Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لن احرركِ الفصل الواحد والعشرون 21 - دهب عطيه

 رواية لن احرركِ  الفصل الواحد والعشرون  - دهب عطيه

رواية لن احرركِ الفصل الواحد والعشرون

أعتقد أن أسوأ مافي الحياة عدم معرفتك لعدوك الحقيقي، عدم استيعاب أن حفرة الهاوية التي
وقعت بهآ لم تقع بها بإردتك او حتى صدفة كما تتوقع بل أنَ الهاوية كانت مُدبرة من قِبل عدو مخفي
عن العيون يتجسد بصورة الأقارب ولكنه لم يكن يوماً قريباً منك لا قلباً ولا عقلاً حتى الدماء التي جمعتكم أصبحت ملوثة بخبث أحدهم، وتعكر صفو
لونها بماضي مؤلم يرهق روح الآخر....

وتبقى الحرب حرب باردة والخصم مجهول ولانتقام
غير سوي فقط يبقى الانتقام نار تحرق صاحبها لا
مُشعلها !.....

اغمضت بسمة عينيها بتعب بعد غضون عدة أيام على مقابلة إحسان زوجة عوض وابنتها الكبرى شروق وحديثها مع شروق التي سردت لها تفاصيل
الحادث وحبس والدها وسبب وفاة شمس اختها الصغرى....حقائق متصاعدة صدمات متتالية لم
تريح قلبها كما ظنت في بداية تلك الزيارة بل كانت الصدمات صاعقات تلقيها بقوة نحو الظلام الدامس بقاتمة لون لا تفضله....هل كانت تظن أن بعد تلك الحقائق سيكون هناك بديل عن الأسود أمامها ، هل كانت تظن ان الرمادي يناسب عائلة (الغمري) كم ان الحقيقة مُر مذاقها والاصعاب انها علمت الآن مع من تتعامل وما الأذى الذي ممكن ان يصيبها إذا انكشف أمرها يوماً !....

فرقت عينيها بيدها بتعب من كثرة التفكير الذي أرهقها طوال تلك الفترة....مسكت الهاتف بين يدها
مُنتظرة اتصال من مروان الذي يبحث لها عن سبب
وفاة عوض شحاته مقابل مبلغ مالي بسيط كما تفعل معه دوماً من يوم أن أصبحت في مهنة المحاماة باتت مُدركه أن لا أحد يفعل شيئاً مجاناً فلكل خبر
او معلومة تبحث عنها مال فقط بعض الأموال إذا
كنت تريد ذلك!...

لا تعرف لمَ آتى في عقلها جواد....

وهل أغفل العقل عنه يوماً !....

لكنها تتهرب من إتصالاته من يوم أن عادت من تلك الزيارة وهي تتهرب من اي شيء يخصه.....

ليس يأس منه او من شخصيته فهي عشقته بتلك الشخصية ولم تكره عيوبه الذي تأقلمت معها منذ بداية لقاهم.... لكنها تحاول ترتيب الحقيقة التي
علمتها واستنتجتها من تلك الزيارة ومن حديث
شروق ابنة (عوض شحاته)

••••"أنا هحكيلك على كل حاجة.... "
ربتت على يدها بسمة بشفقة وقالت بحرج...
"بلاش تحكي حاجة دلوقتي أنتي فـ...."

لم ترد عليها شروق بل قاطعتها وبدأت بسرد
الحقائق باعين دامعه.....
"بابا كأن شغال آمين مخازن عند وآحد إسمه
زهران الغمري...."

تلك أول صاعقة تلقطها بسمة لكنها لزمت الصمت
وبدأت بالاستماع لباقي الحديث الشيق وصادم
كذلك.....

"جه في وقت من الأوقات دي تعبت اختي شمس الصغيرة وبعد مكشفنا عليها اكتشفنا أنها عندها
ورم على المخ ولازم عملية لاستئصال الورم قبل
مالحاله تسوء.... كنا خايفين ومضطرين نستلف من ده وده بس كل إللي حولينا على قد حالهم زينا
اضطرّ بابا يستلف من صاحب الشغل كلم المدير
المدير وصله لزهران الغمري لأن المبلغ إللي بابا طلبه كان كبير يعني حوالي خمسين الف..... طبعاً
زهران ده مرداش يسلف بابا المبلغ لأنه برده شايفه
كبير حتى بعض محكاله على ظروفه رفضه وطرده كمان من الشغل لأنه خاف بابا يسرق ويمد أيده على حاجه من المخازن بسبب ظروفه اللي هو
خلاص عرفها..... بعض بهدله في المستشفيات وتعب شمس زاد وقلت الحيله، جه خبط على بابنا
في يوم زهران الغمري وعرض على بابا نص مليون مقابل أن يشيل قضية أبن أخوه والحكم مؤبد يعني كأن بيقوله بالعربي الباقي من حياتك هتقضيه في السجن وهتموت هناك وتمن النص مليون..... سلمنا وقتها عشر تلاف جنيه عشان
يزغلل عيونا ويدينا أمل بعلاج اختي الصغيرة..."

نظرت له بسمة بتردد قائلة....
"كفايه عليك كده ياشروق أنا شايفه أن إحنا نتكلم في وقت تاني و..."

"انا كويسه خليني أكمل كلامي...." قبضة على يد المقعد المتهالك وهي تعصر عقلها لتفوه بباقي الأحداث اللعينة بترتيب....
"بعد مابابا سلم نفسه واعترف روحنا لزهران الغمري عشان ناخد منه بقيت الفلوس لأن كل إللي
معانا العشر تلاف إللي سلمهم لبابا في الأول...
لكن يومها طردنا أنا وماما وشمس التعبانه وقال
أن العشر تلاف دول تمن سجن بابا وكفايه علينا
كده وهددنا أن لو حد أتكلم هيحصل بابا في سجنه
...... يسجن يالموت....."

نزلت دموع بسمة بصدمة وحزن وسائلة بيقين...
"وشمس ماتت وقتها بسبب التعب إللي كأن عندها والعمليه إللي اتأخر معادها ...."

اومات لهآ شروق وهي تزفر الدموع بكثرة وقالت
بصوت مبحوح.....
"شمس ارتاحت من ارف الدنيا فالحقيقه المفروض
منزعلش على شمس المفروض نزعل على نفسنا
ونبكي على ضعفنا وقلة الحيلة....لان بعد موت شمس وسجن باباه الناس مرحمتش ضعفنا وقلة حيلتنا وبقا بيتنا إسمه بيت صاحب تاجر المخدرات ومش بس كده دا حتى حماتي واهل خطيبي فركشو الجوازه لأننا نسب ميشرفش.... تعرفي وقتها اتمنيت لو مت مع شمس إللي حسدتها على رحمت ربنا عليها... "

نهضت بسمة وعانقتها بقوة وهي تقول بشفقة وحزن....
"ربنا كبير ياشروق ورحيم بينا وبكره يعوضك خير و يزيح عنك البلاء وصدقيني بكره يجي حقك بس اوعي تيأسي...."

نزلت دموع الفتاة وقالت جملة واحده مُلخص
كل شيء واي شيء.....
"يمهل ولا يهمل......"••••

كم كانت محقه يمهل ولا يهمل سيترك آلله الظالم يلهو في الأرض ويفسد ويفعل مايشاء وسيظن وقتها الظالم أنه لن ينضر ولن يصيبه شيء سيظن أن جبروته وقوته يحميه من كل شيء سيظن ان آلله قد نساه ولكنه لا يعلم أن آلله تركه ليفيق تركه ليُقر باخطاءه تركه لياتي وقت يحاسب به حسبان الأول في دنيا ولاخر في الآخره !.....

تنهدت بعمق وعقلها أصيب بصداع هالك لعينيها
قبل رأسها......صدح الهاتف وكان المُتصل مروان...
ردت سريعاً بدون تفكير....
"الو.....أيوا يامروان وصلت لي إيه......سكته قلبية مفاجأة.....لا حول ولاقوة إلا بالله.....أنت متأكد من المعلومات دي يامروان.....تمام شكراً....ااه متقلقش
محضره المبلغ اللي تفقنا عليه عدي عليه وخده...
تمام سلام...."أغلقت الهاتف وهي تزفر بضجر...
"ياساتر غول فلوس....."تريثت برهة مُفكرة بتلك
الحلقة المُعقدة تلك التعقيدات التي تدور بها وتعود
لها فيصبح الطريق مبهمٍ قاتمٍ بارداً بماضي لم
يُضح بعض.....

نهضت من على الفراش وكادت أن تفتح بعض الأوراق لقضية من القواضي الذي تترافع بها
لكن اوقفها رنين الهاتف باتصال من...

"جواد....."اغمضت عينيها بتوتر وفتحتهم برهبه
من القادم فهي تفكر في اخباره ما علمته لكن
ليس على الهاتف بل وجهاً لوجه سيكن أفضل لكليهما......فتحت الخط وخرج صوتها بصعوبة....
"الو السلام عليكم....."

"خمس دقايق وتبقي ادامي أنا تحت البيت...."

أخبرها بأختصار وببرود صدمها.....نهضت بدون تفكير متجها نحو شرفة غرفتها الصغيرة.....وجدته يستند
بكلتا يداه على سيارته وللعجب عيناه مثبته على المكان الواقفة به وكأنه على يقين أنها ستظهر الآن أمامه....

كان حوار عيناه المخيفة مع عينيها العسليتين قاسي
مُشتعل بالغضب وكأنها فعلت كارثة دُمرت بها حياته بأكملها هذا ماظنته من تلك النظرات.....

هزت رأسها بسؤال وحركة غبية بيدها سألته...
"مالك في إيه...."

رفع أربع أصابع من يده أمامها ووجها لها نظرة آخره
اوصلت الرجفة الى جسدها خوفاً ورهبة حقيقة منه....

فهمت أن تلك الحركة دليل على مرور دقيقة من الخمس دقائق الذي اضافهم لها بدون أن يسمع ردها
عليه....

دلفت لداخل بتوتر ولكنها كانت تشتعل غضباً من طريقته الجافة معها، وبعد مرور كل هذا الغياب
الذي يعادل خمسة عشر يوماً بعيدة عنه مزال مصمم
على الجمود ولا مبالاة وكأن وجودها وغيابها بات
أمر غير مهم بنسبه له.....

"ماشي ياجواد، لم أشوف أنتَ عايز إيه الأول وبعدين لينا كلام تاني على طريقه الزفت دي إللي
مش قادر تبطلها أبداً معايا...."

♡♡♡♡♡♡♡
دلف داخل السيارة بوجه مكفهر غضباً وحنق منها
بدأ بتذكر تلك المكالمة التي اتت لها منذ يومين...

•••••صدح هاتف جواد باتصال من أحد رجاله الذي كُلف بمراقبة بسمة بدون ان تلاحظ ذلك حتى تظل تحت عيناه دوماً خوفاً عليها من غدر أحدهم وبذات أعداه المعروف عليهم في مجاله المشبوة....

"الو ها.... في جديد.... آآه فاكر زيارتها للحارة دي والبيت اللي زرته انا قولتلك عايز معلومات عنه."
زفر بضيق....
"ايوا اخلص وصلت لحاجه...." أنتظر برهة على الخط ليسمع حديث لم يروقه قط.....
بدأ وجهه بالاحمرار والعروق في عنقه برزة من شدة الغضب امّا عينيه فمن ينظر لهم يجدهم بركتين من الحمم البركانيّة
"أنتَ متأكد من الكلام ده..... يعني عوض شحاته
ده يبقى...." أغمض عينيه بقوة واغلق الهاتف في
وجه المتصل تريث دقائق ودقائق وهو يحاول السيطرة على عصبيته الذي يود افراغ شحنتها
على جسد أحدهم وللحق هي من تستحق لكنه
لن يفعل ليس لأنه لايستطيع بل لأنه ضعيف أمام
تلك العسليتين الذان يخدعاه ببراءة مُزيفة....
"بدوري ورايا ليه يابسمة عايزه توصلي ليه إيه
بظبط......" قبض على كف يده بقوة وتوعد بعينا
مخيفتين بلونهم القاتم ....
"أقسم بالله يابسمة لاوقفك عند حدك....ماهو مش جواد الغمري اللي تشتغلو واحده ست وتضحك عليه بكلمة بحبك وهي في الأساس بدور وراه عشان تبيعو لي اقرب حد يقابلها...."••••

فاق على صوت باب السيارة يُغلق ورا بسمة بعد صعودها بجواره.....
"في إيه ياجواد كنت عايز ايه...."

تقوس فم جواد بسخرية ونظر لجانب الآخر بعيد عن مرمى عينيها وقال بنبرة مبهمه.....
"اظن إني جوزك....يعني مش واحد من الشارع..."

بلعت مابحلقها وتوتر يتزايد داخلها لكن حافظة على
هدوءها وإجابته ببساطة استفزته.....
"كويس إنك لسه فاكر إنك جوزي تصدق إني نسيت فاليومين دول اننا متجوزين أصلاً....."

تقوس فمه بابتسامة جانبية وقال بصوت خبيث لا يحمل ذرة مرح....
"طالما نسيتي يبقى لازم افكرك...."انطلق بسيارة بسرعة عالية وعلامات البرود المبهمة تترسم على ملامحه ببراعة تجعلك تصفق على قوة تحمل تلك العواصف والمشاعر القاسية داخله وكأنه تعود على
رسم الامبالاة من يوم أن وقع في حفرة الماضي تلك.....

كانت تنظر له بين الحين ولاخر بخوف وشك من قسوته المفاجاة التي لا تعلم سببها بعض..هل يعلم شيء بخصوص آسر والاتفاق الذي بينهم كارثة
بكل المقاييس أن علم بعملها مع الحكوم لن يظن بها
إلا الاسواء ولن يصدق أن كل ماتفعله من أجله هو لن يصدق مهما قالت ومهم بررت لها....
"يارب استرها....."هتفت داخلها برعب من ماينتظرها
وماعلم به......

وقفت السيارة بسرينة عالية ومفاجاة.....كادَ ان يرتطم رأسها بزجاج السيارة أمامها لكنه أعاقها
بحركة بسيطة من كف يده على صدرها مُمانع
هذا الارتطام بابسط الطرُق ....

رفعت عينيها بصدمة وبصوت حاد صاحت...
"أنت إيه إللي انتَ بتعمله ده انتَ عايز تموتنا في حد بيقف بشكل ده...."

"متقلقيش محدش بيموت نقص عُمر...."قال جملته وهو ينظر الى يدهُ المثبته بتلقائية في نصف صدرها
تامل انوثتها بعينا عابثة فهو لم يلاحظ تلك المفاتن
الذي لمسها بحركة فاترةٍ منه حتى يمنع اصطدمها
في زجاج السيارة الأمامي.....

نظرت بسمة الى ماينظر لتلاحظ يده مزالت مثبته
عليها ابعدتها بضيق وقالت...
"ممكن تلم نفسك وتلم إيدك شويه....."

"على أساس إني قاصد يعني...."قالها بستهزاء.....

"آلله واعلم أنا مدخلتش جوا ضميرك...."

"عندك حق....محدش عارف التاني ضميرة في إيه..."
سحبها بقوة عليه لتجد نفسها تجلس في احضانه ولم تستوعب بعض أن يداه القويتين رفتعها للجلوس على قدميه....شهقت بصدمة...
"جواد انتَ بتعمل ايه...."

أبعد خصلات من شعرها عن عينيها وتاملها بعيناه الزيتونية القاتمة......
"عايز افكرك اننا لسه متجوزين مش بتقولي إنك نسيتي برده....."قرب أنفاسه منها أكثر ناظراً الى تلك الشفاة بشهوة مُتبخرة فمزالت حقيقة تلك الزيارة
تفترس عقله بدون رحمة، كادَ أن يقطف شفتيها بطريقة الذي سيخمد بها هذا العقل لثواني لكنه تعرقل عن ماينوي فعله بحركة رأسها الذي ابتعدت عنه وقالت بحرج....
"أنا لسه فاكره أن إحنا متجوزين مش لازم تعمل
كده....."

مسك شعرها من الوراء بقوة آلامتها وقربها منه عنوة عنها بشدة قائلاً بصرامة....
"بس أنا بقه عايز افتكر...." لم تشعر بشيء الى بالام
مبرح في شفتيها وضيق تنفسها بسبب أنفاسه الساخنة الذي تطوق أنفاسها بعذاب خانق لها يداه لم ترحم شعرها الذي كلما حاولت الفرار من سطوة الم
تلك القبُلة تجد يده تجذبها وتثبتها بقوة ارهقتها
أمّا يده الاخرة فعبثت بجسدها بقسوة مهينة وكأنها تشابه التمثال لا تعرف معنى الألم الذي يسببه لها نفسياً وجسدياً كذلك.....

مرت الدقائق وهي لا تعرف للاستمتاع طريق من تلك القسوة التي يُسقيها لها بدون رحمة....تركها لتاخذ أنفاسها لثواني ومن ثمَ سألها سؤال محدد...
"عملتي كده ليه؟..."

نزلت دموعها بعدم فهم وبالم من ما يُسببه لها...
"عملت إيه أنا مش فهمه حاجة....."باغته بقُبلة
اكثر قسوة جعلته يتذوق طعم الدماء المالح بها ودموعها تشارك في كسب تلذذ أكثر له....تركها
مره آخره وقال بغضب مكتوم.....
"لمَ انتي مش بتحبيني كدبتي ليه وقولتي إنك بتحبيني.....كدبتي ليه وانتي بدوري ورايا عايزه
تتخلصي مني ودخليني السجن هو ده وجبك ناحية جوزك ياحرمي المصون........ إنك تخدعيني"

نزلت العبرات أكثر وهي تقول بصدمة....
"انتَ فاهم غلط ياجواد أنا وللهِ مخدعتك أنا بس كنـ...."

أحاط خصرها بقوة بين يداه وقاطعها بغضب وامتلاك...
"اعملي حسابك إنك مهما عملتي مش هبعد عنك وان حتى داء الخيانة والخداع إللي فيكي ده هخليكي تبطليه بطرقتي....."كادَ أن يقبلها مره اخرة من تلك الشفاه الذي تزايد احمرارها واصابها ببعض الورم البسيط...
" كفاية ياجواد حرام عليك بقه كفاية.... "هل تصدق أنها القت نفسها داخل احضانها بعد تلك الكلمات...

تختبئ من نفسه لنفسه !....

أغمض عينيه بعذاب ليضمها لثوانٍ ويدفن وجهه في عنقها بصمت.....
" بكرهك ياجواد بكرهك..... "هتفت وهي داخل احضانه كعلامة توضح سبب قهرها وغضبها الذريع منه... مرر يده على ظهرها وربت عليه بصمت ولم
يتفوه بكلمةً واحده..... ابتعدت عنه بحدة وجلست
على المقعد بجواره نظرت لناحية الآخرة بصمت وبدأت الدموع تسيل على وجنتيها الحمراء بلا توقف، تركت لضعف مكان داخلها وامام عينان مُعذبها.....

نظر أمامه ليجد المكان خالي بهم ، فقد أوقف سيارته
في منطقة صحراوية على الطريق السريع اختلس
النظر لها بوجه حجري ومن ثمَ تناول علبة المناديل
ووضعها على ركبتها قال بصوت قاسي...
" امسحي شفيفك عشان بتجيب دم..... "

"أنا عايز اروح...... ممكن ترجعني مكان مخدتني..."
كانت عصبية في تفوهها بتلك الكلمات وهذا رد فعل طبيعي بعد كل ماحدث....

"هتروحي بس على الفيلا....." رد ببساطة قتلتها حية.....

"مش راحه الفيلا ولا هرجع معاك تاني...."

"يعني إيه ليكي مزاج تتطلقي مثلاً...."

نظرت له بغضب وصاحت بصلابة.....
"تصدق أسلم حل اننا نطلق...." قالتها وهي تتمنى أن
لا يفعلها بل ويرفض بشدة !.....

"مفيش طلاق الحاجة الوحيدة إللي ممكن تبعدني عنك هي الموت...."

"بعد الشـ...." عضت على شفتيها بغضب من ردة افعالها العاطفية الذي صعب السيطرة عليها أمامه، وبرغم كل شيء تبقى العواطف عواصف
في عشقه......

طرق برأسه للأسفل بغضب فقد حيرته تصرفاتها
هل تعشقه كما أقرت بذلك في قربه، ام تخدعه بصورة الحبيبة الصادقة المتيمة في عشقه.....

"صحيح بعد كده لم تروحي تزوري مرات عوض شحاته أبقي كلميني عشان أروح ازورها معاكي
ماهو لولا جوزها كان زماني في سجني..." خرج
من سيارة تارك الصدمة تحتل وجهها بصدمة....

يعلم أن عوض بريء وأنهُ دخل السجن زور!!...

هل يعلم ان عمه الخَسيس دفعا عوض لسجن لمدة خمس سنوات مقابل مبلغ مالي قيمته عشرة ألف جنيه ارخص سعر دُمر عائلة فقيرة فقدت الاب والابنه الصغرة بسبب قلة المال وفقدت أيضاً السمعت الطيبة كذلك حتى الابنة الكبرى فقدت مكانها كزوجه وحبيبه من قِبل خطيبها وأهله
كذلك.....

لمَ لا يرأف المرء بأخيه في شدته ويسانده على تخطي محنته ، لمَ يظن المرء أنهُ إذا أذاقه كأس وآحد من نذلته سيرضي به ضميره بعدها !...

خرجت من السيارة بصلابة وهي عازمة النية على مواجهته ومعرفة الحقيقة كاملة منه.....

هل فعلاً سيخبركِ ام كالعادة سيتهرب منكِ؟..
سألها عقلها بسخط مُتيقن ردة فعل شخص حفظ
تصرف شخصيته المدروسة !...

كان يقف بمسافة ليست ببعيدة عن سيارته
منتصب في وقفته يوليها ظهره.....

"يعني أنتَ عارف أن عوض دخل السجن ظلم..."

تنهد وهو يُجيبها بمقت....
"أكيد عارف مش دخل مكاني....."كأن مزال على وقفته تلك لم يلتفت لها قط.....

اقتربت منه بعصبية ووقفت أمامه وهتفت بحدة أمام وجهه ...
"وعارف كمان أن عمك استغل احتياجه للفلوس عشان عملية بنته المريضه، عارف كمان أن عمك نصب عليه وبدل ميسلمه النص مليون إللي كانو
تمن سجنه سلمه عشرتلاف بس وبسبب ندالة عمك
بنت عوض ماتت من كتر المرض وعيلته بقه بواقي
بنادمين......."

مسك يدها بقوة وقربها منه قال بحدة....
"كل ده ميهمنيش كل واحد بيشيل ذنبه وأنا مليش ذنب بموت بنته ولا حتى سجنه ولا حتى اتفقت
معاه على حاجه.....أنتي ليه بدوري ورايا نفسي أفهم
عايزه توصلي لي إيه....."

اتسعت حدقتيها بصدمة لا تصدق استهانته بهذا الأمر
هل القتل والظلم بات له الابسط في سماعه.....
"أنتَ بتقول إيه يعني إيه ميهمكش دي روح....."

اعتصر ذرعها الإثنين بين كلتا يداه وهو يهتف بصلابة قاسية.....
"وأنا من أمته في روح بتفرق معايا....ولا ناسيه إني ضربة عليكي نار قبل كده ولا تكوني نسيتي موت علام على ايدي......"

افترقت شفتاها عن بعضهم وضجت علامات الصدمة
كامل وجهها الشاحب.....

هل هو سيء لتلك الدرجة؟...

هل أصبحت عمياء بعدما عشقت هذا القلب المتحجر؟......

"مالك مصدومه كده ليه، فوقي من الوهم ده وشوفي الصورة إللي دايما واضحا ادامك....."
صمت برهة ومن ثم افترس وجهها الشاحب وزهولها
من حديثه المبهم ثم أضاف أكثر بدون تردد.....
"الصورة الحقيقة إني نسخه من عمي إللي كُنتي بتقولي عليه ندل من شوية....."تركها بقوة لتقع
أرضاً على الرمال الساخنة مزالت عينيها مسلطة عليه بزهول برهبه وارتياب من ما ينوي قوله
الآن... لكن للحظة شعرت بلسانها يتحرك مُخرج كلمات خرجت من صميم قلبها......
" وأنا مستحيل أكمل مع واحد ندل.... "

نظر لها جواد وبتسما بتهكم قائلاً بسخط....
"دا بجد لس فكره ان عندك مبدأ بعد متجوزتي واحد مجرم تاجر سلاح افتكرتي أن مبدأك مش هتسمحلك
تكملي مع واحد ندل.... يشيخه قولي كلام غير ده..."

سخر منها بقوة خدشت قلبها..... لتصمم على حديثها بكبرياء انوثة مُحطمة....
"ليك حق تتريق وليك حق تعرفني إني إنسانه عديمة كرامة من البداية بس أنا عملت كده عشان احمي أرواح ناس ملهاش ذنب في أي حاجة حصلت بيني وبينك انت وعمك ....بس أنا خلاص شايفه أن كده كفايه ولازم تطلقني وكده كده مر على جوزنا اكتر من شهر يعني الطلاق هيكون شيء طبيعي.. "

أقترب منها ووقف أمامها موضع يداه في جيب بنطاله ناظراً لها باستعلاء وهي تجلس تحت اقدامه..
"مفيش طلاق ياحضرة المحامية أصلا مش بمزاجك تمشي وتسبيني كده عادي...."

رفعت رأسها بحدة لتواجه عيناه الدكنتان.....
"بالعكس بمزاجي ومن حقي أختار حياتي بعيد
عنك وعن اجرامك وندلتك...."باغتته بنظره ذات معنى.....

نزل لمستواها ببرود ومد يده وتلامس خصلة من شعرها الاسود الحرير وقال بصوت مبهم....
"ندلتي واجرامي هتتعيشي معاهم وهترضي بيهم
زي مانا راضي بمثاليتك ياحضرة المحامية...."

ابعدت يداه عنها بحدة وصاحت بغضب....
"أنت مش طبيعي أنتَ أكيد اتجننت....أنا مستحيل أقبل اعيش في الارف ده حتى لو كنت بحبك..."

"بتحبيني...."ضحك ضحكة خالي من أي مرح وصمت بعد إنتهاءه منها قال ببغض....
"انتي مش بتشوفي عينك في المرايه ولا إيه....أنتي يمكن تكوني حبتيني بس على قد الحب ده على قد الندم إللي بشوفه فعينك كل متبصيلي...."

اخفضت بصرها بعيداً عن عيناه الدكنتان بقسوة ترجف الجسد خوفاً وريبه منه فهو قد باغته الان بحقيقة مشاعرها المتخبطة في عشقه.....

نهض جواد واشعل سجارته بانزعاج فحقيقة حبها واضحة وقعت في عشق تلعنه وتندم عليه وهل هذا ينتمى للعشق من وجهت نظرها ام ذنب يعذبها كلما تذكرته ويعذبه أكثر كلما راء في عينيها الندم
وذنب على ما اقترفه قلبها في حقها .....

اخرج جواد دخانه الرمادي بانزعاج وقال بمقت...
""يمكن ارتبطنا من البداية غلط ويمكن أكون عكس الزوج إللي كنتي بتتمنيه يمكن محبتكيش يمكن تكوني ندمانه على حاجه شبه حب بنسبه ليكي...
يمكن وجايز في حاجات كتير مكنش المفروض تحصل لينا.... بس الاكيد يابسمة إني مش هحررك
بسهوله وأنك هتفضلي مراتي وأن مش من حقك تختاري عكس اللي أنا حددته ليكي..."

لم تشعر الى بالاصمم لكل من حولها من سيارات تمر بسرعة عالية على هذا الطريق من خلفها ومن هواء يمر بلهيب حرارته على وجنتيها الشاحبة قد فقدت القدرة على الشعور وسماع ما يدور حولها إلا هو وكلماته إمتلاكه وفظاظة سطوته عليها..... هل يقترح عليها امتلاكه وقبول العرض ام يخبرها أنها لن يحررها أبداً من دائرة الدماء المحاط هو بها والذي يود ودود الكرام ان تدلف لها بكامل إردتها بل وتقبل بأسوء مابه طالما أصبحت شريكته في تلك
الحياةِ ذو أبشع الالوان بنسبه لها الاسود القاتم !....

"ونصيحه مني بلاش تدوري ورايا تاني وخليكي فكره أنا دايماً عيني عليكي.... وااه ياريت بقه تنسي الماضي وتفكري في الحاضر، الحاضر إللي هتعشيه معايا.. مع جوزك اللي بتحبيه..." أبتسم ببرود وأضاف
ساخراً.....
"مش بتقولي إنك بتحبيني برده...."ضحكا لاستفزازها ضحكة لا تدل على ذرة مرح واحده يشعر بها....

اشاحت بوجهها بعيداً عنه ببغض.... ماذا تفعل تصرخ
تلعنه تضربه حتى الموت؟ ، الصمت ياللهي للغة العظماء وايضاً للغة الضعفاء مثلها الذين يهربون بمنتهى الخزي من المواجهة ولم تكن بأقل الخسائر كما يقال بل كانت خسائرها فادحة يكفي أن ترى قلبها مُحطم بجوار كرامتها المشوهة....

لكنها في نهاية غلبتها شخصيتها وبعد صمت طال معها وترتيب افكارها نهضت بخزي ووقفت أمامه قائلة ببرود بجمود..
"بعيداً عن هوسك في امتلاك غيرك بعيداً عن قسوتك الموجوده عند اي واحد بيقتل بدم بارد بعيداً عن كل حاجه قولتها أنا مستحيل أبقى الست إللي أنت بتحاول تلبسني هدومه دلوقت...."

نظر لها بعدم فهم...لتكمل بسمة بتشدق....
"أنا مش هقبل أكون معاك بشكل ده وبلاش خيالك يرسملك إني ممكن أقبل أعيش مع واحد مجرم مش بس مجرم ده ذكاءه كمان محدود...."

"بــــســمـــه....."أقترب منها وعصر ذرعها بين يده واحمرت عينيه بحمم بركانية مستعارة هتف بحدة
ونفاذ صبر من تحت أسنانه محاول السيطرة على عصبيته المفرطة.....
"كلمة تانيه وهتباتي النهاردة في المستشفى...مش جواد الغمري إللي مراته تهينه وتقل منه...."

وجهته بعسليتيها بصلابة وثبات وبرغم من رجفة جسدها من الداخل من آثر عينيه المخيفة الحمراء غضباً عليها... إلا أنها هتفت بمنتهى الشجاعة....
"دي الحقيقة يابن الغمري.... عارف الحقيقة بتقول إيه عمك هو إللي رماك في سجن هو اللي حبسك خمس سنين وهو إللي دمر مستقبلك عشان تبقى معاه في شغل المشبوة.... " اخبرته ببطء وببرود

لم يتفوة جواد بكلمة بل ظل محدق بها بعدم استيعاب.....

قربت سبابتها وخنصر اصبعها الآخر من بعضهم وامام وجهه هتفت بخذلان....
"لو بس تفكر فيها لو بس تفهم حقيقة إللي حوليك هتعرف انك عايش في كدبه كبيرة من تأليف عمك
إللي وصلك للارف ده كله...."

مسك يدها بقوة وقربها منه بقسوة قائلاً بحنق...
"قصدك إيه من الكلام ده انطقي عرفتي إيه
بظبط..."

هزت رأسها باستياء وهي تجيبه.....
"عرفت حآجه واضحه أدامك من سنين...."

"انطقي يابسمة وبلاش اللعبه دي معايا...." هز كتفيها بين يداه بنفاذ صبر وتوقف مُنظراً لها منتظر أكمال باقي حديثها.....

سالته بسمة بمنتهى البرود....
"الاجابه في سؤال ده ياجواد.... ليه عمك صبر خمس سنين على سجنك وبعدين خرجك ؟....

ليه صبر كل ده مع أنه كأن يقدر يخرجك من أول يوم دخلت فيه السجن ليه استنى دا كله..."

♡♡♡♡♡♡♡

كأن يجلس في غرفته على الفراش الوثير
يفتح الاب توب ويطلع على عدة صور تجمعه بحبيبته الراحلة (أمل)كم أشتاق
لهآ كم مرت السنوات في لمح البصر سبع سنوات
على غيابها ومزالت تشكل فرق كبير في حياته من ذكريات معدودة بينهم يحيا عليها لكن في الاونة
الأخيرة أصبح البال مشغول بواحده فقط تشغل العقل والقلب بضحكتها وعفويتها، مزاحها، حديثها
معه حتى ملابسها الذي تشعل جنونه برغبات مكبوتة داخله لم يصرح عنها من قبل.....كل شيء بتلك الاسيل هالك!......ااصبح يكن لها مشاعر آخره عكس
الذي يدعيها دوماً أمامها.......

بلع مابحلقه كلما تخيل هذا الحلم الذي يراود عقله الباطل دوماً مع تكراريّة مستمرّة.....

يحلم دوماً أنها بين احضانه يراها في الحلم زوجته
بفستانها الأبيض الناصع يقبلها ويرتوي من شفتيها
ببطء وتأني يبقيها داخل احضانه يهتف بكلمات الحب والغزل وتهتف هي بكلمات لا يسمعها وحين
يبعدها عنه كي ينظر لعينيها يجدها تبكي بقوة ومن ثمَ تبتعد عنه تاركة قلبه ينزف الم عشقها.....

بداية الحلم مذاق يذهب العقل لمسات حميمية ومشاعر جامحة داخله ونهاية الحلم مثل الطريق المبهم مرارة لا يتوقعه عقلاً !.....

طرقت على الباب بطرقات انوثية علم أنها !..
طرق الأب توب مفتوح على صورة تجمعه هو وامل في لقطة رومانسية تحكي عن هيام الإثنين ببعضهم....

فتح الباب لها وهو يقول بمزاح....
"اهلاً خير جاي اوضتي ليه...."

"يعم وسع كده جيبالك النسكافية إللي بتحبه...."
دلفت اسيل الى داخل الغرفة بمرح مُزيف فهي
قررت أن تستغل هذهِ الفترة في تجميع بعض الذكريات الذي ستمكث بها هنا مؤقتا معه لحين
إنهاء المسابقة وسفرها واستقرارها هناك هروباً من
عشقه لحين نسيانه مع الأيام كما تظن هي !....

"وسع ياعم لا دنتي خدتي علي أوي...." قالها سيف
وهو ياخذ منها المشروب الساخن وجلس بعدها على الفراش مُبتسم بجاذبيته المعتادة....

جلست على مقعد أمامه بمسافة بسيطة بينهم واجابته بإبتسامة باتت متهكمه لكنها حاولت أن تكون فاترة......
"اي يعني لم اخد عليك مش أخوي الكبير...."

"اخوكي...."لفظها وهو يتذكر ذاك الحلم الذي ينتهي بغرابة تصيبه بالارتياب من محور علاقته معها .....

" ايوا أخويه انتَ نسيت كلامك ولا إيه.... "

زفر بانهاك....
"لا منستوش....."

"مالك ياسيف شكلك مضايق كده ليه في حآجه حصلت في الشغل....."

"لا أنا كويس...." ارتشف من الكوب وهو يخفي عينيه عنها.... "قوليلي صحيح عامله إيه في
المعرض بتاعك ولاوحات إللي بترسميها...."

"الحمدلله كله تمام....." تطلعت عليه وهو يرتشف من الكوب الساخن بتلذذ وقسمات وجهه تضج استمتاع....

"حلو النسكافية ياحاج....." مازحته بخبث...

"وللهِ يابنتي النسكافية عشرة على عشرة بس لو كنتي حتيطي سكر بدل الملح كان هيبقى أحلى....."

اتسعت حدقتيها بصدمة وقفزت من مكانها بسرعة تاركة الكوب الخاص بها على المنضدة مُقتربة منه بحرج..... "بتكلم بجد ياسيف النسكافية في ملح..."

نظر لها بخبث قائلاً بتأثر وبراءة....
"مالح أوي حتى شوفي...."قربه من فمها فكادت ان ترتشف أبعده عنها سريعاً....
رفعت اسيل عينيها عليه بملامح متعجبة ثم هتفت بتساؤل منزعج...." أنتَ بتهزر صح...."

عض سيف على شفتيه بخزي متافف بحزن...
"بهزر الله يسامحك ياسوو....على العموم أنا شلت الكوبايه عشان مش حابب اضيقك انسي بقه أنك حطيتي ملح بدل سكر وانا كمان هعتبره سكر مش ملح وهشربه عشان خاطرك...."استفذها وجن جنونها بعدها لتقول بصياح....
"بلاش تستفزني ياسيف أنا متاكده إني حطيت سكر مش ملح هات بقه الكوبية اتأكد بنفسي...."

"والمقابل....."لم تشعر بجسدها الذي كان قريب من جسده الرجوليه بفارق الطول طبعاً بينهم لكنها كانت تلتصق به على كل حال......

ضاعت اسيل بسواد عينيها ببرقة تلك العيون ذو اللون البني الداكن جاذبية اهلكت حصونها فجعلتها
تقف كالبلاها تنظر له وتتبادل عواصف المشاعر معه
فرجفة جسدها تتزايد بقربه واشتعلت النيران المستعارة داخل جسدها حين أحاط خصرها بيداه القويتان ليكن بعدها كالمغيب بعينيه الشهوانية ومال ببطء عليها ليلثم شفتيها لكن تعرقل بصوتها الضعيف الخائف......
"سيف أنتَ بتعمل إيه مينفعش انتَ ناسي اني زي أختك....."

وضع شفتيه على فمها وقال بصوت خرج من الأعماق.....
"بس انتي مش أختي ياسيل أنتي حبـ...."أبتعد عنها بقوة وكأن حية قد أصابته بسمها المُميت......

نظر لها بحرج ولا يعرف ما الشيء المناسب الآن اكادَ أن يقبلها كان سيفعلها ويخسر علاقته الطاهرة بها
للأبد هل كان ينوي استغلالها بطريقة
خسيسةٍ ! .......

"اسيل أنا مش عارف أي اللي حصل بس اا......"

ابتعدت عنه وتخطت المكان من حوله مُتفقدة هذا الجهاز الذي شد انتباهه ما عليه منذ ثواني فقط.....

"هي دي بقه حبيبتك....."نظرت عبر الأب توب على
الصورة التي تجمعه هو و امل في لقطة رومانسية تحكي عن هيام الإثنين ببعضهم.....

أومأ لها سيف بحرج وعلى مضض بنعم وكأنه غير مرحب بمعرفتها عن( امل) او عن إرتباط قلبه بأي
أمرأه غـيـ.....أوقف تلك الترهات من داخله بقوة
وسلط انظاره عليه مُنتظر باقي حديثها....

برغم من الدموع الذي تنوي الخروج أمامه رغم الصدمة و وجع قلبها والخزي والكره لمرض عشقه الذي لن يحررها بسهوله إلا ان تتحول لحطام أنثى، وهي أصبحت كذلك الآن أمام تلك الصورة التي تدل على خيبة الامل داخلها كلما بحثت عن الحب بعناء
تكتشف بعدها أن الحب جرح جديد ينضم إليه بتلهف مُشكل ذكرى جديدة داخل طيات روحها
المُمزقه......

إبتسمت ببساطة بعد برهة ناظرة الى وجه سيف
قائلةٍ بصوت خالي من الحياة.....
"مبروك ياسيف ربنا يسعدك


يتبع الفصل الثاني والعشرون اضغط هنا 


reaction:

تعليقات