Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لن احرركِ الفصل الخامس والعشرون 25 - دهب عطيه

 رواية لن احرركِ  الفصل الخامس  والعشرون - دهب عطيه

رواية لن احرركِ الفصل الخامس والعشرون

الخوف)
للخوف أحاسيس عديدة منهنا ، الخوف على مستقبلك ، الخوف من ماضيك ، الخوف من النهاية
واحياناً من البداية، الخوف من الانغماس في المعاصي، الخوف من تثبط قدميك في أرض لم
تكن ملكاً لك، الخوف من شعائر السعادة والأحزان
المنبعثة من وراها، الخوف من الحب وزيادة الحب
عشقاً وإذا أصبحت عاشقاً لحواء فأعلم إنك ستصيب دوماً باللعنة الخوف !....

ولج جواد لغرفة تغير الملابس بسرعه وزعر لأول مرة
يشعر به على أحد، قد فقد هذا الشعور منذ سنوات
تعد الآن عمراً لشابٍ في العشرون من عمره، لمَ تحيا داخله الآن تلك المشاعر؟....

وجدها ملقى على الأرض فاقده للوعي بشرتها شاحبه
شحوب الاموت.....

"بسمة.... بسمة ردي عليا.... مالك...." اسئله غبية مُتلهفة مُشتعلة بنيران الزعر...

حملها سريعاً متوجه بها الى الخارج بسرعة، بدون تفكير ركض على إدراج السلم هبوطاً للأسفل حيثُ
سيارته....

"في إيه ياجواد مالها بسمة...." صاحت اسيل بتلهف
تبعها سيف مُقبل على شقيقه بلهفه وخوف....
"مالها بسمة ياجواد إيه إللي حصل...."

"مش وقت اسئله دلوقتي دور العربية ياسيف... يلا بسرعة...." ركض أمامه ليلحق به سيف بعجلة...

خرجت انعام على الصوت وكذلك لميس وزهران خرج من مكتبه بتسأل....
"في إيه ياسيل اي دوشه دي...."

"بسمة ياخالو مغمى عليها وجواد راح بيها المستشفى...." اجابته بتلهف وخوف....

خبطت أنعام على صدرها بفزع....
"مستشفى ليه إيه إللي حصل....."

"مش عارفه ياتيته أنا هطلع البس ولحقهم..."
صعدت سريعاً لغرفتها ودموع تتجمع بمقلتيها خوفاً
على صديقتها الحنونه....

"جيب العواقب سليم يارب.... أتصل يازهران بجواد
وشوف حصل إيه.."

امتعض وجه زهران وامتثل لاومر والدته على مضض
رفع الهاتف على أذنيه مُنتظر رد.. لكن دون جدوى
لا يوجد مُجيب.....
"مش بيرد....."

حكت لميس في عنقها بتوتر وهي توزع الأنظار بينهم
بتوتر وصمت كان غايتها الآن فهي إذا تحدثت ستتلعثم كعادتها أمام (أنعام)التي ستشك في امرها
فوراً.....

نزلت دموع أنعام بخوف وهي تتمتم بنحيب ....
"يبقى أكيد نسيه فوق..... استرها يارب يترى إيه إللي حصل دي كانت لسه سيباني أنا واسيل وكانت كويسه يترى حصلك إيه يابسمة يابنتي ...."

_____________________________________
"دوس بنزين ياسيف كمان......" هدر جواد به بقلة
صبر وهو يجلس على المقعد فالخلف مُحتضنها بقوة
ويدلك يدها بين يداه محاولاً ايقاذها لكن بدون فائدة صامته ساكنة، جسدها عبارة عن لوحة من الثلج....

"اكتر من كده المطور هيولع.... أصبر ياجواد قربنا نوصل...." أجابه سيف وهو يقود السيارة مُركز على الطريق أمامه.....

نظر جواد إليها والى هذا السكون الذي لا يناسب عنادها وقوتها وتلك الروح المغامرة التي امتلكتها
لتقع أمامه ضحية استخلصها له زوجه وحبيبه
لم يعترف بعشقه لها حتى الآن !....

"مش هتسبيني يابسمة فاهمه.... هتفضلي معايا..."
لن احرركِ لا في حياتك ولا في مماتك فانتي للعنه
وانا ملعون بها والتحرير صيغه لن نعترف بها !...

فاق من دوامته على صوت أخيه الممسك بالهاتف مزمجر بحدة فيه ....
"لا متجيش ياسيل..... بطلي عناد.... مش هقولك في أنهو مستشفى.... يابنتي الجو زفت وشكلها هتمطر
لا.... اسيل.......... أنا زفت... طب لم أشوف خلقتك اوريكي مين فينا إللي زفت يابنت الحسيني...." أغلق
سيف الهاتف بغضب وتمتم بدون ان يلاحظ أنه ليس
بمفرده....
"بتقولي زفت أنا زفت... بنت الـ...." بلع باقي الكلمات بعد أن فاق على حمحمت جواد الحادة والمحذرة كذلك ، ليصمت بعدها بضيق......

أوقف السيارة... وخرج سريعاً ليساعد شقيقه ليجده
قد حملها على ذراعه وتوجه بها الى داخل المشفى في لمح البصر... زفر بستياء ودلف وراه.....

بعد حوالي ثلاث ساعات من فحص بسمة قد ركب لها محليل طبية ومزالت فاقده للوعي......

خرج الطبيب من غرفة الكشف....

"بسمة عامل إيه دلوقتي يادكتور وفاقت ولا لسه..،"

نظر الطبيب نظرة مبهمه قبل أن يسأله.....
"أنتَ جوزها مش كده...."

رد جواد بضيق.....
"ايوا جوزها... ممكن أعرف هي مالها....."

"هتعرف دلوقت.... بس تعالى نتكلم في مكتبي...."
ذهب معه جواد وبالتالي لحق به سيف لكن اوقفه
الطبيب بجدية......
"معلشي ياستاذ.... بس أنا عايز أتكلم مع جوزها لوحدنا....." شعر سيف بالحرج وتراجع للوراء مُربت
على كتفه شقيقه بهدوء....
"تمام.... أبقى طمني ياجواد...." أومأ له جواد الذي رافق الطبيب ولعلامات الاستفهاميّة تتكاثر داخله؟؟
________________________________
خرجت اسيل من سيارتها وسارت باتجاه مدخل المشفى وهسقوط الأمطار يتكاثر بشدة فالمطر
يتزايد في الهبوط منذ ساعة.... نفضت ملابسها
الرقيقة التي تبللت قليلاً من آثار الشتاء .....

اقبلت على سيف بلهفة...
"سيف..... بسمة عامله إيه دلوقتي...."

"بردك جيتي......لا وكمان خدتي الشتا على دماغك..."
حدثها بغيظ وغضب....

"أيوا جيت أمال عايزني اسيب بسمة لوحدها كده... وبعدين شتا إيه إللي خدت على دماغي... دول خطوتين على موصلت لمبنى المستشفى...."

أخرج منديل قطني من جيبه ومسح كتفها بضيق...
"نقطتين يعمله كل ده...." نفض النقاط الماء من على شعرها بتلك المنشفة الصغيرة ومن ثمَ جفف شعرها...
"كفايه ياسيف أنت بتعمل إيه....."

"اخرسي مش عايز اسمع صوتك.... شكلك عايز تبردي تاني وسخونيه وحقن...." زمجر بها بصوتٍ صُلب..

إبتسمت بنعومة على هذا الإهتمام المدغدغ لكيانها... لترد عليه بفتور...
"لا مش هبرد أنا كويسه اا..." توقفت لتبدأ بالعطس
بقوة....

هز رأسه بسأم....
"دا أخرت العند ولسان الطويل......" رفع حاجبه مُنتظر ردها.....
"هلى فكره أنا مغلطش فيك أنا بقولك بطل الاومر الزفت دي يعني اومرك زفت مش أنتَ.... ووسع بقه
عشان اطمن على بسمة....." كادت أن تتخطاه لكنه
عرقل طريقها وهو يخلع معطفه ليضعه على منكبيها
قائلاً بأمر منهي النقاش...
"البسي الجاكت كويس وقفليه حلو.... عـ... عشان متبرديش......"

نظرت له بحرج لتتحدث بخجل....
"طب وأنت ياسيف....."

"أنا مرتاح كده... البسي بس الجاكت عدل...." أجابه بهدوء ليتابع قائلاً....
"روحي اطمني على بسمة وقعدي معها لحد ماجواد يرجع هو في مكتب الدكتور وجاي.... أنا هروح أشرب
فنجان قهوة من بوفية المستشفى.... اجبلك حاجه معايا؟...."

هزت رأسها بنفي لتدخل الى الغرفة المتواجده بها بسمة ويعود هو ادراجه حيثُ الخارج.....

نظرت اسيل الى جسد بسمة الساكن ووجهها الشاحب كذلك جلست بمقعد مقابل لها وتناولت
يدها بين كفها وربتت بألاخرى عليها ذرفت دموعها ببطء وهي تتمتم بحزن...
"يترى ايه إللي حصلك يابسمة....."

___________________________________
"إحنا عملنا تحليل دم.... وتضح أن دخل جسمها
مادة بتحتوي على نسبه عالية من المخدرات منها الـ(.......)...."تحدث الطبيب بتلك الكلمات ليوقفه جواد بستفهام....
"أنا مش فاهم حاجه....."

"نوع المخدرات ده بيؤدّي إلى تعطّل أجزاء أساسية من الدماغ خصوصاً إذا استخدمته بكميّات كبيرة بتسبب ارتفاع شديد في حرارة الجسم وانحلال العضل وتعطّل الكلى والقلب والشرايين.... وبما أنّها عديمة اللون والمذاق والرائحه اوقات كتير بتضاف للمشروبات وبالتالي ممكن الوحد يشربها من غير ماياخد باله...."

"وده اي علاقته بمراتي...."

"مراتك اتعاطت النوع ده ومن الواضح في تحليل أنها اول مره تشربه عشان كده جسمها مستحملش الماده وعمل مضاعفات سببت إنخفاض سرعة نبضات قلبها ودا إللي سبب فقدان الوعي.......
بس متقلقش أنا ادتها حقنه هتقتل المادة
المخدره اللي في جسمها، ومع الوقت هتستعيد وعيها...."

تحدث جواد بصعوبة وثبات....
"وده هيسيب آثار جانبيه عليها....."

هز الطبيب رأسه بنفي واجابه....
"لا متقلقش التعاطي كان لسه في بدايته يعني مفيش اي مضاعفات لأن زي مقولتلك جسمها مستحملش الماده...."

أومأ له جواد ونهض بهدوء متوجه للخارج فتح الباب
لكن استدار لطبيب الجالس على مكتبه قائلاً بأمر.....
"ممكن محدش يعرف بالموضوع ده......"

هز الطبيب رأسه بتفهم مُتسائلاً....
"تمام مفيش مشكله..... بس لو المريضه سألت عن حالتها ا....."

"دي بذات مش عايزها تعرف حاجه....."
__________________________________
دلف جواد الى غرفتها وجد (اسيل) بجانبها تمسد
على شعرها بحنان وتقرأ لها المعوذتين....

"اسيل..... جيتي أمته؟..."
نهضت اسيل عن مقعدها ناظرة الى جواد ومن ثم اجابته بخفوت...
"من نص ساعه يابيه....قولي الدكتور قالك إيه على بسمة...."

تريثة ملامحه برهة قبل ان يرد عليها بفتور....
"مفيش حاجه دا بس هبوط من قلة اهتمامها بنفسها....مفيش حاجه تخوف... "

هزت اسيل رأسها باقتناع....
"الحمدلله ربنا يقومها بسلامه.....بس على فكره لازم تشد عليها في موضوع الأكل ده...عشان متتعبش تاني...."

"أكيد....مش هتتعب تاني....."تحدث بشرود وعيناه تشتعل بنيران الانتقام.....

"جـ......جواد......جواد...."نادته بسمة بصوت متحشرج وعسليتاها بدأت بفتحهما ببطء فالبداية
كانت الرؤيه مشوشه لكن اتضحت بعد عدة مرات من
فتح جفنيها.....

اقترب منها جواد جالساً على مقعد مقابل لها و رد عليها بلهفه.....
"بسمة....أنا جمبك....حسى بأيه دلوقت...."

"صداع...... دماغي وجعاني اوي..."مرر يده بحنان على جبهتها نزولاً لشعرها المنسدل على الوسادة البيضاء....
"معلشي يابسمة....شويه وهيروح أول بس مالعلاج
يتفاعل في جسمك......"

اقتربت اسيل منها وقالت بحنان....
"حمدال على سلامتك ياحبيبتي ألف سلامه عليكي.."

"الله يسلمك ياسيل...."تفقدت بسمة المكان من حولها بعسليتان مُتعبتان....."هو أنا فين؟..."

"في المستشفى..."اجابها جواد بعيون ترصد أقل حركة تصدر منها، أشتاق لحركتها البريئة وجنونها
الذي يشاركها به لسانها العنيد، كان سيُجن من سكون
جسدها تحت تلك المحاليل.....

"الحمدلله...."قالها بخفوت وخجلاً من تلك الكلمة فبرغم كل شيء مزال فضل الله يلاحق به ويخبره
بطريقه غير مباشرة أنه مزال ينتظر عبده....

هل سيتعظ ويخجل من كل تلك المعاصي المُلتصقة به ، ام أن شيطان الجوكر سيظل متمسك به للأبد !....

"الدكتور قالكم عندي إيه؟....وإيه سبب الدوخه إللي جتلي دي ..."تساءلت بسمة وهي توزع انظارها عليهم بتعب ....

اجابتها اسيل بهدوء....
" اطمني ياحبيبتي الدكتور قال أنه شوية هبوط من قلة الأكل.... "

"هبوط.... ازاي وصداع ده اي دخله بالهبوط...."
تساءلت مرة آخره بشك وعسليتاها مُثبته على جواد
الصامت وشارد كذلك عنهما .....

صدح هاتف اسيل في هذا الوقت نظرت الى الشاشة المُضيئة ومن ثمَ رفعت حدقتيها على بسمة قائلة..
"دي تيته أنعام... هتموت من القلق عليكي كلمتني يجي عشر مرات لحد دلوقتي.... هطمنها عليكي ورجع....... ثواني....." استأذنت اسيل وخرجت من الغرفة مُغلقه الباب خلفها....

تطلعت بسمة على جواد بعسليتان مُرهقتان...

"بتبصيلي كده ليه...." سألها بصوت مبهماً...

"الدكتور قالك إيه ياجواد عني...."

"إللي سمعتيه من اسيل هو اللي مُنتظره مني..."

"ازاي هبوط... أنا قبل مقع من طولي كُنت حسى
إني هموت...."

"هشش... مش عايز اسمعك بتقولي الكلمه دا تاني فاهمه...." قاطعها بقلباً يخفق غضباً وخوفاً عليها ...

"ياجواد افهمني الاغماءه كانت غريبه.... يعني أنا لازم اعمل تحليل دم يمكن يكون عندي حاجه...."

"مفيش حاجه يابسمة بلاش توهمي نفسك إحنا عملنا تحليل وعرفنا إنك عندك ضعف ونسبة الانامي
عندك عالية شويه وهي إللي عملت الاغماءه دي..."
حاول اقناعها بشدة ليستجيب عقلها بعد برهة...

صمت قليلاً وهو يتطلع عليها قبل أن يسألها بتحفز...
"قوليلي يابسمة.... هو انتي آخر حآجه كلتيها كانت إيه....."

لم تفهم غايته من هذا السؤال لكن اجابته ببساطة...
"يعني الفطار إللي فطرنا منه سوا على السفره زي كل يوم...."

"ممم.... طب واخر حآجه شربتيها كانت إيه...."

"قهوة.... في المكتب عندي...."

"مشربتيش حآجه في الفيلا اول مرجعتي...." أسئلة
متتالية تحاصرها ولا تفهم المغزى منها بعد.....

"يعني شربت عصير كوكتيل كانت مقدماه ليه لميس..."

ضيق عيناه وهو يتمتم بشك....
"لميس....مم قولتيلي.... طب شربتي قد إيه من الكوبيه.."

"تلات تربعها تقريباً..... بس أي لازمة الأسئلة دي..."
صمتت قليلاً لتكمل بعد ثواني....
"هو العصير كان طعمه مختلف شوية يمكن هو ده إللي تعبني....."

عض على شفتيه بغضب بعد هذا التصريح الغبيّ
منها، مسح على وجهه بعدها ليهدأ من انفعاله عليها.....
"ولمَ العصير كان طعمه زفت شربتيه ليه...."

توسعت حدقتيها قليلاً من عصبيته المفاجأه لتُجيبه
بتردد....
"يعني محبتش احرجها خصوصاً أنها كانت مقدماه ليا بنفسها...."

"آآه صحيح... ميصحش تحرجيها بس يصح تضيعي نفسك...."

"أنا مش فاهمه حاجه..." صاحت به بنفاذ صبر...

هدر بها بعصبية.....
"يعني إيه مش فاهمه، مش فاهمه أن حياتك مش ملكك لوحدك وأنها ملكي أنا كمان مش فاهمه أن
لو جرالك حاجه أنا هبقى عامل إزاي من غيـ..."
ابتلع باقي الحديث، ناظراً لعسليتاها المصدومتان
من كلماته التي خرجت من قلبه مباشرة على لسانه
بدون أن تنتقي قبل خروجها مثلما يفعل معها دوماً .....

"أنا خارج اشرب سجاره برا..." كاد أن ينهض لكنها عرقلت سيره بيدها التي اطبقت على ذرعه...

نظر لها بتساءل تضيف هي بترجي وتعب ....
"خليك معايا ياجواد.... عشان خاطري....."

"سبيني شويه يابسمة عشان مخنوق...."
تركت يده بضيق، أولها ظهره عازم النية على الخروج
لكنه توقف حين سمع تأوهات مُتالمه خلفه...

"بسمة.... مالك في إيه...." هرول بخوف إليها مُتفقد ملامحها المُتالمه....
"خليك جمبي ياجواد... أنا تعبانه أوي...." حدثته بتعب ومكر الأنثى يلمع في عينيها....
"خلاص ارتاحي... هفضل جمبك....." مسد على شعرها بحنان مُتطلع لعسليتاها بعشقاً يتربع بين طيات فؤاده ومزال يكذبه او يخفيه عنها !.......
_____________________________________
بعد ثلاث ساعات.....

دلف جواد لسيارة وبجانبه بسمة التي مزالت تعاني من الصداع الحاد وتلك المسكنات لاتزال بل أهداف داخل جسدها....

دلفت اسيل بجوار سيف الذي نظر لها قائلاً بخبث...
"قربي شويه عليه ياسوو لحسان باب العربية بايظ وبيتفتح لوحده...."

شهقت اسيل بخوف....
"بجد؟... لا أنا هنزل اركب عربيتي أحسن...." مسك يدها قبل أن تتحرك ليقول بحدة...
"عربيتك مين في الجو المنيل ده اعقلي وثبتي ولا شايفاني سوسن أدامك...."

"ممكن تبطل تحكمات...."

رد عليها ببرود استفزازها....
"ممكن تربطي الحزام...." زفرت بضيق وهي تنظر أمامها ممتثلة لأوامره على مضض.....

"مالك يابسمة...." سألها جواد بعينان يظهر بهم الخوف بوضوح وتلك أول المفاجأت بنسبه لها
ان الجوكر يخشى على أحدهم بل ويظهر
بعيناه المخيفة خوفاً وحنان يوازن العالم بأكمله !....
"مفيش يعني دماغي تقيله شويه حسى إني مش قادره أرفعها...."

"طب تعالي...." سحبها الى احضانه عنوة عنها لتهتف
بخجل وراسها على صدره....
"جواد بتعمل إيه.... إحنا مش لوحدنا...."

"ولو معانا العالم كله ميهمنيش...." اغمضت عينيها براحة لتحيط بكلتا يداها خصره وهتفت بدون وعي..
"بحبك أوي ياجواد...." قبلها من قمة رأسها ومن ثمَ
شدد ذراعيه عليها مُكتفي بالاجابه بتلك الحركات وللحق قلبها المُتيم بعشقه كان يتمنى مبادرة لسانه
بمشاعر حقيقية تأكدت انهُ مكنونة بداخله لكن المُحزن أنهُ مُستمر في الكتمان عليها فهل هذا عذاب اختاره لها ؟ ام عقاب عقده على نفسه !.....

نظر سيف من مرآة السيارة ليرى هذا المشهد رجع ناظراً بُبنيتيه الى اسيل التي رأت المشهد قبله ولم تعقب...
"عقبلنا لم نحضن زيهم ونبوس..." همس بخفوت
لتسمعه اسيل وتجهم وجهها مزمجرة بها بحدة...
"بطل قلة آدب وبص ادامك لحسان متلحقش تعمل أي حاجه من إللي قولتها...."
"هعمل بس القمر يرضى عني...."لم ترد عليه بل اشاحت بوجهها ناظرة من نافذة السيارة لكن قلبها
كان ينبض بقوة من حبيب أرهقها عشقاً وشوقاً
إليه....
___________________________________
جلست بسمة على فراشها وهي تبتسم بلطف لانعام
قائلة بهدوء....
"الله يسلمك ياماما....متقلقيش أنا بقيت كويسه..."

"ازاي بقيتي كويسه أنا من هنا ورايح هزغتك في بؤق زي مابعمل مع اسيل....."عنفتها انعام بلطف وعتاباً طفيف.....

نظرت لها لميس التي كانت تقف بجوار انعام واسيل
لتهتف بلؤم....
"ألف سلامه عليكي يابسمة خدي بالك من نفسك اكتر من كده....هو....هو انتوا عملته تحليل دم..."

رد عليها جواد بصوتٍ مُهيباً اربكها...
"أكيد عملنا تحليل دم بس أنتي بتسألي ليه يامرات عمي ولي التوتر ده كله...."ضيق جواد عينيه مُتفقد
ردها....

"توتر....توتر إيه ياجواد...د...دا قلق على بسمة مش أكتر مانتَ عارفني بحبها قد إيه...."

حك في أنفه ببرود ليجيبها بسخط واضح...
"لا مش عارف بصراحه...بس مصيري هعرف...."

وزعت انعام انظارها عليهم بشك وسائلة بمقت..
"في إيه ياجواد..ومالك بتكلم لميس كده ليه هي عملت حاجه فـ....."

"مافيش حاجه........أنا هنزل تحت أعمل مكالمة وراجع....."خرج وترك الجميع حائراً....

تساءلت اسيل بقلق....
"هو مالو جواد يابسمة.....شكله مش طبيعي من ساعات مكنتي في المستشفى...."

تحدثت انعام بعقلانية.....
"يمكن قلقان على مراته يابنتي ....." ثم وجهت حديثها لبسمة.... "المهم ارتاحي انتي ياحبيبتي وانا شوية وهطلع أطمن عليكي تاني....يلا ياسيل...."

"روحي انتي ياتيته وأنا هفضل جمب بسمة...."

"لا ياسيل سبيها لوحدها يمكن تنام...مش شايفه وشها مصفر إزاي...."حدثتها جدتها بحزم ....

هزت اسيل رأسها بستياء بعد ان اقتنعت بحديثها....
"خلاص تمام.....بسمة هطلعلك كمان شوية...خدي بالك من نفسك وحاولي تنامي عشان الصداع إللي
عندك ده...."احتضنتها اسيل وبدلتها بسمة العناق

خرجت اسيل ومن ثمَ انعام التي حدثت لميس ببرود
"يلا يالميس انتي كمان وسيبيها ترتاح..."

كانت لميس شاردة في حديث جواد قبل خروجه من الغرفة، فاقت من هذا الشرود على صوت أنعام لترد
عليها بتلعثم وارتباك بعد ان سمعت باقي حديثها...

"ها....آآه طبعاً...اا..بعد إذنك يابسمة هبقى أطمن عليكي كمان شوية...."اومات لها بسمة باقتضاب
فهي أصبحت تشك في حديث جواد الآن واسئلته
الغريبة لها في المشفى وأيضاً انفعاله عليها بسبب
ارتشافها لهذا العصير......تمتم داخلها بشك....
"ياترى مخبي عليه إيه ياجواد...."
__________________________________
•••"يعني انتي متأكده يامرفت أن طعم العصير مش هياثر عليه نوع الحبوب ديه....."

خلاص يامرفت تمام أوي.......عارفة يستي مش هكتر منها عشان الادمان وكده....مانتي عارفه
إني تعبانه الفترة دي ومحتاجة منشطات....تمام
بأي....."•••

نفث سجارته بقوة ليضعها مرة اخره بفمه مستنشقه
بشدة وعصبية وحديث تلك الحرباية يتردد في رأسه
بإصرار.....
"يترى مين وراكي يالميس....وليه عملتي كده فيها ....والأهم هتستفيدي إيه ؟ "صمت لبرهة قبل أن يقول بغضب وانتقام لاذع نافثاً دخانه بشمئزاز....
"ايااً كان هو مين إللي وراكي...مش هرحمك ولا هرحمه......وتمن وجعها هينزل من عنيكو دم ياولاد
الـ****....."

مسك هاتفه وعبث به ليرفعه على أذنيه مُنتظر مجيب.....
"أيوا ياعيسى....بقولك إيه ، بكره الصبح هبقى عندك....حاول تصحى بدري كده وتفوقلي عشان عايزك في موضوع مهم....لا مش هينفع في التلفون لم اجيلك الصبح...."رفع عيناه لسماء ليتابع قائلاً...
"كلها سواد الليل وهتلقيني الصبح عندك...تمام
سلام...."أغلق الهاتف ليزفر بتعب من كل تلك الأسئلة المتراكمة داخله وهذهِ التراهات المحيطة به.....
____________________________________
وضع المحتوى الأبيض على ظهر يده اليسرى وقرب
أنفه منه ليستنشقه بتمهل وبطئ متلذذ بجرعات الموت خاصته.....

كانت تجلس انجي بجانبه في سيارة والملل واضح
بقسمات وجهها المليء بالمساحيق التجميلية....
"ها نويت على أمته يارامي...." حدثته بضجر ونفاذ صبر....

مسح أنفه الملطخ باللون الأبيض آثار هذا (الهروين)
ليرد عليها بعدها بخمول....
"على إيه مش فاهم فكريني ياجيجي...."

خبطت انجي على صدرها بصدمة وشهقت بغضب..
"افكرك.... إللي هو إزاي بقه أن شاء الله أنت مش متفق معايا انك هتخلصني من الزفته دي إللي إسمها
بسمة و وعدتني أن جواد هيرجعلي تاني...."

"آآه.... آآه صح أنا وعدتك اخطفها بس بصراحه مش ضامن موضوع جواد يرجعلك تاني ... اصلك عارفة أبن الغمري مبيعتقش ومين عالم لو بسمة سبته
هيكمل مع مين ماهي الحريم بتترمي عليه زي الرز
لا وبيموتو فيه كمان...." ضحك بقوة ساخراً ....

"لا بقه شكل الزفت ده آثر على نفوخك أنا ماشيه..."
كادت أن تخرج من السيارة بحدة اوقفها مُمسك بيدها قائلاً بمراوغه....
"خلاص ياجيجي متقفشيش كده.... بهزر معاكي مالك
وبعدين مانتي عارفه إني لسه متزفت وعامل دماغ
جايه تفوقيني على سيرة بسمة وزفت جوزها... يعني
مش وقته خالص الكلام ده...." أقترب منها وكاد ان يقبلها لكنها ابعدته عنها بقوة وتقزز....
"أوف بقه يارامي أبعد عني ياخي ريحتك كلها زفت.."

"زفت؟... انتي لو تجربي الزفت ده هتنسي جواد ولي جبوه...."

"ومين قالك إني عايزه أنساه....."

"أن شاءالله معانك منستيه.... مش عارف بتحبو إيه فيه...." تحدث بغضب وحقد من كلتاهما !....

زفرت انجي بضجر...
"بردك يارامي مردتش عليه ناوي تخلص إللي اتفقنا عليه أمته...."

"شوية....... الصبر يانجي ...."

"ولي شويه بتأجل ليه إحنا كنا متفقين اليومين دول......"

"آآه اتفقنا بس جد في الأمور امور.... الفتره دي ملخوم في شركة التهامي وابويه سحلني شغل فقولت ااجل شوية الطلعه دي لحد مالجو يهدى عندي وشغل يخف شويه....."

"وهيخف أمته الشغل يعني؟...."

"يعني على حسب همتي !...."

تقوس فمها وحركته يميناً ويساراً بسخرية قبل أن تقول بسخط....
"همتك يبقى مش هنخلص في يومنا...."

أحاط خصرها وقربها منه أكثر مُبتسم بسماجه قبل أن يقول بخبث...
"يابت اتقلي على الرز لحد ميستوي وبعدين انتي متسربعى على إيه كل حاجه هتمشي زي ماخططنا ليها...."

"تمام... بس أبعد بقه لحسان إحنا في العربيه ومينفعش...."

"ليه مينفعش دي مفيش أجمل من العربية... تعالي بس أقولك حآجه...." أطفأ مصباح السيارة وعم الظلام الدامس حولهم مُخفي المعاصي عن العيون لكن لن تخفى عن الخالق !.....
_____________________________________
دلف جواد الى داخل الغرفة ليجدها ساكنة يحتلها
الظلام القاتم أشعل الأنوار واغلق الباب مُقترب
من السرير ليجدها ترتجف تحت الغطاء وجهها يتذايد احمرارٍ......
"بسمة......ينهار اسود دي مولعه...."

عدل وضعيتها وحاول ايقاظها.....
"بسمة....ردي عليا.... بسمة...."فتحت عينيها بصعوبة ناظرة إليه....
"جواد.....مـ.....أنا سقعانه أوي آآه رأسي...."

"بسمة حاولي تثبتي بس شوية كده...."أسند ظهرها على السرير خلفها وبدأ بنزع ملابسها من عليها...

شهقت بتعب لتفتح عسليتاها بصعوبة لتقول باعياء...
"جواد....انتَ بتعمل إيه...."

"لازم الحقك وحطك تحت المياة بسرعة...."

"لا مش عايزه أنا سقعانه....وبعدين أبعد إيدك عني مينفعش كده...."سحبت الغطاء عليها لتخفي جسدها
العاري والذي لا يخفيه غير ملابسها الداخلية...
"بسمة بلاش عناد لازم تقفي تحت المايه دلوقتي عشان الحراره تنزل...."

بدأت بالارتجاف بقوة ملاحظ بها....
"لا مش عايزه....هاااا..."شهقت بصدمة حين وجدت جسدها يُرفع للأعلى بيداه القويتان.....
"جواد نزلني مينفعش كده..."

توجه بها للحمام وهو يزمجر بها بضيق....
"أنا جوزك يابسمة فمش مستاهل الموضوع كل الاحراج والخوف ده أنا مش هغتصبك يعني..."

اطرقت برأسها أرضاً بحرج واشتعلت وجنتيها غضباً وخجلاً....

فتح صنبور المياة الباردة وبدأ بايقافها تحت الماء
وبمساعدة يداه الممسكة بذراعيها حتى لا تفقد توازنها بسبب تلك الحرارة والصداع المزمن الذي
سيستمر معها عدة ساعات اضافية كما أخبره الطبيب
فكل هذا تأثير تلك الاقراص ولا يزال جسدها غير مُتحملها.....

كانت تشتعل من هذا الموقف أصبحت لاتقوي
على الشعور بي اي شيء فقط لمساته عليها عينيه
المُسلطه على جميع أجزاء جسدها والتي يختفي
القليل منه تحت تلك الملابس الضئيلة....

"حاسبي يابسمة...." احتضنها بين يده بعد أن خارت قوتها على الشعور بقدميها.... رفعت عينيها لتواجه
عيناه الامع بهما نيران الرغبة والاشتياق لها...
اذردات حلقها بصعوبة من هذا القرب القاتل لكيانها لتقول بخفوت....
"جواد كفايه أنا عايزه أخرج...." تتساقط المياة على كليهما ببطء وتروي لتتطفئ نيران مستعارة
داخلهما..

مرر جواد يده على وجنتيها ببطء اغمضت عينيها بضعف على تلك المسات بينهما بدأت أصابعه بتلامس شفتيها بتمهل حرقها ببطء....
"جواد... كفايه لو سمحت...." بلع مابحلقه بعذاب كلما شعر أنه له الحق في امتلكها يتذكر تلك العواق التي
بينهم ليبتعد على مضض تارك رغبة مكنونة داخله تتزايد نيرانها كلما رآها او أقترب منها وتارك أيضاً
قلباً يقسم أن النبض بقربها يعني الكثير !...

مالى عليها وقبلها من وجنتيها ببطء ومن ثمَ قبلها قبله رقيقه على شفتيها ليبتعد عنها ناظراً الى عسليتاها بفتور....
"يلا بينا...."

ارتدت ثياب الاستحمام وسارت نحو الفراش بمساعدة جواد الذي دلف بعدها الى غرفة الملابس
واخرج لها ثياب مريحة ليضعها أمامها على الفراش
قال بمراوغه واضحة....
"الهدوم اهيه يابسمه.... تحبي البسك بنفسي..."

"لا طبعاً أنا هلبس لوحدي...." كادت أن تنهض لترتدي ملابسها بوجه يتزايد احمرار لا يفسر غضباً ام خجلاً ام تعباً ؟.... اوقفها جواد وهو يقول بتحفز...
"خليكي مكانك يابسمة.... البسي هنا... أنا كده كدا داخل أغير هدومي إللي بلتيها دي...."

"أنا برده اللي بلتها ولا أنتَ إللي بتحب تستغل الفرصه...."

"استغل الفرص خيراً تعمل شراً تلقاه.... تمام شكراً يافرولتي على حسن الظن بيه....." حدثها بعتاب مُبتسماً لها باقتضاب قبل أن يدلف الى داخل غرفة ملابسه....

نهضت وراه بصعوبة وهي تزمجر بنفسها بضيق...
"أوف على لساني.... هو كأن عامل إيه يعني... وبعدين ماهو جوزي!...." عنفت نفسها وعزمت النية على مصالحته...

دلفت الى غرفة تغير الملابس وجدته يقف عاري الصدر يرتدي بنطال قحلي مريح يجفف شعره بجهاز
المجفف أمام المرآة....
"جواد...." نادته بخفوت وحرج التفت لها رافعاً حاجباه بعدم رضا...
"قومتي ليه من على السرير وملبستيش هدومك ليه يابسمة هتبردي كده...."

"أنا آسفه ياجواد....يعني إني قولتلك إنك بتستغل الفرصه بـ..."

اقترب منها ووقف أمامها ليقرص وجنتيها بلطف
قال بهدوء....
"على فكره أنا مش زعلانه يافرولتي وبعدين خليكي واثقه أن الرجاله كلها مش سالكين وبيستغلو الفُرص دايماً...." أبتسم بستهزء وهو يهز راسه بمزاح
شاركته الإبتسامة بحب وعسليتاها هائمة بتلك الملامح الرجولية الجذابة، وجسد الرياضي وقامة طوله المُهلكه لها، ذراعيه القويتين صدره الامع، عُرض منكبيه، كم تعشق تفصيله وتود الغوص أكثر بها ....

"ياخربيتك هتكليني بعينك...." اطلق ضحكة رجولية رنانة أمامها..... عضت بسمة على شفتيها بحرج لتهرب بعينيها عنه وحاولت الذهاب من أمامه
لكنه مسك معصمها بحنان وقربها منه لتجد ظهرها
يلتصق بالمرآه خلفها....
"جواد بتعمل ايه..."

"ينفع تهربي مني وانتي إللي جيالي برجلك...."
حدثها بمراوغه وعيناه مُسلطه على شفتيها المُمتلئه
"أنا كنت فكراك زعلان عشان كده جيت اصلحك..."

مالى برأسه عليها قليلاً وبعثر أنفاسه الممزوجه بعطره الرجولي على وجهها ليخلق أكثر من مشاعر داخلها في هذا الوقت.... رد عليها بعبث....
"اعتبريني زعلان وحولي تصلحيني...."

"جواد أبعد بقه مينفعش كده...."

"أنتي بجد عايزاني أبعد ...." سألها وعلامات الجدية تتضح على ملامحه....

نظرت له بتردد وقلبها يخفق بشدة من كلماته الظاهر اهدافها في قتامة عينيه ....

"ردي عليا عايزاني أبعد عنك...."

عقدة يداها حول عنقه لترد عليه بضعف بعد عاصفة مشاعر انتصرت عليها بقربه....
"لا ياجواد مش عايزاك تبعد...."

أسند جبهته على خاصتها وسألها بصوتٍ اجش سارت الرجفة من آثاره على جسدها....
"عايزه إيه يابسمة....."

بلعت مابحلقها بضعف من هذا السؤال لتقترب منه
أكثر قائلة بخفوت.....
"عايزاك جمبي ...."

دفن وجهها في عنقها ورد عليها بصوت يحترق بالاشواق.....
"وانا كمان عايزك أكتر...."

باغته بهجومه عليها بقبُلات حارة ولمسات الملتهبة بالاشواق خُدر جسدها وذهب عقلها عن العالم مع
كل تلك المشاعر الجامحة بينهما.....

للحظة كأن كلاً منهنا ينغمس مع الآخر بعالم له تفاصيله الخاصة يحمل من المشاعر ونيران الحب
معاني للأستمتاع بتلك اللحظات الحميمية بينهما
كأن المذاق يختلف كلياًّ فهناك قلباً لأول مره يدلف لهذا العالم بجميع تفاصيله وقلباً آخر خبير بهذا العالم لكنهُ معها مذاقه يظل الأول ولأخير فهي امتلكت داخله مالم يمتلكه غيرها من النساء !.....

بعد مدة كانت تضع رأسها على صدره مغمضة عينيها بخجل وجنتيها تتزايد احمرار كلما تذكرت تفاصيل
ماحدث بينهم......

"بسمة...." نداها بخفوت وهو يمسد على شعرها بلطف...

همهمت بخجل ولم تقدر على إخراج حرفاً إليه...

"انتي لسه صاحيه....." همهمت مره آخره بخفوت..
وجدته يزفر بضيق وكأنه يحارب الكلمات قبل خروجها....
"بسمه انتي مش ندمانه صح...." لم تقدر على أخفى وجهها عنه رفعت وجهها لتقابل عيناه بعسليتان متفحصتان بارتياب ....
"أي لأزمة السؤال ده ياجواد..."

"جاوبيني يابسمة بصراحه أنتي ندمانه...." حدثها بحزن وتانيب ضمير.....

هزت رأسها بصدمة من اصراره على هذا الحديث..
"أنت بتكلم كده ليه ياجواد وبعدين هندم من إيه
هو أنا وأنت عملنا حاجه غلط... يعني إحنا مش متجوزين ولا بنستهبل....."

"متجوزين بس فاول جوزنا...." وضعت أطراف اصابعها على فمه لتبادر بالحديث بحزم لأول مره...
"أول جوازنا حاجه ودلوقتي حاجه اولاً لأني حبيتك ثانياً أنت وعدتني خلاص انك بطلت شغل مع عمك يعني مبقش في حاجه توتر علاقتنا....إيه إللي هيخليني أندم بس...."

ضمها الى احضانه بقوة ولم يتفوه بكلمه واحده فهو يعلم بكذبته التي إذا علمت عنها شيء ستنقلب علاقتهم وستهتز صورته أمامها ومن ثمَ تندم على تلك اللحظات وتندم أنها سلمت جسدها لشخصاً مثله......

"بحبك اوي ياجواد..." همست بحب وهي تدفن وجهها داخل عنقه، قبلها من وجنتيها وذاد ضمها إليه بصمت....
هتفت بسمة وهي داخل احضنه بتردد...
"جواد.... مش هتقولي الحرق إللي في ضهرك ده سببه إيه....." تشك في الأمر وتتذكر حديث( آسر) عن الحريق لكنها تريد أن تعرف سبب هذا الجرح الواضح والذي لم يشفى بعد كل تلك السنوات....
"مش دلوقت يابسمة بعدين..." أجابه متوقعه منه
مزالت المسافات بينهم طويلة وبرغم من قربهم وهذا العناق الذي يعني الكثير داخلهم إلا أن الرحلة مزالت تبدأ مع كلاهما........

______________________________________
بعد عدة أيام....

"اساعدك في حاجه ياست بسمة...."قالت الخادمة شادية تلك الكلمات وهي تطلع على بسمة والوقفة
في المطبخ تسكب القهوة الساخنة بالفنجان، بوجهاً
يسري بها الشحوب وتوتر بوضوح.....
"انتي كويسه ياست بسمة...."وضعت شادية يدها على كتف بسمة التي انتفضت بفزع....
"شادية..... في حآجه...."

"لمؤاخذه ياست بسمة خديتك بس أنا بكلامك من بدري وانتي مش بتردي عليه...."

حمحمت بسمة بحرج لتجيبها بفتور.....
"معلشي كنت سرحانه شوية....عايزه حآجه مني..."

"تسلمي ياست هانم...أنا بس كنت بشوفك عايز مساعده ولا حآجه..."ابتسمت بسمة مجاملة إياها بلطف....
"عايزه سلامتك ياشادية...دا فنجان قهوة مش مستاهل يعني....."وضعت الفنجان على صنية لامعة
وتناولتها بين يدها لتبدأ بالخروج قائلة بود...
"شكراً ياشادية عطلتك معايا...كملي شغلك أنتي..."

اماءت لها شادية وهي تبتسم بحرج لتكمل ماكانت تفعله قبل ان تولج عليها بسمة.....

عضت بسمة على شفتيها بتردد وهي تنظر بعسليتان
متوترتان نحو غرفة مكتب زهران، تحسست جهاز التصنت في جيب بنطالها لتتاكد من وجودُه معها....
"يارب استرها...."همست داخلها وهي تولج لمكتب
زهران بعد الاستأذان منه.....

في المكتب.....

رفع زهران عيناه على الطارق إليه...وجدها تسير باتجاهه وتمسك بين يداها صنية عليها فنجان من القهوة، رفع حاجبه بأستغراب فمن يوم أن تزوجت
تلك الفتاة من أبن أخيه لم تاتي يوماً الى هنا او حتى تتعامل معها مباشرةً بالحديث مثلما تفعل مع جميع
من بالبيت....

"أنا آسفه إني عطلت حضرتك بس انا شوفتك مشغول فقولت أعملك فنجان قهوة من ايدي، وهوه
اتعرف على حضرتك أكتر بما أنك يعني مش بتوجهلي اي كلام وحسى كده إنك مش حببني نهائي
معاكم....."تحدثت بلباقه وثبات تمثيلي بارعاً....

هز زهران رأسه باقتضاب ومن ثمَ تحدث بابتسامة
مجاملة لا تمس الود او الحب بصلَّه....

"ليه بتقولي كده يعني هي مشاغل مش اكتر....اقعدي وقفه ليه...."أشار لها بيده لتجلس بهدوء وقلبها يرجف من ماستفعله الآن في الخفى .....

"شكراً على القهوه تعبتك معايا....."حدثها بوقار وشموخ يمتاز به.....

بلعت مابحلقها بهدوء لتبتسم ببساطة قائلة بمزاح...
"لا شكر ولا حاجه.....بس اشربها الأول وقولي رأيك
فيها....."اخرجت الجهاز من جيبها بدون أن يلاحظ

أومأ لها زهران وهو يمسك الفنجان ويحتسي منه مُبعد بصره لعدة ثواني عنها....استغلت تلك الثواني
بوضع هذا الجهاز الصغير بالقرب من حافة المكتب
ولكن من الأسفل......

"قوليلي بقه جواد عامل معاكي إيه....."تساءل زهران
بفضول ولؤم.....

رفعت يدها واسندتها على المكتب وهي تُجيبه ببساطة.....
"جواد....الحمدلله مرتاحين مع بعض اوي...."

عقد زهران حاجبيه باستغراب وضيق كذلك ليحاول السيطرة على مشاعر الكره نحوها مُبتسم بعدها بحنان مُصطنع....
"ربنا يسعدكم أنتو تستهلو كل خير..... وبذات أنتي يابسمة...."آخر كلمتين خرجوا من من بين أسنانه المُطبق عليهم بغل.....تقوس فم بسمة بسخرية ولكن سيطرة على ازداءها منه وهي تقول.....
"شكراً على كل حاجه يازهران بيه....."

مسك زهران القلم بين يداه بعدم فهم مُتسائلاً بتريث...
"بتشكريني؟.....بتشكريني على إيه......"

"على جوازي من جواد هيكون على إيه يعني...."
أومأ لها باقتضاب...صدح هاتف بسمة برسالة قصيرة
وحين فتحتها كان محتواها....
(كله تمام يابسمة الجهاز أشتغل...) حذفت الرسالة
سريعاً ونظرت الى زهران مُستأذنه منه بحرج....
"طب بعد إذنك يازهران بيه اصل دعاء بعتت رساله
ولازم اكلمها أطمن عليها .... أكيد هنكمل كلامنا تاني...."

هز رأسه بتفهم ليعود بعيناه للأوراق أمامه.....

سارت وقدماها ترتجف خوفاً وحمداً كذلك من إنتهى تلك المهمه المهيبة بنسبة لها.....
فاقت من شرودها على اصطدم جسدها بشيءٍ صلب رفعت عسليتاها بلا اهداف كي تجد بعدها (جواد)
أمامها ويبدو انهُ كأن دلفٍ للمكتب لكن جسدها عرقل
سيره.....
"حسبي يابسمة...." مسك ذراعها ليستندها حتى لا تفقد توازنه من هذا الارتطام المباغت لكليمها .... انتصب جسدها بالوقوف أمامه....
"جواد..... معلشي مخدتش بالي منك...."

"مالك وشك أصفر كده ليه...."

هزت رأسها سريعاً.....
"لا.. لا مفيش حاجه أنا بس قلقنه على دعاء فاهروح اكلمها وطمن عليها...."

نظر جواد خلفه ليجد زهران يتابع الموقف بعينان ثاقبة وهو يجلس على مكتبه بغرور....

"انتي كُنتي بتعملي إيه هنا؟...." تسائلا بشك وعيناه
تتفقد ملامحها المبهمة....
"اا...كُنت جايبه فنجان قهوة لعمك و...."

قاطعها بصوت رخيم وعينان ضاقت بشك يتزايد...
"قهوة وده من أمته ان شاءلله...."

"يعني إيه مش فاهمه؟...."

"يعني من أمته بتدخلي قهوة المكتب هنا....مش شايفه أنها جديده عليكي...."

"ولا جديده ولا حاجه الموضوع طبيعي مش مستاهل كلامك ده كله....وبعد إذنك بقه عشان
عايزه اتصل بدعاء وطمن عليها...."هربت من أمامه
بعد تلك الكلمات الخارجة بصعوبة من حلقها الذي
تشعر أن الخوف وما توجهه في هذا البيت يكاد يقطع أطرافها الصوتية.....

رفع حاجباه بعد اختفاءها من أمامه وهذا التوتر الجلي عليهآ.....

" تعالي ياجواد وقولي عملت إيه في شحنة اللي هتسلم بكره.... "تحدث زهران بصوتٍ خافت...

جلس جواد على ذات المقعد التي كانت تجلس عليه
بسمة أسند يده على حافة المكتب وهو يجيبه...
" كل تمام بكره التسليم و..... "شعر بشيءٍ صلب
تحت أطراف أصابعه... تساءل زهران بشك....
"مالك ياجواد سكت ليه...في حآجه في شُحنه..."

هز رأسه وهو يتناول بيده هذا الجهاز مُدقق به وهو يجيب على عمه بثبات حتى لا يشعر بشيءٍ ، ولحسن الحظ ان هذا المكتب الضخم يفصل عن كلاهما
الرؤية من الأسفل.....تطلع على هذا الجهاز الذي كشف هوايته سريعاً فالطالما استخدم تلك الأشياء لأعدائهم
في شغلهم المشبوه....رفع عينيه على باب المكتب الذي خرجت منه بسمة منذ دقائق معدودة بوجه
شاحب مُرتبكاً وصوتٍ يرتجف خوفاً....

تمتم داخله بعدم تصديق....
"بسمة....معقول هي.....


يتبع الفصل السادس والعشرون اضغط هنا 


reaction:

تعليقات