تلك الكلمة لتهتف بستفهام...
"قصدك إيه؟.....انا"

"انتي هتفضلي تحت إيدي ومش هتخرجي من هنا غير لم اتأكد إنك شلتي الهبل ده كل من دماغك..."

"مستحيل انسى طلقي منك.....انا مش هعيش مع مجرم ياجواد مش هعيش مع مجرم..."انهارت بصوتٍ عالٍ أمام عيناه المُخيفة.....مسك يداها بقوة بين كلتا يداه وهو يقول بغضب مماثل لها....
" هتعيشي معايا يابسمة بإردتك او غصب عنك هتفضلي معايا.....وبعدين انتي اتجوزتيني كده وحبتيني كده جايه تغيري اي دلوقتي ..."

"جايه أغير إيه؟...انتَ ليه مش حاسس بكرثه إللي إحنا فيها....انتَ بتاجر في سلاح انتَ بتقتل انتَ بتحرق انتَ مجرم ياجواد مُلقب في لارف ده بجوكر
اللقب إللي فخور انك اخدته وكانه شيء يشرف وكان كل إللي بتعمله شيء مُشرف ...."

"مُشرف يابسمة بنسبه ليه مُشرف أنا هفضل كده ومستحيل أتغير عشانك او عشان حد...."اعطاها ظهره وهو يحارب شياطين غضبه من حديثها الذي
يستفز سائر جسده ونظرت عينيها القاتلة لروحه كثير هذا عليه مثلما يعلم أنها كثيرة جداً عليه!.......

وقفت أمامه ونظرت إليه بضراوة وهي تقول بحدة..
"بلاش تتغير عشاني أفرض إني قبلت بالوضع ده لو جالنا طفل هقولُ إيه....هقوله أبوك بيشتغل إيه...أفرض موت او اتسجنت ونهايات دي في شغلك
مشهوره أوي ساعتها عارك هيفضل ملزمني أنا وابنك طول العمر....."

تبدلا النظرات معها بدون أن يتفوه بكلمة لتهتف هي بوهن....
"معندكش رد مش كده،وانا كمان معنديش الشجاعه إللي تخليني أصبر لحد موصل معاك للمرحله دي..."
اتجهت للخارج وهي تمسح الدموع بظهر يدها وقفت
أمام باب غرفتها المُغلق وهي تتفقد الغرفة من حولها بحزن لمَ دمرها قلبها ليصل بها الى تلك المرحلة لمَ
اصابها بعشق قاسي لِمَ دلفت دائرة السوء بجسارة
كالبلها مُتشبكه بأمل إصلاحه، خُدعت بوعد كاذب
سلمت جسدها للمجرم مُخادع، هل تكرهه ام تحبه
ام تشفق على ادمانه للمعاصي بجميع انوعها، أخطأت
خطأ يصعب إصلاح، كارثه تسبب بها قلبها
الإبله....

"غبيه يابسمة غبية....."لفظتها بخفوت وهي تستدير لتفتح مقبض الباب لتجده موصد والمفتاح ليس في المزلاج......استدارت ناظرة نحو غرفة الملابس بحدة
لتجده لم يخرج خلفها بعد......

اتجهت نحو غرفة الملابس مرة آخره بتشنج ووجهاً متوهج بالانفعال والبكاء.....

"تسمح تجيب المفتاح...."قالتها وهي تدلف الغرفة وجدته يجلس على المقعد يشعل السجارة يتنفسها بشراهه......

"ريحي نفسك يابسمة انا قولتلك مش هتخرجي يعني مش هتخرجي....."

اقتربت منه بعصبية وهي تقول.....
"يعني إيه مش هخرج انتَ أكيد اتجننت...."

انتصب في وقفته أمامها وهو يلقي عليها نظرة شيطانية قبل ان يقول بتهديد....
"دا مش جنان انا بس خايف على جوز أختك الغلبان وهو راجع كده من الشغل عربية تاخده في سكتها...
ساعتها أختك هتتقهر وهي ارملة ومعها عيل صغير لا وكمان حامل بزمتك مش حرام عليكي تكوني سبب تعاستهم للأبد بسبب عنادك ولسانك الطويل...."

رجعت ثلاث خطوات للوراء بخوف وارتياب منه لتضع يدها على فمها تخفي شهقاتها وهي تتمتم بصدمة....
"انتَ بتقول إيه.....أنت عايز تموت أمجد...."

ابتسم بتهكم مريض وهو يجيبها...
"إزاي بس هقتله دا انتي حتى بتصلي وعارفه إن كل إللي هيحصل ده قضاء وقدر...."

"انت مش طبيعي انتَ بجد انجننت هم زنبهم إيه زنبهم إيه....."اقتربت منه بسرعة وانقضت عليه بقسوة كالمجنونه وكان إلقاء الأول بينهم يعود من جديد لكنه يتجسد بمشاعر صعب ان تتخطاها معه !...

شبك يدها بقوة مع بعضهم وشل حركة قدميها بخفة
ومهارة ليهسهس باذنيها بضعف....
" انا مش عايز حد غيرك يابسمة خليكي معايا خليكي جمبي.... "حاولت التملص من بين يداه القويتين بقوة وعناد وهي تقول بغضب...
" مستحيل أكمل معاك..... علاقتي بيك من البداية كانت غلط.... والغلط ده لازم اصلحه.... "

"مفيش غلط بيتصلح..... وعلاقتنا هي انضف حآجه حصلت لي.... ليه عايزه تدمريها بعنادك...." شد أكثر على ذراعيها حتى تستسلم لقوته الذي تفوقها بمراحل......

"مستحيل تفضل نضيفه وسط الارف ده كله مستحيل انا ندمانة على كل حاجه حصلت مبينا
ندمانه اني في يوم حبيتك ياجواد ندمانه.... إنتَ خدعتني خدعتني ومستحيل اصدقك من تاني..."

"كان لازم اعمل كده انتي كنتي عايزه تسبيني كنتي عايزه تبعدي عني......"

"يارتني بعدت وقتها قبل مـ...."

قاطعها بقسوة وجسده بدأ بتشنج لتزيد حالة العصبية لديه.....
"ندمانه اني لمستك مش كده...... انتي كنتي مفكره أن في حد غيري يستحق الحاجه دي..." جعلها تنظر إليه أكثر ليطبق على أسنانه مُتحدث بصوتٍ مُهيب...
"أنا بس إللي استحقك يابسمة أستحق حبك وقلبك وجمسك ده ملكي حضنك ده بتاعي كل حته فيكي بتاعتي ومستحيل حد يأخد حآجه ملكي يابسمة مستحيل..."
نزلت دموعها بكثرة وهي تحدج به بخوف....
"أنت مريض..... مريض أبعد عني....."

هز جسدها بقوة بين يداه وهدر بها بحدة...
"مريض؟.... لو فعلاً انا مريض يبقى مريض بحبك مريض إني حبيتك وتعلقت بيكي....."

هل تنعش قلبها المُتهشم الى شذرات مُبعثرة الآن أنهُ يُحبها هل تثبت لعقلها أنها حبيبة القاسي هل تثبت لجسدها أنها سلمته لعاشق وليس مخادع، لا تشعر بسعادة لا تشعر بشيءً ، هل يظن أن كلمته ستنعش روحها بعد ان قتلها بوجه الشيطان هذا، بعد ان رأت كيف تكون مقدرتها لديه..... لن يحررها من براثن القسوة ولن يرحم قلبها وسيذيقها فُقدان عائلتها واحداً تلو الآخر سيدمر الجميع بسببها لن تذكر دمارها فهي دُمرت وانتهى الأمر بنسبة لها.....

"مش هو ده إللي مُنتظره منك....."

نظر لها بعدم فهم وهو يتشدق بـ...
"يعني إيه....."

"يعني انا عايزاك تطلقني.....طلقني طلقني ونساني ياجواد....."نزلت دموعها ليختفي اللون العسلي الصافي ويحتل مكانه لونٍ داكنٍ يعبر له عن مدى الخزي الذي تشعر به وهذا الوهن المرسوم على
قسمات وجهها بوضوح.......

"مش هقدر أطلقك أنا عايزك جمبي....."

كاد ان يطرقها ويذهب لكنها فعلت مالم يتوقعه جثت على ركبتها وجذبت يده لتُقبلها وهي تقول وسط نحيبها العالٍ بتوسل يثير الشفقة نحوه ....
"أبوس إيدك ياجواد.... إرحمني من السجن ده انا مش هقول أي حاجه لحد ولا هسمح لنفسي مجرد تفكير بس اني أفكر في أي حآجه سمعتها في البيت ده بس طلقني ونساني وانا أوعدك إني هنساك..."

نظر لها بصدمة لهذا الحد تود الهروب منه لهذا الحد تطالب بطلاق بأستماته والاحاح، تتوسله وهي جالسه
تحت قدميه تتوسله ليتركها وشانها، تتوسله بكل ما أتت من قوة لهذا ألحد كأن يتجرع بعشقها وادمن
وجودها بجواره وهي في للحظة تجثي تطالب بأن
يحررها من رٱبط علاقتها معه، وإذا حررها الآن من سيحرر قلبه من عشقها من سيفعلها؟ان كانت قادره على فعلها فلتفعلها وتحرره من للعنة حبها.....

جثى على الأرض أمامها ليحاوط وجنتيها بكلتا يداه
ونظر لها بلين قليلاً لتبادله هي النظرات بريبه وخوف...
"مش هقدر يابسمة..... انا عايزك جمبي عايزك معايا ومش هرتاح لم أبعدك عني وطلقك صدقيني مش هرتاح....."

"بس أنا...." قاطعها بقوة وهو يقرب وجهها منه أكثر واعينهم في صراع قاسي....
"انتي راحتك معايا انتي بتحبيني وانا بحبك.... اديني فرصة اثبتلك ان شغلي مش هيأثر على حياتنا وان مفيش حآجه هتمسك ولا هتمس ولادنا فيما بعد..."

نزلت دموعها في مسار متعارف لتقول بصوتٍ مبحوح.......
"انتَ مش فاهم حآجه ياجواد..... مش فاهم حآجه.... إحنا مش هننفع لبعض.... حبي ليك مش كفايه وامتلاكك وهوسك إللي بتصنفهم حب برضه مش كفاية ومش هياذى حد غيري بلاش تأذيني أكتر
من كده ياجواد انا بجد تعبت ومبقتش قادره استحمل اكتر من كده معاك....."

قبلها من قمة رأسها وهو يقول بخفوت....
"أنا مش هتنزل عن حقي فيكي يابسمة مش هتنازل ولا هبعد عنك ولا هسمحلك تبعدي عني.... فاهمه..."

ألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن يخرج من الغرفة بأكملها ويتركها تتجرع قساوة قلبه وهوسه الذي صُنف عشقاً واعترف به اليوم !....

ارجعت ظهرها للخلف لتستند على المرآة خلفها وتضم قدميها الى صدرها لتحتضن نفسها بقوة وكأنه
قاربت على فقدان روحها وكم كانت الأمنية الاخيرة لهآ قبل ان ينتابها حالة من البكاء مرة آخره.....

بعد ان افرغ كل غضبه بتلك السجائر دلف إليها بعد عدة ساعات لم يعرف مقدرهم بعد، وجدها نائمة
على الأرض الباردة تضم جسدها كالاطفال وكأنها تخشى شيء او أصابها الزعر من شجارهم الحاد وحقيقة شيطانه اللعين أمامها، حقيقة كانت كفيلة بأن تهدم ماتبقى من أمال داخلها نحوه !....

مالى عليها وحملها متوجه بها نحو غرفة نومهم حيث فراشها........

وضعها على الفراش ودثرها جيداً بالاغطية ليقبلها من جبهتها وهو يقول كلمة خرجت من صميم قلبه..
"أنا آسف....."

وهل سيجدي نفعاً هذا الأسف هل حقاً سيدوي جراحها ام سيمحي (الجوكر)بداخله إذا تقبلته يوماً !....

مُعقدة تلك العلاقات والحوار بها حرب خاسرة مهم شهرت القوة ولاسلحة الفتاكة ؛ لن احرركِ محور
يفتقد للرحمة بقلوبهم وكم كان العنوان يليق
بهم!.......
______________________________________
اليوم الثاني صباحاً....

تجمع الجميع في بهو الفيلا ولكل ينظر للآخر بعدم فهم.....

هتف زهران بملل وهو ينظر نحو جواد ....
"أي الموضوع المهم إللي كنت عايز تكلمنا فيه ياجواد...."

بدأ جواد يقشر ثمرة البرتقال بسكينة حادة أمام أعينهم مردداً ببرود...
"مش لمَ لميس تشرف يعني مينفعش أفتح الفيديو وهي مش موجوده......"

رمقه زهران بريبة مردداً بتوتر....
"هي نزله دلوقتي.....هو الفيديو ده في إيه بظبط "

"مفاجأه هتعجبك أوي ياعمي...." وضع قطعة من البرتقال بفمه لتاتي عيناه بعسليتان يحدقان به
باستهجان.....

نظرت أسيل الى ساعة يدها باستعجال...
"هو لازم اتفرج على الفيديو ده يأبيه معاكم ..."

"طبعاً العيلة كلها لازم تشوفه...." اجابها بنبرة مبهمه

نظرت له أنعام بستفهام....
"يعني في إيه الفيديو ياجواد وترتنا جمبك...."

"متقلقيش يانعام هانم كل هيبان دلوقت... بلاش استعجال...." نظر جواد نحو سيف الشارد ليساله بسخرية....
"مش ناوي تسأل انتَ كمان الفيديو في إيه...."

رد عليه باستنكار وهو يقول بعدم إهتمام.....
"مش فرقه كل حاجه هتبان دلوقتي...."

"ولا أنتي يابسمة....." نظر نحوها لتتشنج قسمات وجهها وهي تُجيبه بحنق....
"لا مش عايزه أعرف...." حاولت الحفاظ على طريقتها أمام جميع من حولها فهم لم يعلمو بعد بكوارث التي تعرفها عنه وعن عمه المصون أمام أعينهم.....

نزلت (لميس) من على الدرج وهي تقول بتعالي...
"سوري ياجماعه لسه جيالي مكالمه من واحده صحبتي ولازم اروحلها دلوقتي حالاً..."

"مش قبل متتفرجي على الفيديو يامرات عمي..." قالها جواد وهو يلامس ظهر السكينة على كف يده ...

"سوري ياجواد بس بجد مش فاضيه لم إرجع أبقى أشوفه اصـ....." ابعدت وجهها بقوة تفاديت تلك السكينة التي القاها جواد عليها بخفة ومهارة لتثبت في الحائط خلفها والذي يبعدها بمسافة ليست بقليلة

شهق الجميع من حوله بأستغراب وزهول ... وبدأت لميس تلتقط انفاسها بصعوبة بوجهاً شاحب فهي كانت على وشك الموت حتماً بدون منازع لذلك ....

"إيه إللي انتَ هببته دا ياجواد...." صاح زهران بغضب وهو يقترب من لميس مُتفقدها بخوف...

أبتسم جواد بتهكم وهو يجيبه مُبهماً الأعين...
"متخفش يازهران بيه أكيد لو قاصد اقتلها مش هرميها بشكل ده... انا هسيبك تأخد الشرف ده
لأن في نهايه انتَ اولى بيه مني.....

يتبع الفصل الثلاثون اضغط هنا 


reaction:

تعليقات