Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لن احرركِ الفصل السابع عشر 17 - دهب عطيه

 رواية لن احرركِ  الفصل السابع عشر - دهب عطيه

رواية لن احرركِ الفصل السابع عشر


اتسعت عينيها عند نقطه معينه في عنقه وهي
تقول بزهول....
"إيه اللي على رقبتك ده...."

نظر جواد الى المرآة أمامه ليرى قبلة انجي تترك علامة واضحة على عنقه..... عض على شفتيه بغضب
وهو يسمحها بتلك المنشفة البيضاء....

"يعني كُنت عندها...."

"اااه... كنت عندها.... وبلاش اسئلة كتير..."

احتدت عينيها وهي ترى تاففه الواضح من اسئلة
لها الحق في طرحها أمامه....

"يعني إيه أبطل اسئلة.... بقالك اكتر من أربع ساعات برا ولم ترجع القي شفيفها معلامه على رقبتك..."

استدار لها وهو يرمقها ببرود....
"أي لزمته التحقيق ده كله..... مانتي عارفه جوزنا من الأول عامل إزاي....."

ابتسمت بتهكم وهي ترد عليه ببرود...
"وهل ده بيديك الحق إنك تنام مع ستات وفي على ذمتك واحده....."

"الواحده دي أنا اتجوزتها عشان احمي حياتها من العبة اللي دخلت نفسها فيها ولا انتي نسيتي
بدايتي معاكي كانت عامله ازاي يا ياحضرة المحامية..."

كان بالقرب منها وجهاً لوجه وهو يحدثها بمنتهى السخط والبرود.....

لمعة عيناها من قسوة قلبه عليها لترد عليه بنفس ذات السخط.....
"مفيش حد بينسى أول يوم اتحكم عليه بالاعدام
معاك...."

انزعج من من تشبيه زواجهم بتلك الكلمة ، وبرغم من انهُ هو البادي في الحديث عن بدايتهم الى أن حديثها لم يروقه قط....
"شايفه أن وجودك معايا حكم بالاعدام...."
سألها وهو ينظر لها بتراقب ، وكأنه مهتم باجابتها
عليه.....

نظرت له بحزن وهي تتشدق بـ...
"بالعكس حياتي معاك أسوء من الإعدام على الأقل الإعدام آخره موت أما حياتي معاك تُصنف
بالعذاب ....."

"انتي اللي دخلتي العبه من البداية يابسمة وأنا ااه اجبرتك عليها بس ده كأن عشان نفسك....."

أبتعد عنها ليخرج من غرفة تغير الملابس متوجه
الى غرفة النوم ولكن قبل أن يتخطى إطار الباب
اوقفته وهي تقول بحزن.....
"أنت بتعذبني معاك ياجواد...."

وقف بعد جملتها ، لم يستدير بل رد عليها وهو
يوليها ظهره.....
"انتي اللي بتختاري عذابك يابسمة مش أنا..."

"مفيش واحده ممكن تقبل اللي أنتَ عايزني اقبله
ازاي عايزني أقبل يكون في حياتك واحده واتنين
وتلاته لمجرد إني دخلت لعبه بقيت فيها مراتك..."

استدار لها ليرمقها بتمعن ليرى دمعة حزينة تهبط
على وجنتيها....زفر بغضب وهو يحاول السيطرة
على اعصابه ناظراً لها بسؤال غامض....
"الدمعه دي معناها كبير اوي وأنا قبل كده قُلت لك
أن جوزنا عمرى ماهيستمر....."

انزلت عينيها فالارض المشاعر تطور داخلها وجنون
الغيرة صعب السيطرة عليه لن تتغاضى عن أخطائه في حقها..... هي ليست بالساذجة او الضعيف هي صاحبة حق هي التي تاخذ حق الغير بأعلى صوت لمَ تتغاضى الآن عن حقها ! .....

أعاد ادراجه ليقف أمامها محدج به باعين ثاقبة
قال بحيرة......
"إي لأزمة الدموع دي؟....."

مسحت دموعها بيدها وهي ترد عليه بسخرية....
"أبداً مجرد واحدة كرامتها مجروحه أدام نفسها..."

"أنا مجرحتش كرامتك يابسمة بس أنا حر في
حياتي...." انفعل وهو يرد عليها بنفاذ صبر....

"حر في حياتك طول مأنا مش جواها، لكن طول مأنا
على ذمتك تحترم وجودي فيها...."

"انتي مكبره الموضوع وقلباه درما...."

ابتسامة بتهكم وهي ترد عليه بتبرم حاد ....
"تصدق عندك حق الموضوع فعلاً مقلوب درما وهو مش مستاهل أوفر اوي أنا سوري بجد.... أقولك روح
كمل السهره معاها ونام في حضناها الليله دي اصل
الهانم فرفوشه وملهاش في درما والنكد زييّ..."

"استني هنا رايحه فين...."
مسك ذرعها قبل أن تتخطاه...
"عايز مني إيه دلوقت أنا مش انجي ياجواد أنا بسمة
روح لانجي هتعرف تعمل اللي انتَ عاوزه.... أصلها
شاطره في الحاجات دي...."
اجابته بنفس الغيظ والغيرة ووجهها أحمر من شدة عصبيتها المفرطة ويدها ترتجف بين يده من شدة
الغضب من استهانته بحديثها الذي يدعى
درما مفرطة !....

سحب يدها لتصطدم في صدره وهو يقول ببرود...
"مش انتي اللي هتقوليلي اعمل إيه ومعملش
إيه .... أنا اللي أختار ابقى مع مين فيكم....."

"دا إيه الجبروت ده انتَ فكرني زي الرخيصة اللي بتسلمك نفسها كل ليلة....."

قرب وجهه اكثر من وجهها وهو يقول بخشونة
ارجفت جسدها....
"انتي مش زيها..... بس ده ميمنعش ان هيجي أليوم
اللي هتسلمي فيه نفسك ليا...."

"بعينك ياجواد..... طول مانتَ الجوكر...."
بدلته النظره بقوة واصرار واضح....

"الجوكر ميقدرش يغير ماضيه...."
أجابه بنبرة صادقة......

"عارفه..... عشان كده إحنا مستحيل نكون مع بعض..."

ابتعدت عنه قليلاً لترحل ولكن فُجاءة به يحاوط خصرها بيداه ويقربها منه عنوة عنها وهو يقول
بامتلاك غامض....
"مش انتي اللي هاتقرري مستحيل نبقى ولا لا...."

حدجت به بتردد وهي تسأله بخفوت....
"قصدك إيه......"

"قصدي أن انا الوحيد اللي هيقرر قربك وبعدك مني
يابسمة......"

وقبل ان تفهم مايعنيه كأن يقطم شفتيها بشفتيه بدون رحمة..... ابعدته عنها بحدة ولكنه كأن كالمغيب
يتروى بدون توقف قُبلته لها تعني له الكثير سكون الألم داخله من مايحمل من ماضي قاتم ، السكينه بقربها ملاذ الروح في انفاسها وكأنه أصبح نقي أبيض القلبمعها لا يملك ماضي ولم يُجرح يوم او يجرح أحدهم يوماً....

استسلمت استسلام لا تود التفكير به الآن... تشعر
برجفة جسدها تتزيد كلما تجرأ في لمسته على جسدها كلما تعمق في قبلته كلما مر الوقت وهو يتفنن في نقلها الى عالم لم تختبره يوماً !!......

وجدت نفسها على الفراش لا تعرف متى سارت
بقدميها فهي لم تشعر بسيرها بل أن معذبها حملها
ووضعها عليه برقة وحنان ، لحظات سرقة وهو ينهال من رحيق شفتيها ومن حقه الشرعي المشروع بها....
لكنه أوقف كل شيء وابتعد عنها ناظراً الى عينيها المغمضة وبشرتها الحمراء استسلام جسدها له للمرة الثانية وتوقف عقلها عن الرفض ، حتى لم تُفكر في إبعاده عنها....كان ينتظر منها ردة فعل قوية تمنع
تلامسه الحميمي لها، لكنها صدمته من استسلامها المخزي له !!.....

فتحت عينيها بعد ان شعرت بتوقفه وابتعده عنها
وجدته ينظر لها بسخرية وكأنها عاهرة سلمت نفسها
لرجل غريب ليس زوجها !....

"عرفتي بقه أن أنا الوحيد اللي اقدر اقرر أمته اقرب منك وامته أبعد عنك...."

لمعة عينيها بدموع من اهانته الاذعة...

" عرفتي بقه أن انجي مظلومه .... اصل أنا
مش بجبرها تسلم نفسها ليه هي اللي بتسلم نفسها
بمزاجها وبالمقابل بتاخد فلوس ... أما انتي فبتسلمي نفسك ليه عشان ده .... "

أشار على ناحية قلبها واكمل حديثه ببرود...
"وانا قُلت لك قبل كده إني مش عايز الحب ده
وانتي مصممه على وجع قلبك يبقى بشوقك
بس مترجعيش تلومِني وتساليني ليه بخونك وليه بعد كام شهر هطلقك....."

ظلت تنظر له بصدمة وعدم استيعاب من شخص كان
باحضانها بكل مشاعره وحنانه ونفس الشخص يقف أمامها بكل جبروت وقسوة مُتحدث عن ضعفها المخزي في قربه........ لم يشفق على قلبها او على انوثتها التي ارتطمت لاشلاء متناثرة لمجرد أنها تركة المشاعر تتحكم بها....

"اسمعيها مني ياحضرة المحامي.... المجرم مبيعرفش
يحب ويوم مايحب هايحب واحده شبهه مش واحده
ببراءتك دي.....خساره الحب ده يكون لواحد زيي خساره" انتصب في جلسته ليبتعد داخل غرفة الملابس مغلق الباب عليه بضيق.....
وقف أمام المرآة بعيون لامعة من أجلها يشعر بانه
أسوء شخص فالعالم ، قلبها لا يستحق شخص مثله
قلبها لا يستحق ان يُحب شخص مثله هو السيئ
صاحب اسوء ماضي ، ظلماته ابحار ، قاسي ومجرم
وفاقد للحنان والحب وفاقد الشيء لا يعطيه !....

لم تتوقف عن البكاء بعد ان اختفى عن عينيها ...

حمقاء حمقاء تألم قلبي بسببي ، خدشت كرامتي باظافري هو على حق أنا صاحبة الضعف والمهانة أستحق كلماته أستحق أن اقف أمامه امراة ضعيفة أستحق أن يراني العاشقة البأسة في حبه أستحق ولم لأ فهو ذو القلب الصلب الذي لا تعرف المشاعر له طريق ، لمَ الصدمة هذا هو الجوكر وتلك هي الحمقاء الجالسة تبكي على جرحها.....

بعد مدة من البكاء دامت لساعات غفت مكانها بتعب
وجهها أصبحت الدموع تاخذ منه مكان للمررو منه وشحوب الحزين ظاهر عليه....

زفر بانزعاج وحزن منها ومن طريقته القاسية معها ولكنها هي من تدفع به لهذا.....

عدل جسدها في وضعية النوم المُريح أكثر.... غطاها
بشرشاف رقيق..... وقبل أن يتركها مال على مقدمة
رأسها وقبلها قبله طويلة وهمس داخله وكأنه
يحدث روحها...
"أنا عارف اني بقسى عليكي جامد بس صدقيني كل ده لمصلحتك.....أنا مليش حبيبه ويوم متكون ليه حبيبه هتبقى نقطة ضعفي عندهم ولو خلفت شغلي في يوم ممكن اخسرك بسببهم وساعتها هيبقى الوجع جهنم ومحدش هيدوقها غيري... افهميني يابسمة أنا خايف عليكي....."

........................................................................

بعد مرور عدة أيام على خصامهم وبعدهم المتواصل
في عدم الكلام لبعضهم......
عاد جواد لعمله في شركة من شركات الغمري وعادت بسمة لعملها في المحاماه ومكتبها الصغير الذي تقضي بها ثلاث ساعات وتقضي باقي النهار مع شقيقتها وعائلتها الصغيرة وتعود لفيلة الغمري مساءً اي او ساعات الليل.....مزالت تتقرب منها لميس بتودد مصطنع تشعر به بسمة بوضوح....تطورات علاقة اسيل ببسمة واصبحوا أكثر تقربٍ لبعضهم و وجدو بعض الأشياء المشابهة بينهم......سيف مختفي في عمله ولم يجتمع مع العائلة منذ أيام .... مزال زهران يتعامل بهدوء ووقار أمام الجميع ومن بينهم بسمة
حتى لا يثير الشكوك من حوله ولا تلاحقه الاسئلة مرة آخره فهو مزال ينتظر خطوة لميس لتخلص من بسمة سريعاً....

صباحاً على الفطور يجتمع الجميع
على سفرة الطعام على غير العادى فاليوم يوم
اجازة.... معظم من بالبيت يظل به والبعض الاخر يبتعد بجولة ترفيهيّ مستغل يوم أجازة الأسبوع !.......

يجلس زهران على راس الطاولة بجانبه أنعام ومن الناحية الآخره لميس زوجته بجانب لميس اسيل
وسيف..... وبجانب أنعام جواد وبسمة.....

قطع الصمت الطاغي عليهم سيف الذي قال بابتسامة
رقيقة لبسمة.....
"صحيح يابسمة..... كُنت عاوز اخد رأيك في مسئله قانونية كده تخص شغلي دا لو معندكيش مانع......"

اومات بسمة بابتسامة هادئه.....
"مفيش مشكلة ياسيف ، بعد الفطار نبقى نقعد ونتكلم في الموضوع وان شاء الله خير...."

تنحنح جواد بضيق خفي وهو يوجه حديثه لسيف...
"هي إيه المشكلة بظبط ومسئلة إيه اللي عاوز تستفسر عنها من بسمة...."

أبتسم سيف بمكر وهو يقول بعبث....
"مسئلة وخلاص ياجواد.... وبعدين أنا وبسمة هنحلها
بلاش تشغل دماغك أنتَ....."

نظر له جواد باعين محذرة وأكمل طعامه وهو يختلس النظر الى تلك البسمة التي تتناول طعامهم
بدون أن تعيره اي إهتمام.....

تحدث زهران وهو ينضغ الطعام بلباقة وهدوء...
"بلاش تتعب بسمة معاك ياسيف كده كده شوقي
محامي كبير وهو اللي بيدير إدارة استشاري
قانونيّ في شركات الغمري تقدر تستفيد منه اكتر.....

شعرت بسمة بتقليل منها لكن لم يكن أمامها إلا اللجوء للصمت وانتظار باقي الحديث.....

اكملت أنعام حديث ابنها زهران بأكثر تعالي...
" عندك حق يازهران لازم المسائل القانونية دي
تكون تحت استشارة محامي كبير مش محامية
كل تعاملها مع طبقات من مستواها متفهمش
حاجة في شغل الشركات الكبيرة الـ..... "

قاطعها جواد بحدة....
"أنعام هانم...."

التفت له أنعام بتحفز زائف لتجده يرد عليها بعينان مخيفتين غاضبتين......

" انتي مش ملاحظه إنك لبختي وبداتي تهيني مراتي"

ابتسمت أنعام بمكر قائلة بمهانة واضحة....
"بالعكس انا بعفيها عن الحرج في مسئلة قانونية
صعبه عليها أوي....."

اجابتها بسمة بابتسامة مصطنعه وقالت.....
"شكراً يانعام هانم لتقييم حضرتك لخبرتي
المحدودة في شغلي....."
ثم أكملت حديثها لسيف قائلة بهدوء كتلج....
"على العموم ياسيف تقدر تحكيلي دلوقتي المشكلة القانونية وانا اقرر اذا كُنت هعرف احلها ولا لا...."

"الموضوع وما فيه اني عامل عقد مع شركة أجنبية
بستورد منها بعض المعدات والمكن لشركة الغمري
لتصنيع.....البند كان في العقد أن إلغاء الشراكة بينا
ليها شرط جزئيّ خمسة مليون دولار....وأنا مش
حبب استورد منهم معدات ومكن تاني..."

"وإيه السبب...."سألته بتركيز...

"المكن في عيب صيانة مع أنه صناعة حديثه من
مصانعهم برا....لكن في عيب صناعة ودي مش أول مرة...."

"طب وليه مبعتش ملحوظة بالخطأ ده..."

"بعت بس كدبه الموضوع ..."

ردت بسمة بهدوء...
"بص هو الموضوع سهل جداً...أنت هتعمل تقرير مكثف عن عيوب المكن والمشكلة اللي بي سببها
وطبعاً التقرير لازم يعمله مهندس صيانة شاطر وتقدم التقرير ليهم مع الزمهم بمبلغ مالي تعويضاً عن العطل اللي اتسببُ فيه فترة وقف الإنتاج الخاص بالمكن ده....."

نظر لها سيف بعدم فهم....
"هيفيد بي إيه إني ابعتلهم تقرير مكثف من مهندس صيانة عن عطل وعيب المكن وأنا كلمتهم قبل كده
وجابه العيب على الجمارك يعني عيب نقل معدات حديثه ...."

"ماهما طبيعي هيقوله كده لكن التقرير هيثبت صحة
كلامك وان العيب منهم وساعتها هيبعتُه مُهندسين
اجانب لإصلاح المشكلة ووقتها كمان هيبقى ليك حق إلغاء العقد معاهم من غير متدفع اي شرط
جزئيّ دا كمان هيبقوا ملزومين بتعويض..."

أبتسم سيف باعجاب قال....
"فعلاً كلامك صح معظم الدول المتقدمة مش بياخدة
إلا بالورق والدلال الموثقة...."

اجابته بسمة بايجاز....
"بظبط وأنت المفروض تعمل كده....."

نظر جواد الى بسمة باعجاب لم تكن فقط الجميلة القوية هي صاحبة المهنة التي حلمت بها (أسماء)
شقيقته ورا على أرض الواقع (سراج) والده بها

نظر زهران لها بضيق وهو يتافف غضباً نهض وهو يقول ببرود قبل رحيله .....
"برافوا يابسمة طلعتي مش سهله زي ماكنا فكرين..."

ابتسمت بسمة باقتضاب فذلك الرجل جزء من هذا السجن الذي تحيا به......

رمقتها أنعام بتافف وهي تقول من تحت أسنانها بصعوبة وخفوت .....
"فعلاً لكن ده مش هيغير فكرتي عنك ...."

مال جواد عليها قال بهدوء....
"برافو ياحضرة المحامية عجبتني دماغك....."

نظرت له ببرود ولم ترد عليه.....

رمقتها لميس بود متصنع وهي تقول....
"بجد يابسمة اثبتي أن التعليم الحكومي بيطلع مستوى يليق بعيلة الغمري ولا إيه رأيك يانعام هانم..."

نهضت أنعام بغضب واضح وهي تقول...
"طبيعي يامرات أبني مانتوا من نفس المستوى..."
غادرت وتركتهم وهي تصيح في الخادمة....
"شادية..... هاتيلي القهوة على اوضتي...."

عبثت لميس في خصلات شعرها وهي تنظر نحو
بسمة قائلة بعينيها الحزينة جمله واحده....
(رايتي معاملتها لي ... فأنا لم اسرد قصة من الخيال )

تنهدت بسمة بضيق من تعالي أنعام عليها وهوية
حياتها البسيطة !!...

"مالك ياسيل ساكته ليه من اول القعده..."
سألها سيف باهتمام....

"أبداً بس تعبانه شوية...."

هتف بلهفه واضحة...
"مالك عندك إيه...."

ابتسمت بهدوء له فقط لتبث له الطمأنينة....
"مفيش شوية صداع....."

وضع يده على جبهتها وهو يقول بهدوء...
"الحمدلله ........ حرارتك مظبوطة...."

"ياسيف متخفش قُلت لك شوية صداع مش مستهله..."

أومأ لها وهو يقول بنبرة أمره...
"انتي هتخلصي اكلك وتاخدي مسكن وتدخلي تنامي
شوية وبلاش رسم النهاردة كتر التركيز ده هو اللي
عملك الصداع....."

إبتسمت اسيل بنعومة وقالت بخجل واستياء طفيف ...
"أنا حسى اني طفلة وباخد الاومر من بابي...."

رد عليها وهو يبتسم بجاذبية تهلك القلوب...
"مأنا بأبي فعلاً وأنتي بنتي الصغيرة...."

إبتسمت وهي تبعد انظارها عنه فقلبها يرجف بلا توقف.....

كانت تراقب تصرفهم بسمة والذي لاحظ نظرتها
تلك(جواد) الذي سألها بفضول....
"بتبصي كده ليه عليهم...."

للحظه نُسيت الخصام وهي ترد عليه....
"شكلهم حلو أوي مع بعض....."

"زي أنا وأنتي كده...."

وضع يده على فخذيها بعبث ماكر....

"أنت بتعمل إيه شيل ايدك عيب كده...."

مرر يده على فخذيها باريحية قال ببراءة....
"هو ايه اللي عيب بظبط انتي ناسيه أني جوزك..."

هتفت بخفوت.....
"على الورق وبس ........"

"وفي الحقيقه كمان...."

"في الحقيقه جوزي لسه معرفوش و..... اااه..."

اتكا على فخذيها بقوة المتها....
"اظبطي كلامك أنتي لسه على ذمتي ياحرمي المصون..." تحدث لها بتحذير....

احتدت عينيها وهي تقول بحرج...
"طب شيل ايدك ياجواد وبطل قلة آدب...."

"هي فين قلة الأدب دي دا أنا ساند ايدي بس..."
تحدث ببراءة مخادعة......

"جواد.... "

"مممم"

"إيدك ياجواد...."

"مالها ياعيون جواد...." اجابها بخفوت...

تسارع خفقات قلبها وهي تتلعثم قائلة...
"شيلها عشان عيب كده إحنا مش لوحدنا...."

"يعني لم نبقى لوحدنا أنا هعمل اللي أنا
عاوزه مش كده ؟؟ ...."

اومات له بحرج ليختفي هذا المازق سريعاً....

سحب يده وهو يكمل طعامه بوقار وكأنه لم يعبث
معها منذ ثواني واحده.....

تنفست الصعداء بعد ابتعادة لتظل تتناول طعامها بوجه أحمر من أفعاله الصبيانيه معاها دوماً...

آتت رسالة على هاتفه عبارة عن صورة منشورة
على بعض وسائل التواصل الخاصة باخبار
الاثرياء من المجتمع......وكانت الصورة
ماخُذا في حفلة زفافهم والعنوان التالي....

"اختفئ جواد الغمري وزوجته بعد زفافهم لأسباب
غامضة.......

اختفاء زوجة الغمري بعيد عن الأضواء بسبب انفصالهم.....

اختفاء قصة الحب قبل ان تبدأ.....

هل قصة بسمة وجواد مصطنعة ولم يكن هناك حب
من الأساس.....

أصبحت القصة غامضة وصعب حل شفرتها......

أغلق الهاتف بانزعاج وزم شفتيه مُفكر بابسط حل يخرس تلك الألسنة.......
................................................................
كانت جالسة على الفراش تمسك بعد الأوراق
بين يدها وعقلها منشغل بتلك القضية البسيطه....

ولج جواد لداخل وهو مختلس بعض النظرات لها...
لكنه تجاهل الحديث معها وولج لحجرة الملابس
الخاصة به......أخرج حلة رمادية اللون له،
وارتدى الحلة بتأني وهدوء وعقله مزال مُنشغل
بها تافف بانزعاج مستاء وهو يضع ربطة عنقه باهمال
وبدون أن يعقدها بربطتها الخاصة.....

خرج من حجرة تغيير الملابس بعطر رجولي فاح
المكان مفازة....

نظرت له بسمة بتقييم وتدقيق لجذبيته و الحلة العصرية الذي يرتديها هل سيقابلها أليوم سيقضي
معها يوم اجازته ؟ ......

تسارع حفقات قلبها بغضب وغيرة مفرطه
لكنها تلاشت فرط المشاعر الخائنة وهي تعود ادراجها لتلك الاوراق التي بين يداها وكأنها لا تهتم
لأمره !...

بدأ بتمشيط شعره أمام المرآة، ناظراً لصورتها المعاكسة قال بتطفل.....
"بتعملي ايه...."

"شغل...."اجابته ببرود...

"مم شغل وشغل ده عبارة عن إيه بقه...."
تزايد برودة وسخافته معها....

إبتسمت بمكر وهي تجيبه....
"قضية واحده قتلت جوزها...."

رفع حاجبه بدهشة مصطنعه وهو يقول بتسليه...
"ياساتر ودي قتلته ليه....... يـامـراتـي....."

شدد على كلمة زوجتي حتى تنتقي حديثها القادم
له.....لكنها لم تهتم بتحذير الخفي وقالت ببرود...
"تصور قتلته عشان رجع آخر اليوم رقبته متلحوسه
روج أحمر....."

"متلحوسه في محاميه تقول متلحوسه ياشيخه نقي
ألفاظك وبعدين دي كانت بوسه يتيمه..."

"أنا مليش دعوه بيك أنا بتكلم عن القضية ...."

رفع حاجباه عبر المرآة ناظراً لها وهو يقول بتسليه
"ااه القضية تمام...... وبعد مقتلته قطعته ورمته في كياس سوده....."

"لا سلخته ورمته في شوال خسارة فيه كيس بتلاته
جنيه..... دا خاين....." كان صوتها ينم على الغضب
منه....

بلع جواد ريقه بتردد متصنع وكبح ضحكته بصعوبة.....
"و واطي ولا تزعلي...... بس الاورق دي قضية
سرقه مش قتل....."

فغرت شفتيها بصدمة ليخرج السؤال بصعوبة من
حلقها....
"انت عرفت منين....."

"وقعت في ايدي بصدفه الصبح......"

أبتعد عن المرآة وهو يقترب منها قال بخبث....
"بقه بذمتك الجوكر ينفع يموت مسلوخ
يرضيكي برده ...."

"هـ.... هو الكلام مكنشي عليك....." بلعت ريقها حين وقف أمامها بقامة طوله الموترة لاصولها كلياًّ.....

"لا الكلام كان عليه وأنا فوت بمزاجي....."
سحبها بقوة ، إصطدم جسدها بصدره الرحب....
"عايز إيه؟؟....."

"كل خير !...."

فغرت شفتيها وهي تنظر له عن قرب....
"جواد...."

همهم منتظر باقية الحديث الظاهر في عينيها العسلية....
"أنت رايح عندها....."

"لا......."اكتفى بنفي.....

"أمال لابس كده و ورايح فين....."

عقد حاجبيه وهو يتجاهل السؤال...
"اربطي الجرفته....."قرب ربطة العنق من يدها

"تبقى رايح عندها.....لا وكمان بكل بجاحه بتقولي اربطي الجرفته....... مش ربطة حاجة اربطها لنفسك.... "تحدثت بحدة وغيرة مجنونة ....

"تعالي هنا اربطي الزفته وسمعي الكلام..."

صاحت بجنون حاد وشراسة ......
"مش ربطه الزفته ولا سمع الكلام ولو مسكتش ياجواد هولع في هدومك كلهم واولهم البدله دي..."

اتسعت عيناه من عصبيتها المفرطة معه....
"انتي اتجننتي يابسمة...."

"وانت شايف أن اللي تجوزك يفضلها عقل...."

"ربنا يشفيكي...."

"ربنا يخدني....."
كادت ان تذهب من أمامه لكنه اوقفها بحدة وهو يمسك يدها بقوة وشد على كلماته باعين تحولت لحمم بركانيّة.....
"إياكِ أسمعك بتدعي على نفسك تاني انتي فااااااهمة...." صرخ بأخر كلمة لينتفض جسدها
وهي تقول بخفوت....
"فاهمة..... سيب أيدي بقه....."

"مش قبل متزفتي تربطي الزفته....."

"مبعرفش...."

همهم ببرود مجيب بايجاز....
"أعلمك....."

"لا بقه أنت مصمم تقهرني...."

"اقهرك تكونيش بتغيري مثلاً...." نظر لها بتسلية ذكورية.....
"اغير من مين وغير على إيه..... تكونشي شايف نفسك حلو......"

"مش لازم اكون في نظرك حلو كفاية هما شايفني
حلو....."تحدث بزهو واضح....

"هم مين دول....."

"الستات......"

احتدت عينيها بشدة وهي تنظر له ببرود قائلة...
"بجد......ده رأيي الستات فيك ....."

همهم ببرود.....وهو يربط ربطة عنقه بنفسه قال
بتسليه ليشعل غيظها أكثر....
"أنا لازم انزل عشان اتأخرت على معادي......."

"تمام....."جلست على حافة الفراش بحزن متظاهره بانشغال ذهنها بالأوراق خاصته.....

شعر باستسلام جدالها وجنونها الممتع بنسبه له.....
وعفوية مشاعرها الصادقه والذي يندم على كونها موجها له !!.....
"كمان ساعتين تكوني لابسه وجاهزه هعدي عليكي بالعربية....."

"عشان؟؟....."

"عشان هانتعشا سوا.....عندك مانع...."

"مش عاوزه.....شكراً...."

رد عليها وهو يخطوه في الغرفة متوجه للخارج...
"مش بمزاجك يابسمة اسمعي الكلام من غير جدال..."

اخرجت زفير يأس من تسلط اوامره عليها ولم تعقب على حديثه.....لكنه قبل خروجه قال شيء مهم جعلها
تحدق في فراغه بزهول.....

"على فكره أنا خرجت انجي من حياتي في آخر زيارة ليها إللي هي كانت إمبارح....وكمان معملتش
اي حاجة معها مجرد كلمتين وسلام والبوسه كان
استقبال منها مش أكتر.........كمان ساعتين هستناكي
بلاش تتاخري......"

ولمَ انتظر كل هذا حتى يخابرها هل يفرح من قلبه حين يراها بهذا الجنون والعصبية المفرطة التي من الواضح أنها تغار وللأسف تنكر الواضح بشدة !...
.....................................................................
هتفت لميس عبر الهاتف بخفوت وهي تسير في حديقة الفيلا....
"يعني انتي متأكده يامرفت أن طعم العصير مش هياثر عليه نوع الحبوب ديه....."

تخطى جواد طريق حديقة الفيلا وهو يستمع الى كلمات زوجة عمه الذي لم يعير حديثها اية إهتمام....

"خلاص يامرفت تمام أوي.......عارفة يستي مش هكتر منها عشان الادمان وكده....مانتي عارفه
إني تعبانه الفترة دي ومحتاجة منشطات....تمام
بأي....."

سمع المزيد وهو يسير بسبب حديثها الفاتر وكأنها وحدها في المكان وهذا ماظنته لميس فكانت
في ركن ما تولي ظهرها لباب الفيلا الرئيسي
الذي خرج منه جواد الآن وبرغم من ماسمع منها
إلا أنه لم يعقب على حديثها وظن أنها ترهات ؟!....

ابتسمت لميس بمكر وهي تمسك علبة الإقراص
المنشطة للجسد والذي إذا كثر تناولها تادي الى إدمان
تلك الاقراص للأبد فتصبح مثل المخدرات السامة في جسد متناولها.......

"كام جرعه من دول يابسمة وتتعودي عليهم.....وساعتها جواد بنفسه هو اللي هيرميكي
في شارع.......وبعدها أكسب انا ثقة زهران وتخلص منه بعد مأملاك الغمري كلها تتحاول لحسابي وباسمي.."ضحكة بسخافة وهي تقول تهمس
داخلها بخبث ....
"لازم اطمنها من ناحيتي اكتر عشان تثق فيا أكتر ويبقى سهل عليه اديها جرعات ال( ***)في
معادها....."

......................................................................
سار بتجاه غرفتها والقلق يتزايد عليها لم يقدر الصمود وتمثيل الجمود فهو لم يراها على سفرة الغداء فقد اعتذرت بسبب وجع رأسها الذي لايعرف
هل تعافت منه الآن ام مزالت تعاني.....

طرق على باب غرفتها ببطء منتظر فتح الباب على احر من الجمر....وبدأ التأخير برد عليه
ففرك يداه ببعضهم كاعلامة عن فرط قلقه وتوتره عليها.....
"اسيل......اسيل انتي جوا....."

لا يوجد صوت.....

وضع يده على مقبض الباب بعفوية وظن أنه موصد من الداخل لكنه تفاجئ بباب الغرفة يُفتح معه ولج
للداخل بحذر وهو ينادي عليها......
"اسيل اسـ...."

وجد جسدها الضئيل يرتجف تحت الغطاء......

مال عليها بقلق وخوف.....
"اسيل.......ينهاراسود دا انتي مولعه....."

فتحت عينيها بأعياء....
"سيف أنت بتعمل إيه هنا......"

"جاي أطمن عليكي......ليه سبتي نفسك بشكله ده طب كُنتي حتى اتصلي بيه ياسيل......"

"سيف أنا كويسه اخرج عشان مينفعش تفضل معايا في لاوضه...."تحدثت بخفوت واعياء واضح عليها

"أنا مش هسيبك وانتي كده أنا هروح اتصل بدكتور
وهنزل اجبلك ماية ساقعه عشان أعملك كمدات..."

قالت بصوت خافض متعب....
"بلاش تتعب نفسك نادي الدادة شادية وهـ....."

"محدش هيقعد جمبك غيري....ارتاحي شوية وراجع..."أبتعد عن الباب وتركه مفتوح لحين
عودته.....

في المطبخ كأن يملئ قِدر صغير أساسه عميق
بالماء البارد وهو يتحدث بتهكم وضيق....
"جتلها نزلت برد من لبسها العريان....تفوقي بس ياسيل وأنا هحرقلك هدومك العريانه دي بجاز
وسخ....."

"في حاجة ياسيف بيه...... تحب أعملك حاجة...."

"لا ياداده...."رد بايجاز ليكمل وهو يخرج من المطبخ
"الدكتور احمد جاي كمان نص ساعة افتحيله
وطلعيه على اوضة اسيل...."

"خير ان شاء الله هي الست اسيل تعبانه....."

همهم وهو يصعد الدرج....
"شوية بارد ياداده....."

دلف للغرفة بيداه المعدات الأزمة لخفض الحرارة
لحين وصول الطبيب.....

كانت مغمضة العين مستيقظة ولكن شدة التعب جعلها تشعر بثقل جسدها، شعرت بشياء بارد يحتل جبهتها واخر وجنتيها الذي شعرت بمدى حرارتهم بعد شعورها بالبرودة......

فتحت عينيها لتجد سيف يُضع القماش المبلل البارد
على جبهتها مرة آخره......
"سيف أنت....."

"هشش بلاش تكلمي ياسيل ارتاحي وشوية ودكتور
جاي....."حدثها بصوتٍ عذب هادئ......

اغمضت عينيها وهي تقول بحزن......
"تفتكر هموت....."

"من شوية برد لا طبعاً....."

"بابا مات بسبب الحُمه...... السخونيه ذادت عليه ووقتها محدش لحقه وانا وقتها كنت صغيرة ومقدرتش انقـ....."

"اسيل أهدي أنا جمبك....."

نزلت دموعها وهي مغمضة العين وقالت مهلوسة من آثار التعب .....
"أنا عايزه أروحله ياسيف....."

"يامجنونه....وتسبيني لمين كفاية درما بقه الصبح هترجعي زي القرده ورجع اتخانق معاكي تاني عشان
لبسك......"

وجدها ترتجف أكثر تحت غطاءها ذو السمق الرفيع غطاها بغطاء أثقل من الموضوع على جسدها......
هتف داخله بدون ان يشعر....
"لو عليه كنت خدتك في حضني....."
صمت بعد أن ترجم كلماته ليشعر بضيق اكثر

•••"انت ممكن تحب بعضي.... "سألته أمل وهي
تضع رأسها على صدره....
" أكيد لا..... "اجابها بصدق...

" يعني عمرك ماهتتمنى غيري.... "

"عمري ماهتمنى غيرك...."

"ولا حد هياخد مكاني جوا حضنك...."

الصقها أكثر داخل احضانه وهو يقول بحب....
"محدش يقدر ياخد مكانك مهم حصل ومهم حاول
معايا أنا بحب واحده بس ومش هحب غيرها طول عمري .."

"بحبك ياسيف....."

"وانا بموت فيكي ياحبيبتي.... " ••••

إنهى الطبيب الكشف واعطى اسيل إبرة طبية خافضة للحراره والذي ستعمل في أقل من نصف ساعة....

بعد خروج الطبيب برفقة الخادمة (شادية)للخارج.....

جلس سيف على مقعد مقابل اسيل مرر يده على
شعرها وهو يقول بخفوت.....
"أن شاء الله هتبقي كويسة......"

كانت غافية في ثبات عميق ولم تشعر بما يحدث
حولها.....ظل بجانبها مده زمنيه لحين أن تأكد من مفعول الابرة الطبية في جسدها....خُفضت
حرارتها الآن......

أبتعد من عن مقعده وهو يتثاب بتعب ناظراً الى ساعة الحائط ليجدها اوشكت على منتصف الليل....
تنهد وهو يحسم أمره قائلاً...
"يدوبك الحق انام كام ساعة قبل الشغل....وكمان لازم اطمن على العفريته دي قبل مانزل الصبح..."

نظر نحو اسيل وهو يعود ادراجه للخارج وقلبه يهتف
بالحاح إلا يغادر ويتركها هكذا لكن عقله يرى تركها
أسلم حل فمزال سيف يتذكر أخلاقه واحكام الدين
الذي تركها (سراج الغمري) مُعلقه في عُنقهم تُذكرهم
به رغم مرور السنوات على الفرق !.....
...................................................................
قبل هذا بعدة ساعات.....
نزلت بسمة على درجات السلم بفستان سهرة أسود
اللون مغلق من عند الصدر ذو فتحه بسيطه، يصل طوله لبعد ركبه كأن أنيق على جسدها وتزايد جماله مع انسياب شعرها الأسود وزينة وجهها المتناسقة
معهما جميلة طلتها عليه وهو يسمع طرقات حذائها
العالٍ على أرض اعتاب الباب الكبير......
رفع وجهها بلا أهداف تفاجأ بها على غير العادة
مدقق أكثر بها جسدها وتناغمه مع هذا الرداء
شعرها وجهها تفصيلها وعيناها واهاات منها فتلك قصة ليست بقصيرة فالكهرمان يضيء ضي خالص يهلكه عند النظر له.....يعترف داخله أنهُ لأول مره يغرم بتلك العسلية الذي اذ دققت النظر بهم تجدهم مثل لون حجر الكهرمان........

أخرج الزفير من أنفه بصوتٍ مرتفع وهو ينظر لها
لعلا الأفكار تتبخر.....لكنها كأنت أكتر تزايد حين
إبتسمت له بثغرها الوردي مُقتربة منه بتأني
في سيرها وهي تقول.....
"اتاخرت عليك....."

"لا....."توسعت ابتسامتها أكثر وهي تقول بعفوية
"بجد.....يعني خلصت في معادي....."

"لا اتاخرتي...."رد عليها باقتضاب وهو يفتح سيارته
ليجلس بها.....
"اي قلة الذوق دي السيدات أولا على فكرة وبعدين خليك جنتل مان......"تحدثت بتهكم وهي تدلف
للسيارة بجانبه.....
"جنتل بالاسود ده معتقدش....."

نظرت لنفسها بتردد ومن ثمَ له قبل ان تقول بشك....
"هو الفستان وحش عليه....."

"لا بس الكهرمان عايز ألوان فاتحه عشان يبان أكتر..."اجابها وسيارة تنطلق بهم.....

نظرت لم بعدم فهم....
"كهرمان....... تقصد إيه......"

نظر لها بطرف عينه وتشدق بثقل وكانه غير مهتم بما يقال.....
"الكهرمان لو عنيكي......زي لون حجر الكهرمان....."

"ااه بس الإسم تقيل ومحتاج شرح عشان كده بفضل الاسهل الا هو الون العسلي يعني وكده....."

أبتسم على عفويتها وهو يقول بهدوء ناظراً من نافذة
سيارته بشرود.....
"الاتنين نفس المعنى......... يافرولتي......"

"فرولتي.....أنت بتكلمني أنا...."
سألته بشك....

لم يلتفت لها بل اجابها بانكار
"لا سرحت شوية....."أبتسم وهو يتذكر بقعة ظهرها الحمراء والتي كما روية له أنها بسبب ثمرة الفراولة
ليجد نفسه يتمتم بنفس شرود.....
"حلو يافرولتي....."

نظرت بسمة له معقدة حاجباها من جملته الغريبة....
لتمط شفتيها وهي تسأله بتحفز.....
"هو إحنا رايحين فين ياجواد؟....."

"هنتعشا برا...."اجابها بايجاز.....

رفعت حاجبيه بأستغراب.....
"وايه المناسبة....."

مسك يدها بين يده وقبلها بفتور وسرعة قال....
"عرسان جداد ولازم نشم هواا نضيف......بذِمتك
مش دي أفضل من مية مناسبة....."

تشدقت بشك وهي تحدج به......
"مالك ياجواد.....أنت مش طبيعي النهاردة و....."

"وصلنا انزلي ياحبيبتي......"

حبيبتي !!!....

ترجلت من السيارة بوجه حائراّ من تصرفاته.....

وضع كف يده على ظهرها وهو يدلف للمطعم المحجوز مخصوص لهم......

"خلاص وصلنا.....جهز كل حاجة...."
أنزل هاتفها بعض كلمات مختصرة....لم تفهمها هي بعد.....

دلفت المطعم لتجد المكان شاغراً لا يوجد به سواهم
بلونات بكل مكان لونهم واحد (أحمر.....)على شكل قلوب.... شموع حمراء تُزين اركان المكان بأكمله.....اجواء شاعريّ ، أضاءت خافته ناعمة.....

إبتسمت ببلاها وهي تخمم هل فعل كل هذا لأجلها
لاجل الاعتذار منها.....
"جواد انتَ عملت كل ده عـ....."

"لازم نطلع نرقص دلوقتي الصحافه بتصور...."

توسعت عينيها وهي توزع انظارها على عدة
كمرات محيطه بهم تتربص لأخذ بعد القطات لهم .......

"اي ده ياجواد.....انا مش فاهمه حاجة...."
سالته بوجه حزين حائر.....

اجابها ببرود وهو يضع يده على خصرها ليجبرها
على الرقص معه بتناغم واستمتاع كاذب....
"لازم ابعت كام صورة لبعض المواقع إللي بيطلعوا
اشاعة عننا وعن طلقنا......ودي أقرب وسيلة اسكتهم...."

"أقرب وسيلة إنك تستخدمني للمسرحية ديه...."

"انتي مكبره الموضوع كده ليه......أنا بسكتهم عشانك..."

ابتعدت عنه بقوة وهي ترفع سبابتها في وجهه باحتقار....
"عشان نفسك عشان شغلك ومكانتك أدام النآس
كان ممكن تستخدم اي أسلوب من اساليبك الزبالة غير ده.....ليه تدخلني في الارف ده...."

أقترب منها وهو يضع يداه على كتفها....
"بسمة ممكن تهدي المـ....."

"شيل إيدك عني ياجواد...."

نظر جواد حوله بستياء....ليشير للجميع بالخروج
أثناء خروجهم نظر الى وجهها الذي بدأت تسيل
منه العبرات الخانقة لروحه !!...

"ممكن تبطلي عياط يابسمة انا....."

"يابسمة أنا إيه.....أنا تعبت من كل الارف ده سكوتي وضعفي وصلوني لكل ده معاك....أنا مش عارفه انت أناني كده ليه.."
اكملت بسخرية وهي تسير في المكان
بغضب.....أمام عيناه
"لا ومكلف نفسك شموع وورد ومطعم مفهوش
غيرنا كل ده عشان تمثليه تدخل على الصحافة
ولناس اللي شبهك.....طب وبنسبه ليه بنسبه
للهبله اللي مشيه معاك مينفعش تاخد رأيها
قبل متجرها معاك زي الجموسه وتشوف نفسها
بتصور فيلم لانقاذ الاسرة الكريمة...."
مطت شفتيها بسخرية وهي تتابع حديثها بصوتٍ
كاثلج.....
"لازم برده اسم الغمري يفضل فالعلالي على حساب
المحامية الفقيرة.....مـش كـده ياحبيبي...."

اقتربت منه سريعاً وقالت بسخط.....
"يلا نكمل المسرحية....أنا حبيبتك وانت حبيبي
هات حد يصور اللقاء ده بث مباشر... عشان اقولهم أننا أسعد زوجين واننا اخترنا بعض باردتنا أننا متفهمين جداً.....ومستوانا الإجتماعي والتعليمي مناسب يلا كمان نقول أن أنت عمرك مادبحت فرخه
وأنا عمري ماخفت من حاجة يلا كمان نقولهم
إني حامل ولا لا إني هولد قريب.....حلو الكدب
ده صح هيصدقُه بسرعة..."

"اسكتي يابسمة كفايه....."

"مش كفايه.....أنا حبيت الموضوع اوي حلو الكدب والخداع خليني كدابه اكتر...."

"كفايه بقه اخرسي....."
صاح بحدة وهو يمسك ذراعها بقوة .....
"بكرهك ياجواد وبكره نفسي عشان قبلت اكون تحت
رحمت واحد زيك لانك بكل بساطه قتال قتله....."
ابتعدت عنه واخذت مسافه بينها وبينه..

"أيوه قتال قتله ومجرم بس مش ندمان.... الندم الحقيقي إني سبتك تعيشي ومخلصتش عليكي بأيدي...." هتف بحدة مفرطة وهو يقبض على
كف يدهُ بقوة في الهواء ....

"بسيطة تقدر تموتني دلوقت.... ولا أقولك اخلص عليك أنا..... ماهو في الحالتين سجن.... "

اخرجت السلاح من تحت فستانها من ناحية الساق
حيثُ يوضع (بالحزام الجلدي ) الخاص به والذي كان يحيط ساقيها....

اتسعت أعين جواد بصدمة....
"جبتي منين السلاح ده..... "

مطت شفتيها ببرود زائف وهي تتصنع القوة أمامه
"من دولابك خسارة إنك بتنسى أهم حاجة في حياتك......... السلاح والدم ....."

••••على فكره أنا خرجت انجي من حياتي في آخر زيارة ليها إللي هي كانت إمبارح....وكمان معملتش
اي حاجة معها مجرد كلمتين وسلام والبوسه كان
استقبال منها مش أكتر.........كمان ساعتين هستناكي
بلاش تتاخري......"خرج بعد ان القى تصريحاته....
بعد مده من التفكير نهضت لكي تختار شيء لترتدي
اثناء مرورها بحجرة ملابس جواد وجدت سلاحه
ملقي باهمال داخل خزانة ملابسه بحزام الجلد الخاص به......تنهدت وهي تحمله قائلة بفتور.....
"أكيد نسي ياخده معاه ....خلاص خليه هبقى اخده معايا وأنا نزله ليه وبقى ادهوله بالمرة.....محدش عالم يمكن يحتاجه....."تنهدت وهي تتذكر ماحدث لهم
على الطريق العام حين واجهة طلقات نارية طائشه موجها لكلاهما لتعلم بعدها أنها هي المقصودة بها وهو من انقذها من الموت !! .....••••

نزلت دموعها وهي تلوح بسلاح بيدها فقد وصلت لحالة من اليأس وعدم التوازن العقلي من فرط
ماتعانيه مؤخراً او أن صح التعبير من يوم أن
قابلته.....هتفت بدموع وبيد ترتجف....
" تحب مين فين إللي يموت.... أنا ولا انتَ"

خطى خطوتين للاقتراب منها وهو يقول....
"بسمة أهدي انا....."

"خليك مكانك يابن الغمري أنا خلاص حددت النهاية لينا كلنا وتعرف الاسلم إني أنا إللي اموت مش انتَ ...."

"اعقلي يابسمة وكفاية جنان بقه....."

طلق النار الطائش بدأ يمر من حولهم في تلك اللحظة....

دلف عيسى بخوف وهو يحتمي وراء حائط قال بصياح.....
"جواد في ناس مسلحه برا جايين عشانك..... أهرب
من مخرج مطبخ المطعم ......"

صاح جواد وهو يمسك بسمة ليحتمي معها خلف أساس عموديّ......
"مين دول ياعيسى..... تبع عمي......"

"مش عارف ياجواد...... رجاله مسلحه ظهرو فجأه
عن بعد ولولا اتحركنا وفوقنا من صدمتنا كأن زمان
الواحد ميت تحت رجليهم....."

ماذا حدث وممن ينتمون تلك المسلحين وماذا فعل لهم؟؟ حتى يُضع هو وبسمة في دائرة الخطر.....
كور يده بغضب وعيناه اصبحت بركتين من النار
فقد أصبح مشلول كلياًّ من إنقاذ روحه ولاهم من روحه !! ......

"مفيش وقت للتفكير ياجواد.... مش هقدر اغطي عليك أنا ورجاله أكتر من كده...... أهرب بسرعة......"

أنتبه جواد لحديث عيسى الصائب ليمسك يدها بسرعة ساحبها وراه.....

وقبل ان يهرب معها قال بحزم لرفيقة.....
"عيسى خمس دقايق وخرج من هنا انت ورجاله...."

متقلقش أنا مأمن.... خد أنت بالك من نفسك...."أومأ له وهو يبتعد بسرعة....

هتفت من خلفه وهي تركض معه بسرعة......
"أنت واخدني على فين ياجواد سيب أيدي....."

اجابها بنبرة حازمة وهو يسحبها خلفه....
"مش هسبها....... لازم تفهمي ان خلاص قدرنا بقه واحد ..... يتبع

دهب عطية....
........................................................................

يتبع الفصل الثامن عشر اضغط هنا 


reaction:

تعليقات